يشكل سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي ساحة تنافسية شرسة، تشهد صعودًا متسارعًا لشركات رائدة تسعى إلى الريادة في هذا المجال الحيوي.
وفي هذا السياق، نشرت شركة IoT Analytics تحليلًا شاملًا لهذه الشركات، في تقرير ضخم يقع في 263 صفحة، استند إلى رؤى مستقاة من أكثر من 50 خبيرًا في هذا المجال، ومعلومات تفصيلية عن أكثر من 530 مشروعًا مبتكرًا.
يغطي هذا التقييم 3 قطاعات رئيسية في سوق الذكاء الاصطناعي، وهي: وحدات معالجة الرسومات لمراكز البيانات، والنماذج الأساسية ومنصات إدارة النماذج، وخدمات الذكاء الاصطناعي العامة.
سوق الذكاء الاصطناعي
علاوة على ذلك، يظهر هذا التقرير أن سوق الذكاء الاصطناعي يشهد تطورًا متسارعًا، مدفوعًا بالابتكارات المتلاحقة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. من ناحية أخرى، يتطلب النجاح في هذا السوق قدرة فائقة على التكيف مع المتغيرات السريعة، والاستثمار المستمر في البحث والتطوير. وفي حين أن بعض الشركات تركز على تطوير وحدات معالجة الرسومات المتطورة، فإن شركات أخرى تتخصص في بناء نماذج أساسية قوية، أو تقديم خدمات ذكاء اصطناعي عامة.
كذلك يؤدي التعاون والشراكات دورًا حيويًا في دفع عجلة النمو في سوق الذكاء الاصطناعي. وبينما تحرص بعض الشركات على بناء منظومتها البيئية الخاصة، فإن شركات أخرى تفضل التعاون مع شركاء استراتيجيين لتعزيز قدراتها التنافسية. كما أن الاستحواذات والاندماجات تلعب دورًا متزايدًا في تشكيل هذا السوق؛ حيث تسعى الشركات الكبرى إلى الاستحواذ على الشركات الناشئة الواعدة، لتعزيز مكانتها في هذا المجال.
نمو غير مسبوق
شهد سوق الذكاء الاصطناعي للمؤسسات نموًا غير مسبوق، في غضون عامين فقط؛ حيث ارتفع من 191 مليون دولار أمريكي في عام 2022 إلى 25.6 مليار دولار أمريكي في عام 2024. هذا النمو الهائل يعكس التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وزيادة اعتماد المؤسسات على هذه التقنيات لتحسين كفاءتها وتنافسيتها.
علاوة على ذلك، شهد سوق الذكاء الاصطناعي للأجهزة، وتحديدًا وحدات معالجة الرسومات لمراكز البيانات، نموًا أكثر إثارة للإعجاب. فقد ارتفع من 17 مليار دولار أمريكي في عام 2022 إلى 125 مليار دولار أمريكي في عام 2024. هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على قوة الحوسبة اللازمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة. من ناحية أخرى، يتطلب هذا النمو استثمارات ضخمة في تطوير وحدات معالجة الرسومات المتطورة، وبناء مراكز بيانات حديثة.
الطلب على وحدات معالجة الرسومات
كذلك، تضاعف الطلب على وحدات معالجة الرسومات لمراكز البيانات في عام 2024. وهو ما يشير في نهاية المطاف إلى تسارع وتيرة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. وبينما تستحوذ شركة NVIDIA على حصة سوقية تبلغ 92%، فإن شركات أخرى مثل: AMD وHuawei تحرص على زيادة حصتها في هذا السوق المتنامي. كما أن شركات مثل: Cerebras وGroq تعمل على تطوير حلول مبتكرة لتلبية الطلب المتزايد على قوة الحوسبة.
وتتصدر شركة مايكروسوفت قطاع “النماذج الأساسية ومنصات إدارة النماذج” بحصة سوقية تبلغ 39% في عام 2024. ما يعكس ريادتها في هذا المجال الحيوي. علاوة على ذلك، تليها شركات أخرى مثل: أمازون ويب سيرفيسز (AWS) بحصة 19%، وجوجل بحصة 15%، وOpenAI بحصة 9%. ومن ناحية أخرى، من الضروري الإشارة إلى أن هذا القطاع يستثني سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية للمستهلكين والمؤسسات. مثل: ChatGPT، الذي يشهد نموًا متسارعًا بشكلٍ منفصل.
سوق الخدمات
يشهد سوق الخدمات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي تجزئة أكبر؛ حيث تتصدر شركة Accenture الحصة السوقية بنسبة 7%. تليها Deloitte بنسبة 3%، وIBM بنسبة 2%. وبينما يشير هذا التجزؤ إلى وجود فرص كبيرة للشركات المتخصصة في تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي. إلا أنه يعكس أيضًا المنافسة الشديدة في هذا السوق. كما أن الشركات تحرص على تقديم حلول مبتكرة ومخصصة لتلبية احتياجات العملاء المتنوعة.
كما أن سوق الذكاء الاصطناعي يشهد نموًا سريعًا. إلا أنه يواجه أيضًا تحديات كبيرة. من بين هذه التحديات، الحاجة إلى تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة. وتوفير قوة حوسبة كافية لتشغيل هذه النماذج، وضمان أمن البيانات وخصوصيتها. كما أن هناك حاجة إلى تطوير أطر تنظيمية مناسبة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مسؤول وأخلاقي.
ساحة ديناميكية تشهد تحولات جذرية
في ختام هذا التقرير، يتضح لنا أن سوق الذكاء الاصطناعي يمثل ساحة ديناميكية تشهد تحولات جذرية. مدفوعة بالابتكارات المتلاحقة، والمنافسة الشرسة، والاستثمارات الضخمة. ويتطلب النجاح في هذا السوق قدرة فائقة على التكيف مع المتغيرات السريعة. والاستثمار المستمر في البحث والتطوير، وبناء شراكات استراتيجية قوية.
ومن الضروري أن ندرك أن هذا السوق لا يقتصر على تطوير التقنيات فحسب. بل يشمل أيضًا تقديم خدمات وحلول متكاملة تلبي احتياجات العملاء المتنوعة. كما أن التعاون والشراكات تلعب دورًا حيويًا في دفع عجلة النمو، وتمكين الشركات من تقديم حلول مبتكرة ومستدامة.