تعد المرونة النفسية من الصفات المهمة في بيئة العمل؛ حيث تساعد في التكيف مع التحديات والضغوطات المختلفة التي قد يواجهها الأفراد. كما أنها مفتاح للنجاح في العمل؛ حيث تسهم في التعامل الإيجابي مع المواقف الصعبة والمتغيرات السريعة في بيئة العمل.
وفي هذا المقال، يتناول فريق رواد الأعمال أهمية هذه المرونة في بيئة العمل وفوائدها. بالإضافة إلى تأثيرها على الأداء والتنافسية، في حين سيقدم بعض النصائح لتعزيز المرونة النفسية. بالاستناد على نصائح دكتور “هايز”، وموقع هارفارد بزنس ريفيو.
مفهوم المرونة النفسية
تعد المرونة النفسية مصطلح صاغه الدكتور ستيفن هايز، الذي طوّر أسلوب العلاج بالقبول والالتزام (Acceptance and Commitment Therapy – ACT).
كما تعرّف على أنها عملية التعامل مع الشدائد والضغوطات أو التغيير أو الفرص بطريقة تؤدي إلى تحديد وتعزيز وإثراء الصفات المرنة أو عوامل الحماية. وهي قدرة الفرد على التكيف مع التحديات والمواقف الصعبة في الحياة. حيث تمكن الشخص من التعامل الصحيح مع الضغوط النفسية والعواطف السلبية. وتساعده في التكيف مع التغييرات والتحولات بالبيئة المحيطة به.
بينما تعرف أيضًا على أنها قدرة الشخص على التعلم من الخبرات السلبية والاستفادة منها في تحسين نوعية حياته. وتسهم في تحسين الصحة النفسية والعاطفية. كما أنها عامل مهم في تعزيز القدرة على التحمل والتكيف مع التغييرات في العمل والحياة الشخصية.
فوائد المرونة في بيئة العمل
كما تساعد الـ Psychological flexibility في توفير بيئة جيدة وإيجابية لدى الفرد في بيئة العمل. وتساعد في تعزيز التكيف مع التغييرات المستمرة. وتمكن الأفراد من التكيف بسرعة مع المتغيرات والتحولات التي تحدث بالعمل.
وكذلك تقلل من مستوى التوتر والضغط النفسي في بيئة العمل؛ حيث يتمتع الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة بقدرة أفضل على التعامل مع المواقف الصعبة والمحفزة للتوتر.
بينما تعزز المرونة النفسية من القدرة على التعاون والتفاعل الإيجابي مع زملاء العمل والفرق العاملة. حيث يتمتع الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة بالقدرة على التفاعل بفاعلية وبناء علاقات جيدة مع الآخرين.
وتسهم الـ Psychological flexibility في تعزيز الإبداع والابتكار في بيئة العمل. ويتمتع الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة بالقدرة على التفكير المرن، والبحث عن حلول جديدة وإبداعية للمشكلات والتحديات التي تواجههم.
كما تعزز القدرة على التعلم والتطوير المستمر في بيئة العمل. إذ يتمتع الأفراد الذين يمتلكون هذه الصفة بالقدرة على استيعاب المعلومات الجديدة وتطوير مهاراتهم وقدراتهم باستمرار.
تأثير المرونة النفسية على الأداء والتنافسية
تعد المرونة النفسية عاملًا مهمًا في تحسين الأداء وزيادة التنافسية في بيئة العمل. إذ يكون الأفراد قادرين على التكيف مع التغيرات والضغوطات التي قد تواجههم في العمل.
وتساعد في تعزيز القدرة على التحمل والتكيف مع المواقف الصعبة والمحفزة في بيئة الأعمال. وتسهم في تعزيز الإبداع والابتكار بالعمل؛ حيث يكون الشخص المرن قادرًا على التفكير المرن والإيجابي وتجاوز العقبات والتحديات.
كما تعزز المرونة النفسية القدرة على التعلم والتطوير المستمر. حيث يكون الشخص المرن مستعدًا لاكتساب المهارات الجديدة، وتطوير القدرات الحالية لتحقيق النجاح في بيئة العمل.
ويكون الفرد قادرًا على التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل والتنافس بفاعلية مع الآخرين. وتعزز الثقة بالنفس والتفاؤل؛ ما يسهم في تحسين الأداء والتفوق في بيئة العمل.
كيفية تعزيز المرونة النفسية في بيئة العمل
تعمل هذه الصفة على تعزيز الكثير من المهارات الخاصة ببيئة العمل، لذلك نستعرض كيفية تفعيلها من خلال التالي:
توفير بيئة مشجعة:
يجب على أرباب العمل توفير بيئة عمل مشجعة وداعمة لتوفير شخص مرن نفسيًا. وذلك من خلال تشجيع التعاون والتواصل الفعال بين الموظفين، وتقديم الدعم اللازم للتحديات والضغوط العملية.
تعزيز التفكير الإيجابي:
ويمكن تعزيز المرونة النفسية في بيئة العمل من خلال تعزيز التفكير الإيجابي. إذ يجب تشجيع الموظفين على التركيز على الجوانب الإيجابية في العمل، وتحويل التحديات إلى فرص للتعلم والنمو.
توفير فرص التطوير الشخصي:
كما يسهم توفير فرص التطوير الشخصي في تعزيز الـ Psychological flexibility في بيئة العمل. حيث يجب على أرباب العمل توفير فرص التدريب والتعلم المستمر للموظفين لتطوير مهاراتهم وزيادة قدرتهم على التكيف مع التغييرات.
تشجيع التوازن بين العمل والحياة الشخصية:
بينما يعد التوازن بين العمل والحياة الشخصية عاملًا مهمًا في تعزيز هذه الصفة في بيئة العمل. حيث يجب تشجيع الموظفين على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية من خلال توفير ساعات عمل مرنة وإمكانية العمل “عن بُعد”.
تعزيز التحفيز والتقدير:
كما يسهم التحفيز والتقدير في تعزيز المرونة النفسية في بيئة العمل. من خلال تقديم التحفيز والتقدير للموظفين عند تحقيقهم للأهداف والتفوق في العمل؛ ما يعزز شعورهم بالثقة والقدرة على التكيف.
أمثلة عملية لتطبيق المرونة في العمل
يمكن تطبيق المرونة النفسية في العمل من خلال تطوير القدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات المستمرة. على سبيل المثال، عندما يواجه الموظف تغييرًا في المهام أو الأولويات. يمكنه استخدام مهارات للتكيف مع الوضع الجديد وتحقيق النجاح في أداء المهام المطلوبة.
بينما يعد التفكير الإيجابي أحد أبرز الأساليب لتعزيز النفسيات المرنة في بيئة العمل. إذ يمكن للأفراد تطبيق التفكير الإيجابي عن طريق تحويل التحديات والصعوبات إلى فرص للتعلم والنمو. فعلى سبيل المثال، بدلًا من الاستسلام أمام ضغوط العمل، يمكن للشخص أن ينظر إلى هذه الضغوط كفرصة لتحسين مهاراته وتطوير قدراته.
وكذلك يمكن تعزيزها في بيئة العمل من خلال التعاون والتواصل الفعال مع الزملاء وفرق العمل. فعندما يكون ثمة تعاون وتواصل جيد بين الأفراد. يصبح من السهل التكيف مع التغيرات والتحديات والعمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة.
كما يعد التحكم في الضغوط النفسية أحد الأمثلة العملية لتطبيق المرونة في بيئة العمل. إذ يمكن للأفراد تعلم تقنيات التحكم في الضغوط النفسية، مثل: التنفس العميق، والاسترخاء للتعامل مع الضغوط اليومية. بالتحكم في الضغوط النفسية، يمكن للأفراد الحفاظ على تركيزهم وأدائهم الجيد في العمل.
التعلم المستمر يعد أحد الأمثلة العملية لتطبيق المرونة النفسية في بيئة العمل. إذ يمكن للأفراد تعزيزها من خلال الاستمرار في تطوير مهاراتهم وزيادة معرفتهم بمجال عملهم. عندما يكون الشخص مستعدًا للتعلم والتطور، يصبح من السهل التكيف مع التغيير والابتكار في بيئة العمل.
وفي النهاية، يمكن القول أن المرونة النفسية تؤدي دورًا حاسمًا في تحسين بيئة العمل وزيادة الأداء والتنافسية. وإذا عززت فسيكون لدينا فريق عمل قادر على التكيف مع التغييرات والتحديات وتحقيق النجاح في بيئة العمل المتغيرة والمتنافسة.