ينطوي مفهوم ريادة الأعمال على مفارقة؛ فهي من أقوى المهن التي تُساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات بطرقٍ مختلفة، ولكنها من ناحية أخرى تُصنف على أنها الأكثر مجازفة من بين جميع المهن الموجودة؛ بسبب عدد الشركات الناشئة التي تفشل كل عام.
مع اقتصاد مُتعثر باستمرار أصبحت ريادة الأعمال هي الوجهة الأولى للشباب في منطقة الشرق الأوسط والبُلدان العربية، الذين يتطلعون إلى خوض غمار تجربة العمل الحر من خلال تأسيس شركة ناشئة أو بناء مشروع صغير، ولكن مؤخرًا كان لوباء «كوفيد -19» تأثير مدمر في الاقتصاد العالمي؛ من انعدام الأمن الوظيفي وارتفاع البطالة إلى الضغط الهائل على خدمات الرعاية الصحية.
وعلى الرغم من كل هذه التعثرات ظهر الكثير من الإيجابيات؛ حيث إن الشركات الصغيرة كانت تستفيد من التجارة الإلكترونية لأول مرة، إضافة إلى تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة مع مزيد من المرونة في بيئات العمل، بما في ذلك العمل من المنزل، لقد تحدثنا كثيرًا عن مستقبل العمل بعد «كوفيد -19» لكن ماذا عن مستقبل ريادة الأعمال؟ كيف سيؤثر هذا الاضطراب المستمر في الجيل القادم من الشركات الصغيرة والمتوسطة؟
مستقبل ريادة الأعمال
يستعرض موقع «رواد الأعمال» في السطور التالية مستقبل ريادة الأعمال.
في كل عام يُقرر عشرات الآلاف من الأشخاص إطلاق أعمالهم التجارية الخاصة، لكن يُصبح من الصعب بشكل متزايد النجاح على نطاق واسع داخل الأسواق المشبعة للغاية.
ولحسن الحظ يتعلق الأمر فقط بالحصول على المعرفة الصحيحة، وإذا كنت تتطلع إلى بدء رحلتك الريادية فمن الضروري أن تضع في اعتبارك التغييرات في الاتجاهات الرقمية، وفي كل عام نشهد ظهور تطبيقات ومواقع وسائط اجتماعية جديدة، أو إضافة ميزات جديدة بواسطة المواقع الإلكترونية الحالية؛ ما يغير الطريقة التي يتفاعل بها الجمهور المستهدف مع الإنترنت والإعلانات التي يتم عرضها أثناء الاتصال بالإنترنت.
اقرأ أيضًا: الاستفادة من تجارب رواد الأعمال.. فرص وتحديات
تراجع فرص العمل
ولعل أهم ما يجب التطرق إليه عندما يتعلق الأمر بمستقبل ريادة الأعمال هو أن العلاقة بين الأفكار التجارية الجديدة وتوفر فرص العمل ستصبح أضعف، فقبل بضع سنوات فقط كانت معظم الشركات الجديدة بحاجة سريعة إلى موظفين، حتى لو كان ذلك فقط للتعامل مع المهام الإدارية، لكن في الوقت الحاضر تعني الاستعانة بمصادر خارجية عبر الإنترنت والأتمتة بالفعل أنه يُمكن إدارة العديد من الشركات النامية بمفردها لفترة طويلة.
أضف إلى أنه مع تحسن الذكاء الاصطناعي سيصبح هذا التأثير أكثر وضوحًا.
الاستقلالية والمرونة
ونظرًا لشغل المزيد من المناصب بواسطة الآلات يبدو أنه في مرحلة ما سيكون أولئك الذين لديهم وظائف رواد أعمال إما يعملون لأنفسهم أو يتعاونون مع مبتكرين آخرين متشابهين في التفكير، وبدلًا من الاعتماد على صاحب العمل لتوظيفك ومنحك وظيفة فأنت ببساطة تصنع وظيفتك الخاصة، ويبدو أيضًا أننا على وشك إنشاء شركات مستقلة إذا أردنا تحقيق ذلك.
بالإضافة إلى ذلك لم يعد أصحاب الأعمال بحاجة إلى منشأة دائمة في قلب المدينة وأصبحوا أكثر مرونة، والاستفادة من مساحات العمل المشتركة، ومع النطاق العريض عالي السرعة ستُدار الأعمال من أي مكان؛ ما قد يكون له تأثير إيجابي طويل الأجل في تطوير المزيد من المناطق الريفية أو غير المتصلة.
استراتيجية استهداف متغيرة
إذا كنت تتطلع إلى بدء مشروعك التجاري الأول في عالم ريادة الأعمال فمن المهم أن تُراقب عن كثب الطريقة التي يتصرف بها جمهورك المستهدف عبر الإنترنت، وكيف يتفاعلون مع التغيرات الثقافية السريعة في العالم؛ حيث يؤثر هذان الأمران في خيارات المستهلكين، وتذكر أيضًا الرغبة المتزايدة للمستهلكين في إنفاق أموالهم بطرق مفيدة أخلاقيًا؛ ما يُساهم بشكل مباشر في نجاح المؤسسات.
اقرأ أيضًا: نصائح مارتن كوبر لرواد الأعمال.. اقتباسات مُلهمة
وبينما قد يخسر مالكو الشركات الموجهة لغرض معين نسبة مئوية من أرباحهم في البداية فإن جاذبية المؤسسات ستؤثر بشكل إيجابي في نجاح علامتهم التجارية على المدى الطويل، بشكل عام لم يكن هناك وقت أفضل من أي وقت مضى لتأسيس عملك الخاص طالما يُمكنك مواكبة الاتجاهات.
لماذا يجب تحمل المخاطر؟
أكثر من 30% من الشركات الناشئة تفشل في غضون عامين، لا يُقصد بهذا تخويفك لتجنب بدء مشروعك التجاري الخاص، ولكن لإبراز حقيقة أن ريادة الأعمال الناجحة تنطوي على المخاطرة، لقد خاطر عدد لا يحصى من رواد الأعمال من أجل إيصال أعمالهم إلى ما هي عليه الآن، ومع ذلك فإن المخاطرة لا تعني الدخول في العمل بشكل أعمى ثم توقع نتائج عظيمة، بل إن الاقتراب الناجح من المخاطر يتطلب تخطيطًا دقيقًا واستراتيجية أساسية.
وبطبيعة الحال أنت لا تعرف ما إذا كان عملك سيكون ناجحًا، ومع ذلك يُمكنك التخطيط مسبقًا للمساعدة في التخفيف من احتمالية الفشل، إن تطوير إستراتيجية عمل واستكشاف السيناريوهات المالية، وإعادة النظر في الأداء الأولي هي مجرد طُرق لمساعدتك، كما يُمكنك أيضًا إعداد نفسك للتعامل مع المواقف المختلفة.
أضف إلى ذلك أن مُعظم قادة الأعمال يقبلون المخاطرة على أنها تكلفة للفرصة والابتكار، وإذا قمت بإجراء جميع الحسابات الممكنة وتقييم الخيارات الأفضل قبل المتابعة إلى الخطوة التالية زادت احتمالية نجاحك حتى لو كانت محفوفة بالمخاطر.
اقرأ أيضًا:
5 أمور مهمة عن المشاريع التجارية يجب أن تعرفها
5 أمور يجب أن تعرفها عن اقتصاد المعرفة.. تطورات متلاحقة
5 نصائح لرائدات الأعمال.. إرشادات مهمة لإطلاق مشروعك
أفضل 5 من رائدات الأعمال.. مشاركات نسائية فاعلة
صفات بيئة العمل السامة.. حان وقت الهروب