ليس بالإمكان حصر أسباب الفشل في تنظيم الوقت وإدارته على نحو حكيم، وإن كان من السهل جدًا ملاحظة آثار هذا الفشل بادية للعيان، والتي منها، على سبيل المثال لا الحصر: تردي الإنتاجية في العمل، زيادة القلق والتوتر، الإجهاد دون إنجاز.
فالفشل في تنظيم الوقت ينطوي على مفارقة غريبة؛ فعلى الرغم من أن الفاشلين في تنظيم أوقاتهم يبدون وكأنهم يفعلون ما يحلو لهم، إلا أنهم عادة ما يبدون منهكين متعبين؛ وذلك لأن للنجاح والإنجاز لذة لا يعرفها الخاملون.
أضف إلى ذلك أن الفشل في تنظيم الوقت لا يقتصر على إهدار الوقت وضياعه والتفريط فيه فحسب، وإنما هو يعني، بشكل مباشر وغير مباشر في آن واحد، فشلًا في شتى مناحي الحياة الأخرى الشخصية والعملية على حد سواء.
اقرأ أيضًا: أهم 8 نصائح لتبسيط التواصل عبر البريد الإلكتروني
أسباب الفشل في تنظيم الوقت
وطالما أن الفشل في تنظيم الوقت ينطوي على هذا القدر من الخطورة فسوف يحاول «رواد الأعمال» بيان الأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة وذاك الفشل، وذلك على النحو التالي..
-
عدم تحديد الأولويات
يتطلب النجاح في تنظيم الوقت العديد من المهارات والقرارات الحاسمة؛ من بينها: أن تقرر متى تفعل ماذا؟ ولماذا؟ هذا يعني أنه لا مفر من وضع مصفوفة للمهام الملقاة على عاتقك وترتيبها وفق منهجية معينة.
قد ترتبها من الأهم إلى الأدنى أهمية أو العكس، وربما ترتبها من حيث كونها عاجلة أم لا. ولسنا بحاجة إلى القول إنه قد يصعب أحيانًا معرفة كيفية تحديد الأولويات، خاصةً عندما تواجه سيلًا من المهام التي تبدو عاجلة.
ومع ذلك من الضروري معرفة كيفية تحديد أولويات المهام بشكل فعال إذا كنت ترغب في إدارة وقتك بشكل أفضل.
وثمة فكرة ذات صلة بهذا الطرح مفادها أن الفشل في تنظيم الوقت ليس قرارًا؛ أي أن أحدًا لا ينوي أن يفشل في إدارة وقته، وإنما هو نتيجة لبعض الممارسات الخاطئة التي قد تتورط فيها، فتؤدي بك في نهاية المطاف إلى الفشل في تنظيم الوقت.
اقرأ أيضًا: تنظيم الأنشطة وعلاقته بالنجاح
-
اعتقاد أن الوقت غير كاف
هذا وهم واعتقاد خاطئ رغم كونه ذائعًا بين الناس، وهو واحد من ضمن أبرز أسباب الفشل في تنظيم الوقت؛ فالذي يظن أن وقته غير كافٍ سيصل في نهاية يومه ولن ينجز أي شيء، أو بمعنى أدق: لن يقوم بكل ما أراد القيام به.
أضف إلى ذلك أن هذا الاعتقاد يمنح المرء مبررًا للفشل؛ فكيف أنجز كل ما عليّ إنجازه وأنا موقن بأن وقت يومي غير كاف؟!
والحق أننا جميعًا لدينا نفس عدد الساعات من اليوم، ومع ذلك عند نهاية اليوم نجد هناك من أنجز العديد من المهام، وهناك من يصل إلى نهاية اليوم منهكًا دون أن ينجز شيئًا ذا بال.
وعلى أي حال إذا أردت النجاة من الفشل في تنظيم الوقت فلك أن تغير من منظورك وتعاطيك الذهني مع مسألة الوقت في حد ذاته، فعندما تتصور أن لديك ما يكفي من الوقت فسوف تحاول، ما وسعك الجهد، إنجاز كل ما عليك إنجازه.
اقرأ أيضًا: تنظيم وقت العمل بصفة شهرية.. استراتيجية مهمة لزيادة الإنتاجية
-
عدم القدرة على إدارة الإلهاءات
ولعل السبب الأبرز الذي يؤدي إلى الفشل في تنظيم الوقت هو عدم القدرة على إدارة الإلهاءات والمشتتات المختلفة التي نتعرض لها، أو التي تُفرض علينا فرضًا.
والمؤسف أن هذه المشتتات التي نعاني منها والتي تعرقل تدفقنا في العمل وتركيزنا عليه عديدة ومتنوعة، والتي من بينها: رسائل البريد الإلكتروني، أو محادثات المراسلة الفورية، أو الزملاء في أزمة، أو حتى الرد على المكالمات الهاتفية من العملاء.
ومن ثم فإن مجابهة الفشل في تنظيم الوقت تقتضي منك قرارًا حاسمًا بدرء المشتتات ومواجهتها، فإذا كنت ترغب بالتحكم في يومك والقيام بأفضل أعمالك فمن الضروري معرفة كيفية تقليل عوامل التشتيت وإدارة الانقطاعات بشكل فعال.
اقرأ أيضًا: استخدام الهاتف أثناء العمل.. مضيعة للوقت أم تحفيز للموظفين؟
-
التسويف والمماطلة
تلك مشكلة أخرى شائعة، وهي من بين الأسباب الجوهرية الكامنة وراء الفشل في تنظيم الوقت. فلتعلم بأن ما لم تنجزه الآن _في وقته المحدد بالذات_ فلن تنجزه فيما بعد، وإن أنجزته فلن تفعل ذلك بالجودة والكفاءة المطلوبتين.
وذلك لأنك ستعاني من تراكم المهام فوق رأسك، وسيكون كل تركيزك وقتها على إنهائها والخلاص منها، وليس القيام بها بالجودة المطلوبة.
أضف إلى ذلك أن التسويف _بخلاف كونه أحد أسباب الفشل في تنظيم الوقت_ يؤثر في كل شيء بحياتك تقريبًا، وهنا نلحظ أثر نظرية تأثير الدومينو واضحًا جليًا؛ فالمهمة التي تؤجلها الآن ستؤثر في كل المهام التالية، وهو ما يعني أن الفشل في تنظيم الوقت سيكون لك دأبًا وديدنًا.
اقرأ أيضًا:
- تنظيم الوقت على طريقة La casa de papel.. دراسة وتخطيط
- الاستمتاع بالوقت.. كيف تصيب عصفورين بحجر واحد؟
- كيف تنظم وقت يومك في 3 خطوات فقط؟
- التغلب على التسويف.. كيف تتخلص من المماطلة؟
- تعيين حد زمني للمهمات.. السبيل إلى ضبط إيقاع يومك