في ظل ما نراه يوميًا من مشكلات في كل الأوساط، بدايةً من الجار، وزميل العمل، والصديق، والزوج والزوجة، وانتهاءً بعلاقة الناس ببعضهم البعض في التعاملات اليومية، أدى التطور السريع للتكنولوجيا إلى تغيير صور الاتصال فيما بيننا، وأسرع من وتيرة الأمور حولنا؛ ففقدنا الهدوء والسلام النفسي والتأني في اتخاذ القرارات، وتحولت نظرتنا للحياة من نصف الكوب المملوء إلى الإناء الفارغ؛ فماذا لو لم نستطع التواصل مع بعضنا البعض؟
إنَّ مهارة الاتصال هي تلك التي تمكننا من تبادل أفكار ومفاهيم ومعلومات فيما بيننا، وتشكلت لها أساليب وصور عدة للتواصل مع مخلوقات أخرى كالطيور والحيوانات، وحتى الأحجار، اعتمادًا على الطريقة واللغة المناسبة مع الطرف الآخر؛ كالرسائل، ولغة الجسد، والصوت؛ بهدف تحقيق اتصال فعال يساهم في التوافق بين أطراف الاتصال.
في هذا السياق، نجد أنفسنا أمام تفسير علمي لفشل التواصل بيننا؛ ألا وهو غياب المعلومات الكاملة حول عناصر الاتصال الفعال، والتي تتمثل في:
1- المرسل: صاحب الرسالة
2- المستقبل: مستقبل الرسالة
3- الرسالة: المعلومات أو البيانات أو غيرهما مما يرغب المرسل في إبلاغه للمستقبِل.
4- الوسيلة: الطريقة التي أرسلت بها الرسالة، سواء كتابة أو شفاهة أو عبر الأجهزة الذكية.
5-البيئة: التي تنقل وتؤثر على الرسالة في الوضوح والدقّة والفعالية.
6- التغذية العكسية: العائد والمردود من الاتصال.
ولكي نحقق أهدافنا، يلزم معرفة ثلاثة أمور: أنماط الشخصية، والقدرة على الاتصال، والرسالة.
وتُعد الرسالة هي حجر الزاوية في مهارة الاتصال؛ لذا ينبغي أن تكون واضحة، كاملة، موجزة، منضبطة، مناسبة، ولها هدف.
وكمثال طريف من الحياة، تسأل الأم عادةً زوجها وأبناءها يوميًا عما يريدون تناوله من طعام؛ حتى تجهزه، فتجدهم متململين من ذلك السؤال الذي يتكرر يوميًا؛ لذا يمكن تجاوز هذه المشكلة؛ بإعداد ورقة لكل فرد في الأسرة تتضمن السؤال نفسه، ثم إعادة توزيع الإجابات بما يتناسب مع بعضها، وأعدت جدولًا أسبوعيًا يتضمن الفطور والغذاء والعشاء، يتوافق عليه الجميع، ويُوضع في مكان واضح بغرفة الطهي ليلتزم بها الجميع؛ وبالتالي لا يصبح هناك خلاف.
جمع المثال السابق كل عناصر الاتصال الفعال بين أطراف الاتصال؛ وهي: الرسالة الواضحة المحددة الهادفة مع تحديد القدرات والإمكانيات والمشكلات، ثم اتخاذ القرار المناسب وعرضه؛ فتوافق عليه الجميع؛ لمشاركتهم كفريق عمل في القرار؛ وبالتالي نجاح التنفيذ، مع متابعة دقيقة من الأم.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
- في المنتدى الاقتصادي والاجتماعي 2023.. الشباب يصنع المستقبل
- رئاسة في الواجهة!
- رؤية سمو ولي العهد.. وطن محلّق نحو اقتصاد مزدهر
- 9 خطوات لبدء متجر إلكتروني بدون رأس مال
- عندما يصبح الموظف هو الخطر الأكبر!