- اكتسبتُ حب التصوير من والدي الذي كان يوثق الصور النادرة للعائلة
- في البداية كان الناس ينظرون إلي باستغراب واليوم كثير من الفتيات عملن مثلي
- أدير اليوم ثلاثة استوديوهات تستقبل أكثر من زبون في الوقت نفسه
- نصيحتي لرواد الأعمال الجدد هي البحث عن فكرة جديدة تخدم المجتمع
- شيء جميل أن تتحول الهواية إلى تجارة والتحدي في الإبداع والاستمرارية
- التعامل مع الزبون ليس بالأمر الهين.. ومطلوب التوفيق بين البيت والعمل
حاورها في مسقط – عماد البليك
تثبت تجربة العُمانية سحر بنت عبدالله الغاوي أن المرأة بقدرتها أن تنجح إذا أرادت ذلك، ولكن عليها أن تثق بنفسها وأن تثابر وتصبر، وتعتبر سحر أول عمانية تفتح محلا للتصوير الفوتوغرافي في سلطنة عمان تملكه وتديره امرأة. انطلقت من الهواية والعشق المبكر للتصوير نحو تحقيق الحلم بعد أن تعلقت بألبوم العائلة والصور التي كان يوثقها والدها وهي صغيرة، وأولادها اليوم يحبون التصوير كما تقول وبعضهم يريد أن يحتذي مسارها.
في البداية كان المجتمع ينظر إليها باستغراب، وربما لم يكونوا واثقين من نجاح التجربة ولكن ذلك حدث، واليوم باتت سحر سيدة أعمال مميزة في هذا المجال إضافة إلى اهتمامها بالتصوير ومشاركتها في المعارض المتنوعة، وهي تركز على تصوير الوجوه وتميل لفن البورتريه، وليس لها ميول لتصوير الطبيعة.
وقد التحقت بنادي التصوير الضوئي العماني عام 1996م وكان لها نشاط بارز من خلال مشاركتها المستمرة في المعارض والفعاليات التي تقيمها الجمعية العمانية للفنون التشكيلية ومعارض المصورات العمانيات.
كما تعتبر أول مصورة عمانية ضمن المصورين العمانيين المشاركين بفوز نادي التصوير الضوئي بالميدالية البرونزية في بينالي الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي في 1999م. وقد تم تكريمها ضمن الرواد في مجالها في 2010م من قبل الجمعية في مهرجان الفنون التشكيلية مسقط في 2010م الذي جاء بعنوان: “قابوس السلام وعمان أرض الحضارات”.
هنا نتعرف على تجربة فريدة.. فإلى الحوار:
- نبذة شخصية عن التعليم والخبرات والأسرة.
أكملت الثانوية وتزوجت مباشرة ومن ثم بدأت في مشوار التصوير بعد أن أصبح لدي ثلاثة أطفال وأخذت الخبرة بالممارسة والاطلاع، وبعد التمكن منها التحقت بعدة دورات وورش عمل خارج السلطنة لاحترف أكثر في هذا المجال.
- من أين جاء الاهتمام بالتصوير عندك؟
كان الوالد يحب أن يوثق صورا لنا في رحلاتنا ومن هنا عند إحضار هذه الصور بعد طباعتها أنظر إليها وتترسخ في ذاكرتي، وعندما كبرت أخذت أجمع مصروفي واشتريت به كاميرا وبالفعل قمت بتوثيق الصور العائلية، سواء كانت هناك مناسبة أم لا. وكنت مشهورة في المدرسة بتصوير صديقاتي وأجبرهن في بعض الأحيان لالتقاط الصورة.
- ما هو الاتجاه المحبب لك في التصوير؟
الاتجاه المحبب لي هو تصوير الأشخاص أميل إليه أكثر.
- من أين جاءتك فكرة الاستثمار في التصوير؟
جاءت الفكرة من خلال ظرف الحياة التي استدعت الوقوف مع زوجي ومساندته في أعباء الحياة، وجاءتني الفكرة سنة 1996م بعد أن أنجبت الطفل الأول، وبالفعل قمت بالتنفيذ دون تردد مع وجود دهشة من الأسرة في ذلك ولكن مع عدم المعارضة.
- تحدثي عن مشروعك: “محل الإبداع الحر للتصوير الفوتوغرافي”.. كيف بدأ وتطور؟
شرعت بتنفيذ المشروع عام 2004م حيث إنني بدأت بمحل صغير يتكون من جهاز واحد وطابعة صغيرة وفلاش وكاميرا وخلفية واحدة للتصوير وإضاءة الاستوديو أيضا كانت واحدة، وكنت أعمل به بنفسي بعد أن استقلت من العمل بالقطاع الخاص. ومن ثم تطور العمل وصار لدي موظفون وفتحت فرعا آخر لطباعة الصور عام 2006م والحمد لله توسعت وأخذت فيلا أكبر وصار لدي ثلاثة استوديوهات تستقبل أكثر من زبون في الوقت نفسه.
- كيف نظر المجتمع للبدايات وكيف ينظرون الآن؟
كانوا ينظرون إلي باستغراب كوني أول عمانية في سن صغيرة بدأت في هذه المهنة، حيث إنه كانت هناك امرأتان يقمن بهذه المهنة ولكنهن كبار في السن. وطبعا أخذت وقتا حتى يثق بي المجتمع؛ لأن المجتمع تعود على العمالة الوافدة في هذا المجال. والحمد لله سطع اسمي بين المجتمع وصار الجميع يثق بعملي.
- عندما تتحول الهواية إلى تجارة.. ما الصعوبات؟
شيء جميل أن تتحول الهواية إلى تجارة؛ لأنك إذا كان عملك من هوايتك المحببة إليك فإنك سوف تبدع فيه أكثر، ومن الصعوبات أنك يجب أن تحافظ على استمراريتك وإبداعك في هذا المجال؛ لكون هذا العصر عصر متسارع بسبب التقنيات الحديثة المتجددة في وجود عدد كبير من المصورات في الوقت الحالي.
- هل تعتبرين نفسك رائدة في مجالك؟
بالنسبة لي نعم كوني أول مصورة في هذا المجال وإلى اليوم أحافظ على التقدم والتميز في عملي ومجالي.
- هل هناك من قلدك أو احتذى طريقك من النساء؟
كوني أول عمانية فتحت محل تصوير نسائي فكثير من البنات العمانيات قاموا من بعدي بفتح محل بنفس الفكرة.
- هل أولادك وزوجك يشجعونك وكيف؟
نعم والحمد لله، فهم يقدرون عدم وجودي معهم طوال الوقت، حيث إنهم يعتمدون على أنفسهم في كثير من الأمور.
- ما هي أفكار المستقبلية في هذا العمل.. أو أي أفكار أخرى؟
نعم لدي أفكار كثيرة ولكن أحب أن أحتفظ بها لحين وقتها، وذلك كما تعلم بأن الأفكار الآن تسرق وتنفذ من قبل أشخاص آخرين.
- بماذا تنصحين رواد الأعمال الجدد؟
أنصح رواد الأعمال الجدد بألا يفتح الواحد منهم مشروعا؛ لأن “سين” من الناس عمله، بل يجب أن يفتح مشروعا جديدا وبفكرة جديدة تخدم المجتمع في المقام الأول، وعليه دراسة سوق العمل أولا ومن ثم اختيار المكان المناسب لإقامة المشروع والتوكل على الله.
- كيف توفقين بين العمل والبيت؟
كوني صاحبة المشروع وأنا من يقوم بالتصوير وكوني قمت بالعمل في هذا المجال بمساندة الأسرة فبالتأكيد هناك ضريبة يدفعها طرف من الأسرة في غياب الأم، فالأم شيء أساسي في الأسرة وأنا قد ضحيت بالكثير من صديقاتي بالابتعاد عنهن، وذلك ليكون لي وقت أقضيه بين العمل والبيت وحتى لا أظلم أولادي. ولله الحمد عندما أكون في المنزل يكون جميع أولادي حولي وأسمع مشاكلهم فالأم وجودها بالكيف وليس بالكم، ولكن أحيانا أقول في نفسي: لو كنت ربة منزل يمكن أن يكون ذلك أفضل لأولادي. ولا بد أن كل أم يراودها أيضا مثل هذا التفكير. ولكن الأم التي تعمل أيضا تراها ابنتها وتتعلم منها كيف ستكون في المستقبل.
- كيف تنظرين لدور المرأة في المجتمع؟
المرأة قبل كل شيء دورها كأم هو الدور الأساسي في المجتمع حيث، إنها إذا ربت أولادها على تربية صحيحة فإنها تكون قد أسهمت في بناء هذا المجتمع وإخراج شباب يعتمدون على أنفسهم ولا يتحرجون من العمل في أي مجال لخدمة هذا الوطن.
- كيف تنظرين للمرأة في التجارة هل هي ناجحة؟
من وجهة نظري وخبرتي في مجال التجارة أن المرأة نعم وممكن أن تنجح إذا كانت تحب مجال تجارتها وتفهم فيه ويكون من ضمن اهتمامها ولديها شخصية قوية وصبورة؛ لأن كل مجال له عقباته ومشاكله وكذلك التعامل مع الزبون ليس بسهل؛ لأن كل شخص يأتي من بيئة مختلفة، فإرضاء الزبائن غير سهل بالمرة. وممكن من أسلوب سيئ من زبون واحد إذا كنت إنسانا غير صبور تغلق تجارتك.
- هل تتلقين دعما من الحكومة أو وجدت تشجيعا؟
بصراحة لم أتلق دعما من قبل الحكومة، أما من ناحية التشجيع فإقبال الناس إلي وحب عملنا وطباعة الصور لدينا وإعجابهم بجودتنا هو بحد ذاته أعتبره تشجيعا على التقدم والاستمرارية.
- هل توظفين وسائط التواصل الحديثة في العمل مثل: “إنستجرام” و”تويتر” وما مدى التفاعل؟
نعم أقوم باستخدام “إنستجرام” فقط وكما تعلم بأن حسابك كشركة في “إنستجرام” لا يكون بذات التفاعل كالحساب الشخصي والتفاعل قليل إلى الآن.
- هل العائد المادي مجز، وهل تفكرين في التوسع؟
نعم الحمد لله.. أتمنى ذلك ولكن في الوقت المناسب.
- كلمة أخيرة أو أي فكرة تحبين إضافتها
أحب أن أشكركم على اختياركم لي من ضمن رائدات الأعمال.. أما عن فكرتي في المستقبل فهي أن أضيف دورات في مجال التصوير.
صور:
- سحر الغاوي
- صورة حصلت فيها على الجائزة التقديرية بالمعرض السنوي العشرين للتصوير الضوئي بسلطنة عمان عام 2013م في المحور المفتوح.
- من صورها المميزة.
- مع إحدى صورها المميزة.. مشاركتها في المعرض السنوي الواحد والعشرين عام 2014م.
- صورة التجريد من مشاركتها في معرض “أطياف متوهجة”.
- صورة الدخان من مشاركتها في معرض المصورات الأول.
- ضمن مشاركتها في معرض المصورات الرابع مع السيدة منى بنت فهد نجلة السيد فهد بن محمود نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء العماني.
- معرض المصورات الأول.
- صورة ثانية في معرض المصورات الأول.
- في أحد المعارض مع صورها.
- مشاركتها في المعرض السنوي الحادي والعشرين عام 2014م.