كشفت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، اليوم، عن منح جائزة نوبل في الفيزياء 2025 لثلاثة علماء بريطاني وفرنسي وأمريكي؛ تقديرًا لاكتشافاتهم الثورية في مجال ميكانيكا الكم. ما يعتبر إنجازًا علميًا بارزًا.
وحاز كل من جون كلارك البريطاني وميشيل ديفوريه الفرنسي وجون مارتينيس الأمريكي على الجائزة لاكتشافهم ظاهرة النفق الكمومي الماكروسكوبي وتكميم الطاقة في الدوائر الكهربائية”. حسب البيان الرسمي للجنة نوبل.
وفي السياق ذاته قالت اللجنة إن الفائزين برهنوا على أن الخصائص الغريبة لعالم الكم يمكن جعلها ملموسة داخل نظام يمكن حمله باليد”. مشددة على أهمية اكتشافاتهم التي جعلت ميكانيكا الكم أقرب إلى الواقع العملي.
من التجارب العلمية إلى جائزة نوبل
ومن جانبه أشار جون كلارك إلى أن فريقه لم يظن يومًا أن أبحاثهم القديمة في جامعة كاليفورنيا قد تكون أساسًا لنيل جائزة نوبل”. وذلك خلال مؤتمر صحفي بعد الإعلان عن تسليم الجائزة.
ولفت كلارك إلى أن الاكتشافات التي أجراها مع زميليه ساهمت في شرح حركة الإلكترونات داخل الدوائر الكهربائية عند المستويات الكمومية. ما يفتح مجالًا لتطوير تطبيقات حديثة في الحوسبة الكمومية والأنظمة الإلكترونية فائقة الحساسية.
جائزة نوبل في الفيزياء… مسيرة علمية حافلة بالإنجازات
في عام 2024 فاز جيفري هينتون؛ الملقب بـ “عراب الذكاء الاصطناعي”، وجون هوفيلد، بجائزة نوبل في الفيزياء على اكتشافاتهما الأساسية في تعلم الآلة. والتي رسخت أساسيات تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة اليوم.
وفي 2023 نال ثلاثة علماء أوروبيين الجائزة لاستخدامهم الليزر في دراسة الحركة السريعة للإلكترونات، وهي ظاهرة كانت تعد مستحيلة المراقبة سابقًا.
القيمة المالية للأبحاث العلمية
تقدر القيمة المالية للجائزة هذا العام بـ 11 مليون كرونة سويدية؛ أي مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى التقدير الأكاديمي الأرفع في العالم العلمي.
ويأتي هذه التتويج استكمالًا لطريق طويل من أجل المزج بين ميكانيكا الكم بالتطبيقات العملية. كما يعكس الاتجاه المتصاعد للبحوث التي تجمع بين الفيزياء النظرية والهندسة الإلكترونية بناء مستقبل التكنولوجيا الحديثة.
علماء حصدوا جائزة نوبل
أعلنت لجنة نوبل في العاصمة السويدية ستوكهولم، أمس، فوز كل من العالمة ماري إي. برونكاو، والعالمين فريد رامسديل، وشيمون ساكاغوتشي بالجائزة في الطب أو علم وظائف الأعضاء لعام 2025.
وذلك تقديرًا لإسهاماتهم الرائدة في كشف آلية “التحمل المناعي الطرفي”. وهي إحدى الوسائل التي يعتمدها الجسم لضبط عمل جهاز المناعة ومنع مهاجمته لأنسجته الذاتية.
بينما من المقرر أن تسلم الجائزة رسميًا في العاشر من ديسمبر المقبل. تزامنًا مع ذكرى وفاة مؤسس الجائزة العالم ألفريد نوبل، عام 1896. حيث يمنح الملك كارل السادس عشر غوستاف الفائزين الميدالية الذهبية. والدبلومة الشرفية، إضافة إلى جائزة مالية تبلغ 1.2 مليون دولار.
وفي بيان رسمي أوضحت لجنة نوبل أن الاكتشافات التي قدمها العلماء الثلاثة أرست حجر الأساس لفرع علمي جديد. وأسهمت في تطوير علاجات مبتكرة لأمراض السرطان والمناعة الذاتية.
كما تفتح آفاقًا واعدة لتحسين فرص نجاح عمليات زراعة الأعضاء في المستقبل.
ومن جانبه قال توماس بيرلمان؛ سكرتير لجنة نوبل، في تعليقه على فوز العلماء الثلاثة، إن الولايات المتحدة كانت ولا تزال الداعم الأساسي للبحث العلمي عالميًا”، مشيرًا إلى أن تراجع الاستثمار الأمريكي في الأبحاث قد يؤدي إلى عواقب خطيرة لا يمكن تداركها.
سياسات تسليم جائزة نوبل
وتأتي هذه الخطوة وسط تهديدات متواصلة للدور الأمريكي في الأبحاث العلمية. نظرًا لتأثير سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعرب عن رغبته في نيل جائزة نوبل، خاصة جائزة نوبل للسلام. حيث يرى خبراء نوبل أن سياسات ترامب الانعزالية تتعارض مع مبادئ التعاون الدولي التي تمثل جوهر الجائزة.
ومن جهته قال المؤرخ أويفند ستينيرسن؛ مؤلف أحد الكتب المتخصصة في جوائز نوبل: “ترامب يمثل النقيض تمامًا للقيم التي تجسدها الجائزة، التي تدافع عن التعاون متعدد الأطراف والمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة. بينما يتبع ترامب نهجًا أحاديًا وانعزاليًا.
أيضًا ظهرت غرف الاستجابة الطارئة في السودان (ERR)، وهي شبكات تطوعية تقدم الدعم والإغاثة وسط الحرب والمجاعة. إلى جانب منظمات لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود، وكذلك يوليا نافالنايا؛ أرملة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني. من بين المرشحين المحتملين هذا العام لجائزة نوبل للسلام.
كذلك يستمر موسم تسليم الجائزة هذا الأسبوع؛ حيث يتم الإعلان عن جائزة الكيمياء الأربعاء، والأدب الخميس، والسلام الجمعة، على أن تختتم بجائزة الاقتصاد يوم الاثنين 13 أكتوبر.
المقال الأصلي: من هنـا


