أصبح تحول الذكاء الاصطناعي التوليدي يتقدم بمعدل مذهل. وذلك بعد إطلاق ChatGPT في أواخر عام 2022؛ حيث يتم إصدار نسخ جديدة من الذكاء الاصطناعي التوليدي عدة مرات في الشهر.
ولا يجب أن نغفل عن التأثيرات الكبيرة لوتيرة التغيير التكنولوجي في المنظمات والقوى العاملة. حيث يقول 45% من الرؤساء التنفيذيين، وفقًا لمسح كانت أجرته شركة الاستشارات PricewaterhouseCoopers، إن شركاتهم يجب ألا تستمر على نفس المسار الحالي لكي تكون قابلة للاستمرار خلال العقد المقبل. فمن المقرر أن تغير الأتمتة ثلث الوظائف في العالم خلال السنوات الخمس عشرة إلى العشرين المقبلة.
1. تحول الذكاء الاصطناعي والتغيير التكنولوجي
فرض تحول الذكاء الاصطناعي، في ظل وتيرة التغيير التكنولوجي المرتبطة به، على القادة في كل صناعة الإجابة عن السؤال التالي: كيف يمكن أن يستفيد الموظفون من هذه التكنولوجيا الجديدة، مثل GenAI؟ وكيف يمكن إعداد القوى العاملة للتكيف بسرعة مناسبة مع تطور التكنولوجيا؟
لحسن الحظ يمكننا استخلاص بعض الدروس من هذه الاضطرابات والتحول الذي أحدثته الحوسبة السحابية في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
لا داعي للقلق بشأن التردد الأولي
بالرغم من أن الحوسبة السحابية مكّنت من تسريع وقت طرح المنتجات في السوق. وإمكانية التوسع، والتعاون، وحماية البيانات من الفقد.. وغيرها. لكن حتى مع كل هذه الفوائد المحتملة بقيت منظمات عديدة مترددة في نقل بياناتها وعملياتها إلى السحابة والاستثمارات القديمة في البنية الأساسية المحلية. بسبب المخاوف الأمنية، وعدم اليقين بشأن الموثوقية ووقت التشغيل.
ولكن في النهاية تمكنت الضغوط التنافسية والقيم الملموسة التي أظهرها أولئك الذين قفزوا إلى السحابة من التغلب على هذه الشكوك. حيث كان لا بد من حدوث تغيير في التفكير قبل أن ينتقل الناس من التكنولوجيا المحلية إلى تكنولوجيا السحابة.
الذكاء الاصطناعي والتحول المستدام
فلنتذكر أن هذا التردد الأولي موجود دائمًا. حيث يشعر القادة بالقلق حول القضايا الأخلاقية. وكذلك إمكانية الوصول إلى البيانات، وفقدان الوظائف، واحتمالية قِدم العنصر البشري. لكن التكنولوجيا تسمح بالتحول المستدام بطريقة يتم من خلالها تبسيط التعقيد.
يتمكن الذكاء الاصطناعي من التقاط كل عملية تنشأ، وفحصها ومن ثم تحسينها في المستقبل. وهكذا يصبح قادة المنظمات قادرين على إعادة التقييم بشكل منتظم في الوقت الفعلي. حتى يصبح التحسين المستمر أمرًا طبيعيًا.
2. إعادة التدريب وتطوير المهارات
أسهمت الحوسبة السحابية في إدخال تخصصات جديدة مثل: بنية الحوسبة السحابية، وتطوير المنتجات وتحسينها المعرف بـ(DevOps). وهندسة موثوقية الموقع والتي تتطلب إعادة تدريب مكثفة. وتم تطوير مهارات الموظفين المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات من خلال الشهادات. كما تم تعيين متخصصين في الحوسبة السحابية لإدارة عمليات النقل.
يمكن أيضًا نقل جبال من البيانات وبكفاءة أكبر باستخدام الذكاء الاصطناعي. حيث أصبحت برامج إعادة تدريب الهندسة السريعة والتدريب على النماذج ونشرها أمرًا ضروريًا.
وهذا التحول يعني أنه يجب على الشركات أيضًا فهم المهارات التي تمتلكها قواها العاملة والمهارات المطلوبة للمستقبل. وهذا يتطلب الانتقال من التركيز على الوظائف إلى المهارات. ولندرك أن الاختلاف عن الماضي الذي سيحدث هو أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل العمل الذي يؤديه العنصر البشري. بل يعززه . وسوف يكون كلٌ من العنصر البشري والذكاء الاصطناعي بحاجة إلى العمل معًا للتعلم من بعضهما وتحسين العمل.
هذه الطريقة الجديدة في العمل تتعامل بشكل أساسي مع الذكاء الاصطناعي كزميل في العمل أكثر من كونه تقنية ثابتة.
3. ظهور وظائف جديدة
على الرغم من أن بعض الوظائف سوف تصبح قديمة بالفعل. فإن التكنولوجيا الناشئة تؤدي أيضًا إلى ظهور وظائف لم تكن موجودة من قبل. ومع أن الحاجة إلى الصيانة والترقيات وشراء الأجهزة انخفضت بشكل كبير مع الحوسبة السحابية. كما أدى ذلك إلى الاستغناء عن بعض الأدوار مثل: مشغل مركز البيانات ومسؤول النظام للبنية الأساسية المحلية. فإنه ظهرت أدوار جديدة مثل عمليات السحابة، وأمان السحابة، والمهندسين مطوري السحابة، ومهندسي الحلول، ومقدمي الخدمات المدارة.
ويتراجع العديد من الأدوار ذات المهام المتكررة بسبب الذكاء الاصطناعي. ولكن في نفس الوقت توجد وظائف جديدة آخذة في الظهور. مثل: مهندسي التعلم الآلي وعلماء البيانات وعمليات تشغيل الآلة (MLOps). وتتوفر احتمالات قوية أنه يتم إنشاء أدوار أخرى بما في ذلك: مديرو منتجات الذكاء الاصطناعي. ومديرو أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومطورو الذكاء الاصطناعي التفاعلي.
يجب ألا ننسى أن قادة المنظمات يتحملون مسؤولية نشر الذكاء الاصطناعي. وذلك من أجل تسخير مهارات وقدرات القوى العاملة لديهم. وكذلك سوف يقع على عاتقهم التطلع نحو الابتكار وطرق جديدة للعمل لتمييز مؤسساتهم عن المنافسين.
ولا بد أن يدرك قادة المنظمات أن إبداع موظفيهم سوف يكون أحد أهم الأصول في هذا العصر الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي. وكما كانت الحوسبة السحابية سببًا في إحداث تغيير واسع النطاق. فإن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أن يكون بمثابة “المطبعة الصحفية” في العصر الحالي؛ فهو يعيد اختراع طريقة الترويج للمهارات والأدوار والعمليات ونماذج الأعمال الجديدة. بالإضافة إلى القدرة على إدماجها في مختلف الصناعات.
بقلم/ سانيا خان
المقال الأصلي: هنا