إن إتقان المسؤولية الاجتماعية للشركات اليوم هو مسألة بقاء، سواء بقاء الكوكب أو نظام السوق الحرة بهياكله التنظيمية والشركات القائمة.
من جهته قال دامبيسا مويو؛ الاقتصادي السابق في مؤسسة “جولدمان ساكس” وعضو مجلس الإدارة الحالي في شركتي “شيفرون” و”ثري إم”، لمجلة”Fortune”: “لدينا الكثير من المشاعر المعادية للرأسمالية والمناهضة للشركات”. كما وجدت دراسة حديثة أجرتها المجلة العالمية أن 43% من جيل الألفية ينظرون إلى الرأسمالية على أنها مضرة إلى حد ما.
المسؤولية الاجتماعية للشركات.. كيف لرائد الأعمال أن يخطو للأمام؟
من أجل معالجة هذه المشاعر المتزايدة المعادية للشركات يقوم قادة التفكير المستقبلي بتوسيع نطاق جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات. وكما هو الحال بالنسبة للتنوع والمساواة والشمول؛ فإن الحل هو تحديث المسؤولية الاجتماعية للشركات الذي يتطلب جعلها من العناصر الأساسية للمنظمة.
القيادة الأخلاقية
بدورها قالت كريستين تيتوس؛ المديرة التنفيذية لمؤسسة “كوجنيزانت”: “كونك قائدًا يعني عدم التزام الصمت فيما يتعلق بالتحديات المجتمعية الحرجة؛ لذا فقد يطالب الموظفون والعملاء والمجتمعات على حد سواء باتخاذ إجراءات. وهنا يجب أن يركز القادة الفعالون على هذه المجتمعات وأصواتهم لحل التحديات العالمية، بدءًا من تصميم برامج وسياسات أكثر إنصافًا إلى بناء مجتمعات أكثر مرونة واستدامة”.
وفي كتاب صدر مؤخرًا عن رأسمالية أصحاب المصلحة كتب “مويو” أن اختيار الرئيس التنفيذي يحتاج إلى دمج الأخلاقيات بشكل أفضل في عملية التدقيق، مع تركيز أقل على الأداء المالي والتشغيلي، مؤكدًا أن مجالس الإدارة يجب أن تصبح أمينة ليس فقط على منظمة واحدة؛ ولكن على الرفاهية الاقتصادية ككل.
المأمول من المسؤولية الاجتماعية.. رد على كوارث عولمية
يمكن لقادة مجلس الإدارة والمديرين التنفيذيين جعل شركاتهم تتميز بجهود متحمسة وأصلية لتحقيق هذه الضرورة الجديدة المتمثلة في المسؤولية الاجتماعية للشركات، وضمان أن يكون لشركاتهم تأثير إيجابي في المجتمع. لقد عرف هؤلاء القادة منذ فترة طويلة كيف يقولون الأشياء الصحيحة.
يمكن لكل شركة أن تنظر بعمق في كل قسم من أعمالها لمعرفة كيف وأين يمكن أن يكون لها تأثير. وتتمتع جميع الشركات بفرصة التوافق مع كفاءتها الأساسية لإحداث التغيير الذي تحتاجه على نطاق واسع، علمًا بأن القيادة الرحيمة ستعود بالنفع على المحصلة النهائية.
البحث عن المسؤولية الاجتماعية للشركات
وأكدت العديد من الأبحاث أن الكثير من المرشحين للوظائف حاليًا يسألون عن المهمة الاجتماعية لصاحب العمل المحتمل؛ حيث يرغب الموظفون بشكل متزايد في العمل بشركة أكثر انسجامًا مع غرضهم بدلًا من الشركة التي تدفع أكثر. ومع مزيد من الحرية الجغرافية لمتابعة وظائف ذات رواتب عالية في أي مكان، من الواضح أن سوق العمل يضع علاوة على الاستقلالية التي تأتي مع وظيفة عن بُعد أو هجينة.
ويمكن للقادة توقع نمو هذه الفائدة النهائية في المستقبل، لا سيما مع تحول المناخ التنظيمي للشركات المتداولة علنًا حول مقاييس ESG والعمالة المنظمة وغير ذلك.
استدامة المسؤولية الاجتماعية.. الفكر المركب وفهم الغايات
وفي النهاية من منظور الأعمال التجارية يمكنك جذب أفضل المواهب وتحفيزها والاحتفاظ بها إذا كنت تركز على إحداث تأثير إيجابي في المجتمع.
اقرأ أيضًا:
الحوكمة البيئية.. التعريف والمبادئ العامة
تنافسية الشركة.. عناصرها وتأثرها بالمسؤولية الاجتماعية
القيمة الاجتماعية للأعمال وجذب الاستثمارات