يشكل الوجود المتزايد للعاملين في مجال المعرفة (الأشخاص الذين يعرفون ما يفعلونه أكثر مما يعرفه رئيسهم)، تحديات لمعظم القادة في العصر الحديث، وهو ما لم يكن مطلوبًا من نظرائهم خلال السنوات الماضية التصدي لها.
التحدي الرئيس، هو: “كيف تساعد أعضاء فريقك على تحقيق أهدافهم عندما لا تكون – كقائد – خبيرًا في الموضوع؟”
الشيء الوحيد الذي لا يفعله القادة العظماء هو التظاهر بأنهم خبراء، وهذا يمكن أن يؤدي إلى كارثة بطرق عديدة.
وفيما يلي مثال واحد فقط، عندما يأتي إليك شخص ما بفكرة، وبدلاً من أن يقول فكرة جيدة، تقول: “لماذا لا تضيف هذه الفكرة؟” أو “لماذا لا تفعل ذلك؟” أنت تأخذ ملكية الفكرة. مدخلاتك تجعلها فكرتك ولم تعد فكرتهم.
لذا، إذا اتبعت هذا الاقتراح ولم تتظاهر بأنك خبيرًا، فكيف يمكنك قيادة المهنيين ذوي المهارات العالية اليوم الذين يعرفون في كثير من الأحيان عن وظائفهم أكثر مما تعرفه أنت؟
الإجابة البسيطة هي أن الأمر يتطلب من القادة مهارات خاصة، وليس من بينها تلك التي قد تظنها.
6 مهارات من أجل القادة العظماء
عليك أن تنظر إلى القيادة من خلال رغبات واحتياجات العامل، بدلاً من مهارات القائد. فيما يلي ست نصائح سريعة لإدارة العاملين بالمعرفة بفاعلية.
-
إظهار الشغف
في الأيام الماضية، كان العمل لمدة 40 ساعة أسبوعيًا والحصول على إجازة لمدة 4-5 أسابيع يعني أن الأشخاص غالبًا ما يركزون أقل على حب ما يفعلونه.
يعمل الأشخاص اليوم ما بين 60 إلى 80 ساعة في الأسبوع، ومن المهم أن يحبوا عملهم لتجنب الإرهاق. أولئك الذين يقودون بالقدوة ويظهرون شغفًا بما يفعلونه، يسهلون على أتباعهم أن يفعلوا الشيء نفسه.
-
تعزيز القدرات
مع انخفاض الأمن الوظيفي وزيادة المنافسة العالمية، من الضروري أن يعمل الأشخاص على تحديث مهاراتهم وتحسينها باستمرار.
يحتاج القادة إلى النظر لما هو أبعد من المهارات المطلوبة اليوم، ومساعدة موظفيهم على تعلم المهارات التي سيحتاجون إليها غدًا.
-
احترام الوقت
لدى الناس وقت أقل اليوم؛ ما يعني أن قيمة ذلك الوقت قد زادت. لا يُنظر إيجابيًا إلى القادة الذين يهدرون وقت موظفيهم. وإنما سيكونون أكثر نجاحًا بكثير إذا نهضوا بحماية الناس من الأشياء التي لا تشجع عواطفهم ولا تعزز قدراتهم.
-
بناء الشبكات الاجتماعية
اليوم، يأتي الأمن الوظيفي من امتلاك القدرة والشغف وشبكة علاقات رائعة. إن المديرين الذين يمكّنون الأشخاص من تكوين شبكات قوية داخل الشركة وخارجها سيحصلون على ميزة تنافسية كبيرة إلى جانب ولاء العاملين لديهم.
تسمح هذه الشبكات المهنية للأشخاص بتوسيع معرفتهم وإعادتها إلى المنظمة.
-
دعم وتعزيز النمو
أفضل العاملين في مجال المعرفة يعملون لأكثر من مجرد المال. إنهم يريدون تقديم مساهمة والنمو في مجالاتهم.
المديرون الذين يسألون موظفيهم: “ما الذي يمكن لشركتنا فعله لمساعدتك على النمو وتحقيق أهدافك؟” سوف تجد أنه يعود بالنفع عشرة أضعاف.
-
توسيع نطاق السعادة وخلق المعنى
لا أحد يرغب في العمل بوظيفة لا معنى لها وتجعله غير سعيد؛ لذا يتعين على المديرين المحنكين أن يوضحوا للعاملين لديهم كيف يمكن للمنظمة أن تساعدهم للمساهمة في العالم الأكبر ويشعروا بالمكافأة لعملهم في شيء يثير شغفهم.
تعد إدارة العاملين مهمة صعبة ومجزية، لذا يجب على القادة النظر إلى ما هو أبعد من العمل ويفكروا في الشخص الذي يعمل إذا أرادوا النجاح.
ومن خلال تقدير وتشجيع تفاني العاملين لديهم ووقتهم وخبراتهم، لا يساعد المديرون في تشكيل مستقبل المهنيين الذين يقودونهم فحسب، بل أيضًا مستقبل مؤسساتهم.