سجل الين الياباني تراجعًا حادًا اليوم الثلاثاء، ليهبط إلى أدنى مستوى له في شهرين مقابل الدولار الأمريكي. وجاء هذا التراجع مع تحول الأنظار في اليابان نحو التشكيلة الوزارية المرتقبة التي ستنضم إلى حكومة ساناي تاكايتشي، المعروفة بتوجهها الداعم بقوة للتيسير النقدي بعد فوزها بزعامة الحزب الحاكم.
وفي سياق التراجعات القياسية، نقلت وكالة «رويترز» أن العملة اليابانية سجلت كذلك أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل اليورو. علاوة على ذلك، ارتفعت عوائد السندات المحلية قبيل بيع مُزمع للديون. وهو ما سيختبر الطلب في ظل إدارة جديدة ستقودها تاكايتشي في منصب رئيسة الوزراء.
ترجيح كفة التيسير النقدي وارتفاع العوائد
ويُنظر إلى تاكايتشي على أنها المرشحة الأكثر ميلًا للتيسير النقدي بين خمسة مرشحين خاضوا سباق زعامة الحزب الديمقراطي الحر. وتتولى تاكايتشي رئاسة الوزراء خلفًا لشيجيرو إيشيبا الذي كان معروفًا بتأييده للتشديد النقدي.
كذلك، ارتفع العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل 30 عامًا ليسجل أعلى مستوى له على الإطلاق قبل عملية بيع الديون المتوقعة. ويعكس هذا الارتفاع توقعات السوق لسياسات نقدية أكثر مرونة تحت قيادة الحكومة الجديدة.
استقالة الحكومة الفرنسية
من ناحية أخرى، ظل اليورو في وضع هش ومتذبذب في الأسواق بعد الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء الفرنسي. وقد أثرت هذه التطورات السياسية على معنويات المستثمرين تجاه العملة الموحدة.
وفي هذا الإطار، قال مسؤولون في البنك المركزي الأوروبي (ECB) إن خفض سعر الفائدة قد يكون ضروريًا في حال تزايد مخاطر انخفاض التضخم بشكلٍ مبالغ فيه. وتراجع اليورو مقابل الدولار والجنيه الإسترليني في الجلسة السابقة بعد استقالة رئيس الوزراء الفرنسي الجديد سيباستيان لوكورنو وحكومته أمس الاثنين.
تلميحات بالتدخل ودلالة مستوى 150
كما أشار بارت واكاباياشي؛ مدير فرع طوكيو في ستيت ستريت، إلى أنه في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق المزيد من الوضوح بشأن تشكيلة الحكومة اليابانية الجديدة. قد يحاول المسؤولون اليابانيون الإدلاء بتصريحات لدفع الين للتراجع بعد أن اخترق مستوى 150 مقابل الدولار.
وأضاف واكاباياشي أن «إنه مستوى مهم جدًا من الناحيتين النفسية والاقتصادية”. واستطرد موضحًا: “من منظور اقتصادي وتنافسي للشركات، متى يشعر بنك اليابان ووزارة المالية بالارتياح؟ أعتقد عند مستوى أقل. وينبغي أن يبدأ الإدلاء بتعليقات». في تلميح لإمكانية التدخل لدعم الصادرات.
مستويات التداول وتأثير الإغلاق الحكومي
سجل الين انخفاضًا بنسبة 0.2 بالمئة ليصل إلى 150.59 مقابل الدولار بعدما لامس في وقت سابق مستوى 150.62. وهو أضعف مستوى منذ الأول من أغسطس الماضي. كما تراجعت العملة اليابانية إلى 176.35 مقابل اليورو، وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق.
وظل اليورو دون تغيير يذكر مسجلًا 1.1705 دولار، فيما ارتفع مؤشر الدولار. الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل مجموعة من العملات الرئيسية، بنسبة 0.05 بالمئة إلى 98.17.
ترقب قرارات «الفيدرالي» وتأجيل البيانات
وفي سياق الإغلاق الحكومي الأمريكي، تراجع البيت الأبيض أمس الاثنين عن تأكيد الرئيس دونالد ترامب على أن موظفين بالحكومة تم تسريحهم بالفعل. لكنه حذر من أن فقدان الوظائف قد يحدث مع استمرار الإغلاق.
وأدى الإغلاق الحكومي إلى عدم صدور تقرير الوظائف الشهري لشهر سبتمبر يوم الجمعة الماضي. وهو تقرير يحظى بمتابعة وثيقة، ومن المتوقع أن يؤدي إلى تأجيل صدور بيانات رئيسية أخرى إذا استمر الجمود.
اهتمام السوق محصور بالاحتياطي الاتحادي
كما يتركز اهتمام السوق الآن على مجلس الاحتياطي الاتحادي (Fed) بحثًا عن مؤشرات حول توقيت ومدى التيسير النقدي المقبل، في ظل غياب البيانات الحكومية الرسمية.
ومن المتوقع أن يصدر غدًا الأربعاء محضر اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة لشهر سبتمبر. وهو ما سيمنح المتعاملين بعض الوضوح.
ويتوقع السوق على نطاق واسع أن يخفض مجلس الاحتياطي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 28 و29 أكتوبر. بعد بيانات سابقة أظهرت ضعفًا في سوق العمل.


