تتمثل ريادة الأعمال داخل الجامعات السعودية في اهتمام المملكة، ودعمها القطاعات المختلفة؛ لإنشاء شباب واعٍ، وكوادر مُطلعة على أهم أسس الفكر الإبداعي، في إطار الرؤية الطموح 2030.
وتحظى ريادة الأعمال، باهتمام واسع من وزارة التعليم؛ حيث عملت على إطلاق عدد من المشاريع والمبادرات الداعمة لها، كما خصصت ميزانية وصلت إلى أكثر من 50 مليون ريال _ كما أشارت إحدى الإحصائيات_ ويأتي حرص الوزارة على إدارج الفكر الريادي؛ تحقيقًا لأهداف رؤية 2030، والتي تؤكد دور الشباب السعودي في التنمية والازدهار الاقتصادي؛ من خلال المشروعات المتوسطة والصغيرة، ومواكبة رؤية خادم الحرمين الشريفين في دعم الشباب السعودي، وإكسابه المهارات اللازمة بهدف الرقي بالوطن والمواطن.
أصبحت الجامعات السعودية تدمج ريادة الأعمال ضمن تجربتها وبرامجها الأكاديمية، ويشمل ذلك تقديم مناهج مبنية على الابتكار وريادة الأعمال والتواصل مع القادة والصناعة وتأمين رأس المال، وتعمل برامج ريادة الأعمال في التعليم، على ترسيخ ثقافة الريادة، والاستثمار، بالإضافة إلى تحفيز روح المبادرة لدى الطلبة؛ لزيادة كفاءتهم وتمكينهم من تحقيق أهدافهم.
ريادة الأعمال في الجامعات السعودية
أطلق برنامج “مشروعي في مدرستي”، الذي استحدثته الإدارة العامة لنشاط الطالبات، صافرة البدء لتنفيذ خطوات ريادة الأعمال في التعليم؛ وذلك بتعريف الطالبات بأهمية المشروعات الصغيرة في التنمية الاقتصادية من خلال تقديمهم بعض الأفكار، واكتشاف المواهب، والقدرات، بالإضافة إلى تنمية الأفكار الإبداعية، ورفع الموارد الاقتصادية للأسرة، كما تم إطلاق المشروع الوطني لمهارات سوق العمل وصناعة الأعمال، خلال العام الماضي؛ سعيًا لتطوير مهارات الطالبات في مجال إدارة الأعمال وإنشاء المشاريع الاستثمارية التجارية، وترسيخ ثقافة العمل الحر والتحفيز على ريادة الأعمال.
وتستهدف وزارة التعليم، تحقيق هدف تنموي في المجالين التعليمي والاقتصادي، بواسطة برنامج “ريادي”، والذي يساعد في بناء منظومة وطنية متكاملة ومستديمة تكون داعمة لريادة الأعمال للطلبة والطالبات في مراحل التعليم العام والجامعي.
جامعة الملك سعود
تُعتبر جامعة الملك سعود مثالاً يُحتذى به في كل الجامعات العربية، والعالمية، من حيث دعم ريادة الأعمال؛ عن طريق تطوير العديد من المبادرات التي تهدف إلى بناء مجتمع معرفي مميّز؛ حيث أنشأت مركز ريادة الأعمال بالجامعة Entrepreneurship Centre، الذي يضطلع بالعديد من المهام التي تصب في مبادرة الجامعة.
ويُعد معهد ريادة الأعمال، مركزًا إقليميًا متميزًا في صناعة الاقتصاد المعرفي ورعايته؛ يهدف إلى تحويل الأفكار لحلول واقعية، تخدم التنمية الاقتصادية، إلى جانب تنويع مصادر الدخل في المملكة، وتتمثّل رسالته وأهدافه في المساهمة في بناء الاقتصاد المعرفي، ومؤازرة ثقافة ريادة الأعمال، وتنمية قدرات العناصر الريادية؛ لتمكينهم من إنشاء وإدارة المنشآت الصغيرة بنجاح، وتسويق الابتكارات، فضلاً عن المساهمة في تفعيل دور المنشآت الصغيرة؛ لإيجاد وظائف وفرص عمل تستوعب خريجي مؤسسات التعليم والتدريب بالمملكة.
وواصلت جامعة الملك سعود تجربتها بإدخال مقررات ريادة الأعمال إلى المناهج الدراسية للطلبة؛ ما يُعد نقلة نوعية ومميزة في دعم الفكر الريادي داخل الجامعات.
جامعة أم القرى
أُنشأت جامعة أم القرى، معهد الإبداع وريادة الأعمال، بقرار من مجلس الجامعة في جلسته رقم (2)، التي انعقدت عام 2012، وجاء دوره لينسجم مع توجُه خطة التنمية التاسعة في المملكة العربية السعودية نحو بناء اقتصاد المعرفة كأولوية استراتيجية؛ للإسهام في تنمية الاقتصاد الوطني، وتعزيز تنافسيته عالميًا، وتنويع موارده، وتقليص الاعتماد على الموارد النفطية.
ويعمل المعهد على المساهمة في تمكين الجامعة من الاستثمار الأمثل لإمكاناتها العلمية والبحثية، وإيجاد بيئة محفزة وجاذبة للإبداع، وتنمية التفكير الإبداعي والريادي، وتبني التعليم التطبيقي المنتج الذي يخدم مكة المكرمة والوافدين إليها من الحجاج والمعتمرين.
كاوست والابتكار
تستضيف جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست”، فعاليات وبرامج ريادة الأعمال، بانتظام في حرمها الجامعي، مثل مسرعة “تقّدم”، لتسريع المشاريع والشركات الناشئة؛ ما يُعزز من دور الجامعة كبيئة فريدة وجاذبة لريادة الأعمال؛ حيث أخذت الجامعة منذ تأسيسها كمنشأة أكاديمية للعلوم والتقنية، زمام المبادرة في إعداد وتمكين الجيل القادم من رواد الأعمال في مجال التقنيات المتطورة، إضافة إلى صندوق رأس المال الاستثماري؛ وذلك بهدف تسريع الشركات الناشئة السعودية ورواد الأعمال السعوديين.
وكانت 5 شركات ناشئة من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست”، فازت في التصفيات السعودية لبطولة كأس العالم لريادة الأعمال، التي تم تنظيمها مؤخرًا في كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال.
وخلال أقل من عقد من الزمن، استطاعت الجامعة تدريب أكثر من 400 رائد أعمال، وقدمت تمويلاً تأسيسيًا لحوالي 56 شركة ناشئة.
ملتقى “تمكين”
من جهتها، أطلقت جامعة الملك عبدالعزيز، ملتقى “تمكين” الأول لريادة الأعمال في العام الماضي؛ تأكيدًا لحرص الجامعة على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في دعم الإبداع وروّاد الأعمال، وترسيخًا لمبادئ العمل الحر، وتشجيع النقاش الثري؛ وتبادل الآراء بشأن الأنماط والقوى الفاعلة في مجال الابتكار وسط نخبة من أصحاب الخبرات والتجارب المشهود لها بالنجاح.
وحرصت جامعة الملك عبد العزيز على أن يكون لها ضلع أساسي في التميّز الذي اتبعته في مجالات البحث العلمي، وخدمة المجتمع وريادة الأعمال، خاصةً في ظل رؤية المملكة 2030، الأمر الذي أثمر عن نشاط ملحوظ في الجهات التابعة للجامعة التي تهتم برعاية الموهبة، الإبداع، ودعم الأفكار والأنشطة والمشروعات الريادية.
وأنشأت الجامعة مركز الإبداع وريادة الأعمال؛ لتقديم نموذج متكامل يشمل جهود توعية طلاب وطالبات الجامعة بريادة الأعمال ودعم ورعاية المبدعين، واحتضان المشروعات ذات القيم العلمية واالقتصادية، وتسريع أعمال الشركات الناشئة؛ وذلك عن طريق ذراعي المركز المتمثلتين في حاضنات الأعمال، ومسرعة الأعمال.
وأخيرًا، فإن رؤية المملكة 2030، ما زالت تؤتي ثمارها على أرض الواقع، واتباعها يعمل على تحقيق أهداف القيادة الرشيدة، سواء في مجالي التعليم أو ريادة الأعمال؛ حيث تعمل على توفير تكافؤ بين الخريجين ومتطلبات أسواق العمل، ووصول 5 جامعات سعوديات إلى القائمة التى تضم أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، مع التمتُع باقتصاد متقدم، والتعاون مع القطاعات الخاصة؛ من أجل رفع نسبة الإنتاج المحلي، ونسبة الاستثمارات.
اقرأ أيضًا:
معدلات ريادة الأعمال في المملكة ورؤية 2030