التمويل أكبر التحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة
حولت هوايتي بعشق الديكور إلى مهنة ومصدر ربح بتنظيم المعارض
بيبي بارتي هدفها استقطاب مواهب وطاقات الأطفال
حاورها : حسين الناظر
لم يمنعها حصولها على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من تحقيق حلمها بأن تكون رائدة أعمال ناجحة؛ إذ قررت استثمار موهبتها في تنظيم المعارض والمؤتمرات، فأسست مؤسسة “بارتي سبيشل” التي أتبعتها بفريق “بيبي بارتي” للأطفال، وفريق “مصورات القصيم” وفريق “تنظيم معارض ومؤتمرات نسائية”.التقينا منيرة العميريني؛ المدير التنفيذي المؤسس لشركة “بارتي”، وعضو لجنة سيدات الأعمال بغرفة القصيم، فكان لنا معها هذا الحوار حول تجربتها في عالم الأعمال ..
ــ كيف كانت بدايتك مع عالم الأعمال ؟
بدأت بتنسيق الحفلات، ثم تطور المشروع بإضافة فريق الأطفال ليكمل ويبرز أعمالنا، ثم واصلنا التطوير؛ حتى أصبح لدينا فريق لتنظيم المعارض والمؤتمرات، من تصوير وتصميم وإدارة الحملات التسويقية، وإنتاج فكرة وإثرائها وتقديمها بشكل مميز ، كما تم إضافة استديو تصوير متكامل.
وكان من المهم لدينا، إضفاء الطابع الأسري على المعارض، وخلق اهتمامات وبرامج وورش تدريبية لجذب الأسرة بكاملها بما في ذلك الأطفال والنساء.
ــ مالهدف من مشروع “بارتي” ؟
هدفنا هو خلق علامة تجارية بمسمى “بارتي سبيشل” ، نعتمد بها على التفكير والإبداع والتميز، والاهتمام بالديكور، وإعادة التدوير، وتخطيط الحملات الدعائية على مستوى المنطقة. وتعمل مؤسستنا في عدة مجالات منها: تنظيم المعارض والمؤتمرات ،وتجهيز الحفلات، وإدارة المحتوى، وإنتاج الفكرة ،وتصوير وتصميم وإدارة الحملات التسويقية.
عشق العمل الحر
ــ لماذا اخترتِ هذا المجال ؟
اكتشفت موهبتي منذ الصغر، وكانت تدفعني الرغبة دائمًا إلى الابتكار والتميز وإلى تجربة مختلف أنواع الفنون. عشقت العمل الحر، وعمل الديكور في الحفلات، وتنظيم المعارض. حولت هوايتي إلى مهنة وعمل ومصدر ربح وفير،وعززت ذلك بالدورات التدريبية.
– ما التحديات التي واجهتك عند تنفيذ مشروعك ؟ وكيف تغلبتِ عليها ؟
يكمن التحدي الأول في إضافة عمل جديد في المنطقة. وبما أنني حريصة على التميز وأن يكون عملنا إضافة مميزة لأي عمل أو معرض، فكان تميزنا في استحداث أفكار جديدة وتنفيذها بشكل ناجح.
كذلك، كان التمويل من أكبر التحديات التي واجهت مشروعي، ولكن بفضل الله تغلبت على هذا التحدي بالإرادة والتخطيط ، وهو ما ينبغي أن يجيده صاحب كل مشروع ما دامت لديه الفكرة الجيدة للمشروع.
ــ الاعتماد على عمالة نسائية كاملة في تنظيم الحفلات، ألا يشكل هذا تحديًا ؟
حرصت في مؤسستي على توفير فرص للفتيات المبدعات مابين وظائف دائمة ومؤقتة خلال المعارض، والاهتمام بمواهبهن، والحرص على توفير بيئة عمل مناسبة وإيجابية ومحفزة لهن للإبداع، ودافع لإنتاجية أفضل.
ــ هل تأسيسك لـ” بيبي بارتي ” لحفلات الأطفال ” يعكس اهتمامك بهذه الفئة ؟
بلا شك..فالهدف هو استقطاب مواهب وطاقات الأطفال؛ لتنميتها وتحفيزها، وتربية الروح الجماعيّة لديهم ، وتنمية قدراتهم ومواهبهم ، ومساعدتهم على التكيّف الاجتماعيّ ، والمساهمة الإيجابيّة البنّاءة.
كذلك، الحرص على المشاركة والمساهمة في تنفيذ فعاليات مختلفة للطفل في جميع المعارض والمحافل التي تقام بالمنطقة، وإنشاء دورات تدريبية تقوم بتنمية المهارات وتطوير القدرات الإبداعية لدى الأطفال.
طموحات مستقبلية
ــ ماذا عن طموحاتك المستقبلية؟
أطمح في فتح مقر باسم “مجموعة بارتي سبيشل”، يختص بكل الأقسام؛ من تنظيم معارض ومؤتمرات وتجهيز حفلات وإدارة محتوى وإنتاج فكرة وتصوير.
وهناك طموحات ومخططات كثيرة نسعى لتحقيقها من شأنها أن تخدم المنطقة.
ـ بم أنكم تعملون في تنظيم الرحلات السياحية القصيرة للفتيات والسيدات، ما أهم المزارات المطلوبة؟
استقطبنا العديد من السيدات من مختلف مناطق المملكة لزيارة منطقة القصيم ، فكان أهم المسارات هو التعرف على تراث منطقة القصيم ، والتعرف على المشاريع المختلفة لرائدات الأعمال بالمنطقة؛ حيث تتميز بأفكار جديدة؛ مثل أول مصنع للفحم بالمملكة تديره فتيات سعوديات بمنطقة القصيم.
سياحة داخلية
– وكيف ننمي هذا النوع من السياحة الداخلية ؟
بفتح الفرص أمام السيدات لزيارة المناطق ؛ ودعم رائدات الأعمال بتلك المناطق والمحافظات لتبادل الخبرات والتعرف على المعالم والتراث والثقافات المختلفة. وهي من أهم أنواع السياحة الداخلية التي تساهم في إثراء الخبرات التربوية والاجتماعية، كما أنها جزء من الأساليب التي تساعد على الترويج والتعاون، والتعرف على بعض المشاريع والأماكن الجديدة.
ــ وما التحديات التي تواجهك ؟
تحديات كثيرة، نسعى من خلالها إلى التفاعل مع الفتيات وإتاحة الفرصة أمامهن لمعايشة تجارب تعزّز من اهتمامهن بالآخرين وتؤكد التزامهن بتطوير بلدهن، والمنطقة بشكل عام.
ــ أين تقف المرأة السعودية في عالم الأعمال؟ وهل ينقصها شيء؟
تقف المرأة السعودية بالمرتبة الأولى في مجال الأعمال والتميز؛ حيث أصبح لها دور كبير وفعال في اقتصاد المملكة ،لا ينقص المرأة السعودية شيئًا؛ لأنها متميزه بفكرها وطموحها وإنجازاتها، لكن عليها أن تثق بنفسها وتجتهد لتساير المميزات من نساء المملكة .
ــ كيف ترين الدعم المقدم لرائدات الأعمال؟
صراحة، المجهود كبير والخدمات متنوعة؛ منها : تذليل التحديات والصعوبات التي تواجه رائدات الأعمال ، وتحفيزهن على دخول سوق العمل عن طريق العمل الحر، وتوجيههن لاختيار المشاريع المناسبة ، وتبادل الخبرات من خلال إقامة لقاءات متعددة مع المبتدئات في المشاريع الصغيرة، بالإضافة إلى إقامة ورش عمل على مدار العام من خلال مركز سيدات الأعمال.
ــ وماذا عن حركة ريادة الأعمال بالقصيم ؟
في تطور ولله الحمد ؛ حيث نالت دعم سمو الأمير فيصل بن مشعل أمير المنطقة ، والداعم الأكبر لنا جميعًا. وهناك العديد من الجهات في المنطقة، تهتم بدعم وتحفيز المشاريع الريادية الحديثة، منها فتح حاضنات أعمال لنشر ثقافة ريادة الأعمال، ورفع مستوى الوعي لدى شباب وشابات القصيم ، مع إقامة ورش تدريبية لصاحبات المشاريع.
ـ إذن أنت راضية عن الدعم الحكومي المقدم لرواد الأعمال ؟
طبعًا ، فرائد الأعمال يلقى كل رعاية ، وهذا سبب تقدم ريادة الأعمال بالمملكة الذي يشهد به الجميع ، فقد ازدادت حاضنات الأعمال في المملكة والكثير من برامج التسريع وصناديق التمويل المتخصصة لدعم رواد ورائدات الأعمال؛ مايدل على الاهتمام الحكومي بدور ريادة الأعمال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
ــ وما تقييمك لمشاركة المرأة في ريادة الأعمال؟
للمرأه السعودية دور فعال في التنمية الاقتصادية؛ إذ تعد حاجة المجتمع السعودي لرائدات الأعمال أكثر من حاجة المرأة لأن تكون رائدة أعمال؛ فالظروف الاقتصادية والاجتماعية للمرأة السعودية تستوجب تحفيز ريادة الأعمال النسائية ونشر ثقافة الاعتماد على النفس ونشر الوعي بالريادة النسائية وتنمية روح المبادرة عند المرأة والجهات الرسمية والمجتمع،
فأصبح الأمر ضروريًا لوجود جمعية خاصة تعنى بتعزيز ريادة الأعمال النسائية.
ــ لا تزال نسب إقبال المرأة على ريادة الأعمال ضعيفًا.. بم تفسرين هذا ؟ وكيف يمكن التغلب عليه؟
كثير من العوائق تقف حجر عثرة أمام الاستثمارات النسائية، وخاصة غياب الوعي والشجاعة والفرص والمصداقية.
ويمكن التغلب على ذلك من خلال الجامعات التي لها دور كبير ومحوري نحو تحقيق مفهوم ريادة الأعمال بإنشاء مراكز داخل الجامعات لخدمة الفتاة السعودية بالانطلاق نحو الريادة بتوفير خدمات الإرشاد وتوجيههن نحو العمل الحر.
ـ ما الصعوبات التي تواجه المشاريع الصغيرة ؟
تُعد مشكلة التمويل من أهم الصعوبات التي تواجه المشاريع الصغيرة خلال مراحلها الأولى؛ إذ قد تكون عائقًا لدفع العمل للأمام ، وهو ما يجب الالتفات إليه والعمل على حله.