كان الكرم والسخاء من السمات اللافتة لبعض أصحاب المليارات العصاميين أثناء دراستي لعادات الأغنياء؛ إذ يهبون وقتهم وأموالهم للمنظمات غير الربحية. ولكن ماذا لو أخبرتك أنّك حتى لو لم تكن تملك كثيرًا من المال، فيمكنك أن تكون سخيًا و كريمًا؟.
هل عثرت في حياتك على نقود؟ هل تتذكر ماذا فعلت مع المال الذي عثرت عليه في موقف السيارات؟ فإن كنت- كالغالبية- ستأخذه على الأرجح وتضعه في جيبك.
حسنًا، دعوني أخبركم مالذي أفعله مع النقود التي أعثر عليها. وضعت فنجانًا في سيارتي وأسميته الفنجان الخيري للمال المعثور عليه؛ إذ كنت أضع فيه النقود التي أعثر عليها. وعندما يمتلئ، أعطي ما فيه لإحدى المنظمات الخيرية غير الربحية الموجودة في بلدتي. قد يستغرق ملء الفنجان عامًا، لكن في المحصلة ستتراكم الدولارات؛ حتى تصبح مبلغًا نافعًا في الاستخدام.
والمثير للاهتمام، تلك اللحظة التي أضع فيها هذا الفنجان الخيري للنقود المعثور عليها في سياراتي، فأبدأ بالبحث عن النقود في كل مكان. وبسبب هذه المتاهة، كنت أعثر على نقود بشكل يومي تقريبًا، وكنت أضعها في ذلك الفنجان. وبدأت أفكر ماذا لو فعل كل شخص الأمر نفسه ؟ وماذا لو أنّ المكاتب، والمستودعات، ومرافق التصنيع، والمدارس، والمحلات، وورش إصلاح السيارات، وصالونات تصفيف الشعر، ومحلات تأجير السيارات، والمطارات، وجراجات السيارات، والعبّارات، ومحطات القطار..إلخ، حول العالم وضعت الكأس الخيرية للمال المعثور عليه؟ فهل يمكنك أن تتصور كمَّ المال المعثور عليه في العالم والذي يشق طريقه إلى مؤسسة خيرية جديرة بالاهتمام؟.