يظن البعض أن بلوغ القمة أمرًا صعبًا، ولكنه عكس ما يظنون، يتعلق الأمر كله بحصول الشركات على العناصر الأساسية الصحيحة مثل: اتخاذ قرارات العمل الحكيمة، وتقديم الأمثلة السليمة، وتنمية الثقافة، وتوظيف ودعم الأشخاص الموهوبين ومعاملتهم بشكل جيد.
فإذا كُنت تسعى إلى التربع على القمة اتبع الخطوات التالية:
كُن مرنًا
إن منح الموظفين المرونة اللازمة لتعديل جداولهم الزمنية للاهتمام بالتزاماتهم العائلية، أو العمل من المنزل، أو قضاء بعض الوقت في العمل على مشاريعهم الخاصة تشجع على وجود كوادر بشرية عاملة إيجابية ومتفاعلة.
وعندما يتمتع الموظفون بالمزيد من السيطرة على القرارات التي تؤثر فيهم فإنهم يشعرون بالتمكين والانتماء للشركة، على سبيل المثال: تعد خطة المزايا المتنوعة التي يمكن للموظفين من خلالها انتقاء حزمة المزايا الخاصة بهم، والمناسبة لظروفهم من قائمة معتمدة مُسبقًا، أكثر جاذبية من تقديم حزمة جامدة أو ذات مقاس واحد تناسب الجميع .
طوّر فريق الموارد البشرية بشركتك
باعتبارك أحد كبار المسؤولين التنفيذيين لا يمكنك فعل كل شيء بمفردك، وسواء كان لديك قسم حقيقي للموارد البشرية أم لا فأنت لا تزال بحاجة إلى شخص مُخصص لمراقبة سياسات العمل بالشركة كالتوظيف، وإدارة الرواتب والمزايا.. وما إلى ذلك.
لذا يمكنك الاستعانة بأحد المتخصصين بدوام جزئي لأداء تلك المهام، أو إنشاء قسم صغير من موظفي الشركة، أو استقطاب موظفين عبر مزودي الشركات.
ومع ذلك يمكنك التفكير في إدارة الموارد البشرية باعتبارها المحرك الرئيسي لثقافة الشركة؛ لأنها أول من يتلقى اتصالًا من الباحثين عن عمل عادةً، وأيضًا أول من يعكس انطباعًا لديهم عن شركتك.
كذلك تتطرق الإدارة إلى كل موظف بشأن الأمور ذات الأهمية البالغة بالنسبة له؛ لذا فهي بمثابة مصدر قوي لرفاهية الموظفين طوال فترة عملهم بالشركة.
أنشئ نظام مكافآت قويًا
ليس من الضروري أن نقارن أنظمة التقدير بالمال، فإذا قدم أحد الموظفين أفكارًا جديدة مُثمرة، أو استطاع انجاز العديد من العمليات المعقدة فإن التقدير الأدبي مثل الثناء عليه بكلمة “شكرًا” يقطع شوطًا طويلًا.
والأفضل من ذلك أن تشكره علنًا أمام باقي فريق العمل، ولا شك أن هذا النظام يعمل على تشجيع المنافسة السليمة؛ ما يحفز الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم.
عزز الابتكار على جميع المستويات
أحد أقوى المهام التي يمكن للشركة أداؤها لبناء ثقافة الابتكار هي تشجيع كل الموظفين على تقديم اقتراحاتهم، أو الابتعاد عن المسار التقليدي لوظائفهم ومساعدتهم في الابتكار على الجانب الشخصي.
على سبيل المثال: تشجع بعض الشركات الموظفين على العمل في مشاريعهم الشخصية.
وفي الواقع يمكن أن تؤدي الأدوات التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي الرائجة في عصرنا الحالي لتحقيق أفكار ابتكارية ربما لم تحلم الشركات بإمكانية تحقيقها من قبل.
اغرس التنوع والشمول
إن تبني سياسة التنوع الفكري يجعل الشركات الكبرى تستفيد استفادة كاملة من مواهب العاملين، وخلفياتهم، وخبراتهم، ومواقفهم، بغض النظر عن جنسهم، أو عمرهم، أو عرقهم.
وهي تساهم كذلك في التواصل بشكل أفضل مع قاعدة العملاء وعامة الجمهور، وأظهرت أكثر من دراسة أن مثل هذا التنوع مفيد للنتائج النهائية للشركات؛ حيث يجلب معه أفكارًا وطُرق تفكير جديدة.
واكب الاتجاهات
يمتلك الجيل الحالي، الذي يمثل ثلث القوى البشرية العاملة في عالم اليوم، خصائص مميزة منها “فعل الخير”؛ إذ ترتبط أهداف العمل الخاصة بهم ارتباطًا وثيقًا مع نظيرتها من المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع.
فلا يبحث هؤلاء عن مجرد إنجاز لمهام العمل فقط، أو الالتحاق بوظيفة شاغرة فحسب، بل يريدون أيضًا أن يشعروا بأنهم يساهمون في تحقيق الصالح العام؛ لذا يقيّم هذا الجيل الوظيفة من خلال كيفية إدارة الشركة للأعمال الخيرية والتعامل مع الجمهور.
تعد حزمة المزايا والأجور الجيدة ضرورية لهم ليتمكنوا من تنفيذ التزاماتهم تجاه مسؤوليتهم الاجتماعية، وذلك بالتزامن مع ضمان وجود عدد أقل من المخاوف العملية التي قد تواجههم؛ بهدف تحريرهم للتركيز على التأثير الإيجابي بداخلهم الذي يمكن أن يحدثوه في العمل.
ركز على الثقافة
يمكن لثقافة الشركة أن تجعلها تصنع مجدها أو تلقى حتفها؛ لأن هذه الثقافة هي تتويج لمواقف الشركة، والأنشطة التي تمارسها، والقيم التي تعززها داخل جدرانها بشكل يومي، وبالتالي يمكن للموظفين الإيجابيين الملتزمين وسط بيئة عمل تعزز الثقافة القدرة على تحقيق العديد من النجاحات.
وهذا يجعلنا نتساءل: كيف تُبني الثقافة؟ هناك بعض الطُرق البسيطة التي يمكن أن تساهم في بناء ثقافة الشركة، على سبيل المثال: تسليط الضوء والثناء على تصرفات الموظفين الذين يظهرون قيم الشركة، كذلك سؤال الموظفين ببساطة عما يعتقدون أن الشركة يجب أن تمثله؛ حتى يشعروا بالاستثمار في بناء ثقافتها.
وتذكر دائمًا؛ باعتبارك أحد القادة الذي يعكس المُثل العليا للشركة، أنه إذا كان هناك خطأ ما بطبيعتك متعلق بثقافتك فإن استبدال بعض الموظفين أو إضافة التكنولوجيا لن يغير من الأمر شيئًا، في حين أن الثقافة العالية تمهد الطريق لأداء الشركة الرائع.
اضبط نغمتك كقائد
يأخذ الموظفون عادةً توجيهاتهم من القادة الأعلى الذين يكونون أكثر وضوحًا ويمثلهم المالك، أو الرئيس التنفيذي، أو المؤسس، ومع ذلك ليس كل هؤلاء قادة بالفطرة، ربما كانت لديهم أفكار رائعة لبدء العمل، ولكن إدارة الآخرين تتطلب مجموعة مهارات مختلفة تمامًا.
لذلك يُدرك الرؤساء التنفيذيون الأذكياء أن تطوير جميع المهارات الخاصة بهم هو أمر مهم للغاية، فهم يخصصون الوقت والموارد للاستثمار في تطوير أنفسهم.
تمكين فريقك بالتكنولوجيا
أصبحت التكنولوجيا تحتل مكانة عالية في قائمة المرجعية الخاصة بجميع الشركات في الوقت الراهن؛ لذلك ليس هناك جدوى من تأخير إدراجها في القائمة الخاصة بموظفي شركتك وحتى الموظفين المحتملين الباحثين عن عمل، فعادةً ما يرغب الأشخاص في العمل داخل شركة تسخّر أفضل التقنيات بهدف تحقيق النجاح.
على سبيل المثال: يمكن لإدارة علاقات العملاء أتمتة عملية تتبع العملاء لإعفاء الموظفين من مهام إدخال البيانات بصورة متكررة، وتساعد التقنيات الحديثة والتطبيقات المحمولة الموظفين وتمكنهم للعمل من المنزل.
وبالطبع تمنح هذه التقنيات الحديثة الموظفين المزيد من الوقت للابتكار على مستوى أعلى، وتشعرهم بالرضا الوظيفي.
استثمر واحتفظ بالأفضل
لا شك أن الموظفين هم المعيار الأول الذي يرفع قيمة الشركة ويجعلها تتربع على القمة بين نظرائها، وبالطبع هذا لا يعني أنه يتعين عليك توظيف نخبة من الفنانين، ولكنك تمتلك العديد من الموظفين المخفيين؛ كل ما تحتاجه فقط هو القليل من التوجيه والتطوير حتى يتألقوا.
إذًا استثمر في تطوير النمو المهني الخاص بموظفيك، وكافئهم بأفضل حزم مكافآت ومزايا؛ حتى تتمكن من الاحتفاظ بهم وتحثهم ليتجهوا بالشركة نحو الأمام. إن سر الشركة العظيمة يكمن في الاهتمام بأفضل الأصول لديك وهم الموظفون.