السودان كبلد نامٍ لديه فرص عمل كثيرة
ونسعى إلى الاستفادة من الطاقات والأفكار المتوافرة عند الشباب السوداني
تخرجت هبة سعيد محمد عبدالمحسن من جامعة الخرطوم كلية العلوم الرياضية قسم إحصاء وكمبيوتر في عام (2009م)، عملت فترة كمساعد تدريس بالجامعة ثم كمبرمج في شركة طيران، حازت على الشهادة الأمريكية لإدارة المشاريع (pmp)، وتعمل حاليا كاستشاري مشاريع تقنية في شركه مايلستون.
عملت كناشطة طوعية منذ فترة الجامعة في منظمة صناع الحياة وفي منظمة شباب للنهضة والجمعية السودانية للأنظمة المفتوحة.
قادت هبة مع مجموعات شبابية مجموعة من المبادرات من أجل التغيير ومساعدة الشباب لتفعيل أفكارهم الاستثمارية وإيجاد رعاية لها وتطويرها وخلال نشاطاتها تضع هبة مجموعة من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات ومعظمها يدور حول ضرورة الاستفادة من الطاقات والأفكار المتوافرة عند الشباب السوداني وتحويلها إلى مشاريع تخدم الاقتصاد والمجتمع.
عن تجربتها تقول هبة: بدأت نشاطاتي خلال أسبوع مفتوح بجامعة الخرطوم لتوضيح فكرة ماذا تفعل بعد التخرج بمجالات الكمبيوتر، ولترسيخ الفكرة وتدعيمها جلبنا جميع الشركات العاملة في مجال الكمبيوتر والاتصالات (زين – إم تي إن- سوداني-EBS– بنان…) الذين بدورهم نظموا معارض بالجامعة وأقاموا نشاطات لتدريب الشباب وبعد التخرج تم توظيف عديد من الطلاب. أما بالنسبة للعمل التطوعي في المنظمتين فعملت كمديرة لمشروع حقيبة شهر رمضان المعظم لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى العمل في مجال التنمية البشرية بتدريب الشباب؛ لتكون عندهم رؤية لحياتهم وأهدافهم المستقبلية والتخطيط بإيجابية لها، حيث قدمت دورات تدريبية في عدة جامعات (جامعة الخرطوم -جامعة السودان- جامعة العلوم الطبية) لأكثر من (20) مجموعة كل مجموعة تشمل (30) شخصا، وكان الهدف من الدورة محاولة ترسيخ مفاهيم جديدة عبر الإجابة عن تساؤلات مثل: كيف تخطط لحياتك والهدف منها؟ وكيفية تطوير نفسك، وطرح الأفكار، وكيف ينمي الإنسان نفسه بطرق أفضل؟.
بعدها انضممت لجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) وهي منظمة عالمية تدعم المهندسين في عدة تخصصات وتقدم عديدا من الأنشطة العلمية والثقافية في مجال الهندسة والحاسوب. وبعدها اشتركت في (IEC) مركز لرعاية ريادة الأعمال في السودان والعمل على نشر ثقافة العمل الحر في شتى المجالات وينفذ المركز عديدا من الأنشطة العلمية والثقافية والمشاريع الداعمة لريادة الأعمال ومنها (استار أب ويكند)، حيث كانت من المنظمين وعملت ضمن الفريق الإداري لتنظيم هذا الحدث الكبير الذي ينفذ على مستوى العالم برعاية (جوجل، وكوكاكولا، والأمازون دوت كوم)، حيث عملت مع الفريق على أخذ الرخصة لقيامه في السودان لأول مرة في يوم (13-14-15) نوفمبر الماضي، والأسبوع عبارة عن فكرة بسيطة جدا، حيث تدور الفكرة حول مساعدة الشباب لتفعيل أفكارهم الاستثمارية وإيجاد رعاية لها وتطويرها، حتى لا يكونوا مقيدين بالوظيفة فقط في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، فقد أصبحنا نساعد الشباب لخلق مشروع ناجح انطلاقا من ميدان السودان كدولة نامية بهفرص عمل كثيرة جدا، تحتاج إلى شخص لديه قوة التحمل والعزيمة والصبر للوصول إلى النجاح، والسوق السوداني شبه فارغ وجميع المنتجات الموجودة مستوردة ولا يوجد رواد أعمال حقيقين بالسوق، بدليل وجود مستثمرين من الخارج (سورية –مصر- قطر- الصين... إلخ) محتكرين السوق باستثمارات ضخمة يرجع العائد لبلادهم فلماذا لا يعود النفع للشباب السوداني بتطبيق أفكارهم. وأوضحت هبة أن فكرة (استار أب) باختيار أفضل (10) أفكار من بين 100 فكرة التي قدمت من ضمن المشاركين في الفعالية، لتطبق وتخرج للسوق السوداني بمساعدة خبراء عالميين ومشاركين من خارج البلاد، حيث شارك أحد المبرمجين العاملين بـ”فيس بوك” كندا لمساعدة الشباب لتحويل الأفكار إلى عمل قابل للتنفيذ ويطبق وإيجاد الدعم لتحقيقه على أرض الواقع حيثي عمل المدربون على مساعدة الشباب من ناحية دراسة الجدوى والدعم المالي، وهل الفكرة ستجد رواجا في السوق السوداني، وهل ستثبت نجاحها أم لا؟ جميع ذلك تم خلال الثلاثة أيام للملتقى، حيث كان عبارة عن تجمع كامل لمصممين ومبرمجين ومستثمرين عملوا لمدة ثلاثة أيام متواصلة للخروج بنماذج جاهزة للتطبيق في السوق، وفي ختام اليوم الثالث يقيم الحكام المشاريع لاختيار (5) للمشاركة في مسابقة عالمية برعاية (جوجل وأمزون) في الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، لكن بسبب العقوبات المفروضة على السودان لم نستطع الاستفادة من الرعاية بصورة قصوى، ولكن تم وعدنا بعد فوز الفرق المشاركة في المسابقة العالمية لريادة الأعمال ومن خلالها يمكن الاستفادة من جوجل والفرص التي تعرضها، فالهدف الأساسي نشر التوعية لريادة الأعمال التي تسهم في اقتصاد البلاد وإيجاد فرص عمل كنموذج شركة (دال) التي بدأت صغيرة وأثبتت نجاحها ومساهمتها بصورة كبيرة في اقتصاد البلاد، فلماذا لا يكون لدينا رواد أعمال ناجحين في مجال الاستثمار، وتشجيع الجنسين لريادة الأعمال والاستثمار بالبلاد؟.