حققت خطط رئاسة الحرمين المتعلقة بإدارة الحشود والتفويج للجمعة الرابعة من شهر رمضان نجاحًا كبيرًا بفضل التكامل والتناغم بين منظومة الرئاسة والمنظومة الأمنية وشركاء النجاح؛ من خلال غرفة عمليات لمتابعة عملية إدارة الحشود والتفويج ومنظومة الخدمات التشغيلية وفق حوكمة وقياس الأثر وتقديم خدمات معيارية ذات جودة عالمية وجاهزية في أجواء إيمانية خاشعة صحية آمنة، وفقًا لمحاور الخطة التشغيلية المتضمنة تكثيف الخدمات البشرية والتقنية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ورفع الطاقة الاستيعابية الكاملة والمحافظة على سلامة وصحة وأمن قاصدي الحرمين.
ورغم الكثافة العددية الهائلة للمصلين التي تجاوزت المليونين فإن الخطط الاستباقية وحشد رئاسة الحرمين الشريفين كامل الطاقة التشغيلية لمصليات التوسعة السعودية الثالثة والساحات الخارجية وتوسعة الملك فهد؛ لاستيعاب الأعداد المليونية من المصلين والمعتمرين والقاصدين لصلاة الجمعة الرابعة من رمضان، وفتح مبنى التوسعة والساحات الشمالية، واستغلال ما تحويه من مساحات واسعة وكافية لاستيعاب أعداد المصلين؛ من قاعات متعددة ومنفصلة للصلاة، مزودة بجميع الخدمات الميدانية؛ ما أدى لتسهيل حركة قاصدي التوسعة الشمالية بلا اختناقات رغم وجود كتل بشرية هائلة.
وقد أعلن الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس؛ الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي، عن نجاح خطة الرئاسة التشغيلية لرابع جمعة من شهر رمضان المبارك، ووفق السيناريوهات والخطط المرسومة من جميع الوكالات التي استعدت بشكل كامل بالقوى البشرية لتمكين القاصدين من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة، ونجحت في تحقيق الأهداف المرسومة والتي تتعلق بانسيابية حركة المصلين وعدم وجود كتل بشرية تعيق الحركة على الأبواب الرئيسية وفي المطاف بالمسارات الخارجية لساحات الحرم؛ لضمان عدم حدوث أي اختناقات وتدفق الحشود من جميع الأبواب وتخفيف الازدحام في الطوابق السفلى من المسجد الحرام لخدمة الأعداد المليونية من القاصدين والمعتمرين والمصلين للجمعة الرابعة من رمضان، التي توقعت التقارير أن تصل أعدادهم إلى أكثر من مليوني مصلٍ.
تنفيذ محاور الخطة
قال الرئيس العام إن الرئاسة اعدت خططًا استباقية للتعامل مع ما تبقى من ليالي شهر رمضان المبارك، خصوصًا ليلة السابع والعشرين وليلة ختم القرآن؛ لاستقبال الحشود المليونية وتقييم أداء الخطط التشغيلية لحظة بلحظة، إلى جانب تنفيذ السيناريوهات البديلة التي وضعتها الرئاسة بالتنسيق مع المنظومة الأمنية في المسجد الحرام لتحقيق الأهداف وتوفير بيئة آمنة تعبدية وسليمة وتمكين ضيوف الرحمن من أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة، ورفع معايير الجودة والإبداع والإتقان للتعامل مع تنظيم أعداد القاصدين لأداء النسك والعبادات بالحرمين.
وتولت الرئاسة العامة تطهير وتعقيم جميع الحواجز الأمنية بالمسجد الحرام، مستخدمة المطهرات والمعقمات والمعطرات، لاستقبال المصلين خلال صلاة الجمعة وبات المسجد الحرام أكثر الأماكن تعقيمًا على مستوى العالم، وفق ما قاله الشيخ السديس؛ بفضل توظيف الأنظمة الحديثة وروبوتات الذكاء الاصطناعي لتعقيم وتطهير متكامل للأجواء والأسطح والأراضي والهواء وجميع أروقة الحرم.
ويشارك في عملية تنظيف وتعقيم المسجد 11 روبوتًا، وأكثر من 600 مضخة إلكترونية ويدوية لتعقيم الأسطح، و500 معقم إلكتروني للأيادي بخاصية الاستشعار، إضافة إلى 1250 أداة ومعدة لتعقيم الحرم المكي الشريف بأعلى المواصفات المطلوبة للتعقيم. وتتنشر أجهزة البخار الجاف الرذاذ على مساحات واسعة من مسطحات الحرم المكي الشريف، وتستمر في الأجواء لأكثر من ساعتين؛ للحد من انتشار العدوى بين حجاج ومعتمري بيت الله الحرام.
تدفق المصلين بانسيابية
بدأ تدفق المصلين باتجاه ساحات المسجد الحرام بانسيابية منذ فجر أمس الخميس لأداء صلاة الجمعةً في أجواء تعبدية روحانية رغم كثافة أعدادهم، في ظل منظومة من الخدمات المتكاملة التي وفرتها رئاسة الحرمين وانسيابية عالية في إدارة الحشود المليونية من المصلين، وامتلأت أروقة وأدوار المسجد الحرام وبدرومه وسطوحه وساحاته بالمصلين الذين توافدوا إليه منذ الصباح الباكر، وامتدت صفوف المصلين إلى الطرق والساحات والأحياء المحيطة بالمسجد الحرام.
تناغم مع شركاء النجاح
تناغمت مختلف الإدارات والجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن مع فتح ساحات المسجد الحرام بكامل الطاقة الاستيعابية، ما ساهم كثيرًا في التيسير على قاصدي الحرمين الشريفين لأداء شعائرهم بكل يسر وسهولة وتسخير كل إمكانات وكالات الرئاسة وإداراتها المختلفة واستعداداتها البشرية والتشغيلية.
وهيأت الرئاسة جميع أروقة المسجد الحرام وصحن المطاف والساحات وجاهزيتها وفق خطة تشغيلية محوكمة وآلية لتفويج المصلين والمعتمرين داخل المسجد الحرام وخارجه في الساحات، وتسهيل عملية دخول المعتمرين والمصلين من المداخل والممرات والمصليات، وتوجيه المعتمرين إلى المطاف، وتنظيم مسارات الطواف، ومصلى الركعتين خلف مقام إبراهيم -عليه السلام- إلى جانب تنظيم المصليات والمصلين، وتوجيه المعتمرين بعد الانتهاء من المطاف إلى المسعى.
متابعة لحظية للتفويج
تابعت الرئاسة على مدار الساعة حركة انسيابية المسجد الحرام، والإشراف على جميع المواقع بدءًا بالساحات والتوسعات وداخل صحن المطاف والممرات المؤدية إليه، والرصد والمتابعة لجميع الملاحظات والسلبيات التي قد تعيق حركة الحشود ومتابعتها وتحليلها وتصنيفها والبحث عن حلول لها، إضافة للتنسيق مع عمليات الرئاسة والجهات الأمنية للتعامل مع تلك الملاحظات.
وعززت كذلك طاقاتها البشرية والخدمية والتشغيلية والتقنية لتحقيق الانسيابية الكاملة؛ حيث أدى القاصدون الصلوات في أجواء إيمانية، ووفرت الخدمات الشاملة لاستقبال ضيوف الرحمن، كما رفعت الطاقة الاستيعابية لجميع ساحات وأروقة ومصليات المسجد الحرام وتنفيذ خطة التفويج وإدارة الحشود لاستقبال ضيوف الرحمن.
وأوضح جابر بن أحمد ودعاني؛ مدير إدارة تطهير وسجاد المسجد الحرام، أن جميع النفايات التي ترفع من المسجد الحرام يتم التعامل معها بطريقة مثالية؛ حيث تنقل عن طريق سيارات نقل المخلفات (الضواغط)، وتقدر سعة الواحدة بـ (9) أطنان، ويتم نقلها إلى المرمى الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة.
وفي ذلك الوقت وعلى مدار 24 ساعة كانت وكالة الشؤون الفنية والخدمية بالمسجد الحرام تواصل الليل بالنهار لأداء أعمال التطهير والتعقيم باستمرار؛ عبر 4 آلاف عامل وعاملة؛ إذ يتم تطهير وتعقيم المسجد الحرام وساحاته الداخلية والخارجية ومرافقه وأبرزها مواقع الوضوء 10 مرات يوميًا، باستخدام أجود أنواع المطهرات والمعطرات والمعقمات التي جُلبت خصيصًا للمسجد الحرام، ويتم يوميًا استخدام قرابة 60 ألف لتر يوميًا من المطهرات صديقة البيئة أثناء الغسيل، وكذلك نحو 1200 لتر من المعطرات، وتستخدم الوكالة حوالي 470 معدة وآلة غسيل حديثة وآلة لتطهير وتعطير المسجد الحرام.
وتم دعم تلك الجهود بأكثر من 550 معدة تعقيم ومضخة تعقيم لتعقيم الأرضيات والحواجز ومقابض الأيادي وقرابة (500) صبانة إلكترونية تعمل بالاستشعار في كل جنبات المسجد الحرام، مستخدمين فيها يوميًا أكثر من 20 ألف لتر من المعقمات صديقة البيئة والتي اختيرت بعناية لخدمة بيت الله.
وقدمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي منظومة خدمات متكاملة في استقبال الأعداد المليونية، كما جُهزت جميع المواقع للمعتمرين والمصلين والزائرين وفق منظومة عمل تكاملية بين كل الوكالات والإدارات المعنية بتقديم الخدمات الميدانية لقاصدي المسجد الحرام.
واشتملت خدمات المستفيدين على خدمات توعوية عبر المراكز التوعوية بأجهزتها التفاعلية وموظفيها الأكفاء في تقديم الخدمات التوعوية وتنفيذ برامجها المعتمدة لموسم شهر رمضان المبارك، مجهزة بخدمات توجيهية وتعليمية باللغات العالمية.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
- تنظيم النسخة الثانية من “ملتقى الحكومة الرقمية” 19 ديسمبر المقبل
- وزير البيئة يوقّع اتفاقيات إنشاء مشروع محطة “رابغ 4”
- غرفة جدة تستعرض آلية تحسين تجربة المستفيدين من خدمات الموانئ
- غرفة الشرقية تستعرض نموذج العمل للمنشآت الصغيرة والمتوسطة
- أمانة منطقة الحدود الشمالية تطرح 10 فرص استثمارية
اقرأ أيضًا المزيد على موقع الجوهرة: