المملكة العربية السعودية ذات تاريخ ثري زخّار، ولعل قصر جبرة أحد تجليات ودلائل هذا الثراء؛ فكلما نقب المنقبون اكتشفوا آثارًا قديمة شاهدة على تاريخ وأحداث من أزمان ولت.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الهيئات المعنية في المملكة إلا أن هذه البقعة، ومن ورائها منطقة الجزيرة العربية، ما زالت غنية بالمواقع الأثرية ذات البُعد التاريخي، والتي لن يكف المختصون عن كشفها واكتشافها يومًا تلو الآخر.
اقرأ أيضًا: شراء المقعد الإضافي.. الخطوط السعودية تطلق خدمة جديدة لعشاق السفر
قصر جبرة وبُعده التاريخي
يُعد قصر جبرة، الذي يعرف أيضًا باسم “قصر عبد الله السليمان الأثري”، أحد أقدم تلك المعالم بالجزيرة العربية؛ حيث يرجع تاريخ بنائه إلى أكثر من 1300 سنة.
ويضم القصر طابقين وبهوًا ضخمًا ومدخلًا مزينًا بالزخارف الجميلة، وتتوسط باحته نافورة مياه، وهو يطل على عدد من المزارع والبساتين الخضراء.
وتجمع الرسومات والنقوش على جدران قصر جبرة بين فنون العمارة الإسلامية والرومانية، بالإضافة إلى العمارة التقليدية السائدة بالحجاز قديمًا.
وقد احتوت هذه الرسوم على الكثير من المجسمات الحجرية والجصية والأجورية المتنوعة، ذات الأشكال والأحجام المختلفة والتي تُعد تحفًا فنية رائعة، أما عن تلك الرسوم والنقوش المحفورة في ردهات القصر فهي معنية برواية تاريخ عريق امتد لسنوات طوال.
اقرأ أيضًا: مطار الملك عبدالعزيز الدولي.. مسيرة من الإنجازات
بناء القصر وتسميته
ترجع بداية بناء قصر جبرة إلى ما قبل 1326 عامًا تقريبًا، وينسب إلى «جبرة» السيدة المخزومية القرشية زوجة محمد بن هشام أحد الأمراء في العهد الأموي، وذلك في عهد الخليفة هشام بن عبدالملك سنة 114 من الهجرة.
ويقع هذا القصر في الشمال الشرقي من الطائف، على ضفاف وادي جبرا، الذي يسيل بكثافة وقت هطول الأمطار ويستقبل المياه من مواقع بعيدة.
ويقع قصر جبرة بجوار المكان الذي احتضن معركة “حنين”، كما شهدت هذه المنطقة المشروع العملاق الذي تبنته السيدة زبيدة؛ زوجة هارون الرشيد، وحوّلت مياه المزارع من آبار وعيون في تلك المنطقة إلى مكة المكرمة؛ لسد حاجة حجاج بيت الله الحرام آنذاك.
وشهد القصر وقائع مهمة امتدت من عصر الإسلام الأول وحتى تاريخ الدولة السعودية، وتم تشييده على ربوة عالية مطلة على عدد من المزارع والبساتين، واتحذه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مقرًا له لفترة من الزمن، وبذلك يكون قصر جبرة أحد القصور التي كانت حاضرة وبقوة إبان تأسيس المملكة.
اقرأ أيضًا: الخطوط السعودية توضح متطلبات السفر خارج المملكة
الثراء السعودي
يُشار إلى أن اليونسكو كانت قد سجلت، مؤخرًا، آبار حِمى في قائمة التراث العالمي، وهو ما يُعتبر نتيجة لجهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتي تسعى للحفاظ على الثراء التاريخي والأثري والتراثي المتنوّع في السعودية، وإبرازه للعالم، وتأهيل هذه المواقع وفقًا لمعايير المنظمات العالمية المتخصصة.
اقرأ أيضًا:
صيف السعودية 2021.. اكتشاف طبيعة المملكة الساحرة
مواقع أثرية سعودية في قائمة اليونسكو.. عالمية تراث المملكة
السياحة في ماليزيا.. معالم من فردوس مفقود