في عالم الأعمال المعاصر؛ حيث تتنافس الشركات، يبرز الابتكار بوصفه المنارة التي تضيء دروب النجاح، ولعل إحدى البوابات التي يدلف منها القادة إلى رحاب الابتكار هي بوابة التكنولوجيا الحديثة.
وبفضل التطورات المتلاحقة التي يشهدها عالم التكنولوجيا يومًا بعد الآخر تنبثق العديد من الفرص الجديدة، وتُتاح إمكانيات هائلة لتبسيط العمليات وترقية تجربة العملاء، لتُكلل مسيرة العمل بزيادة الإيرادات ونمو الأعمال.
التكنولوجيا الحديثة وتحقيق النمو في الأعمال
تُشير أبحاث كلية هارفارد الأعمال إلى أن التكنولوجيا الحديثة ليست مجرد أداة لتسيير الأعمال اليومية في الشركات أو المؤسسات، بل هي بوصلة حقيقية تُرشد جميع الشركات نحو آفاق جديدة، وتلهمها لتطوير المزيد من المنتجات وتقديم حلول أفضل، وإتاحة خدمة مُتميزة للعملاء.
وبالإضافة إلى ذلك لا تقتصر رؤية الشركات أو المؤسسات الناجحة على أتمتة العمليات من خلال التقنيات التكنولوجية الحديثة لكنها تُوظفها أيضًا لفتح آفاق جديدة لإدارة جميع الأعمال، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار، وتشجيع العاملين والموظفين على مواصلة العمل بأريحية.
-
استغلال التقنيات الرقمية
يُعدّ الحضور الرقمي القوي بوابة عبور لا غنى عنها نحو النجاح، بل ربما البقاء على قيد الحياة؛ ففي ظلّ ازدياد اعتماد العملاء على المنصات الرقمية المعروفة تُصبح الشركات التي تفتقر إلى وجود رقمي فعال عرضة للخطر؛ ما يُفسر فشل نصف الشركات الصغيرة والمتوسطة خلال السنوات الخمس الأولى من عمرها.
ولكن لا يكفي مجرد الوجود الرقمي بل يتطلب الأمر أيضًا استراتيجية تسويقية محددة بوضوح تُحدد بالضبط ما الأهداف والتكتيكات وقياس الأداء؛ فكم من الشركات تُنشط حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي دون اتباع خطة مدروسة؛ ما يُؤدي في نهاية المطاف إلى إهدار الموارد وإضاعة الفرص الثمينة.
لذلك فإن مفتاح النجاح يكمن دائمًا في استغلال التقنيات الرقمية بذكاء، بدءًا من إنشاء موقع ويب فعّال سهل الاستخدام ومتجاوب مع الأجهزة المحمولة ومُحسّن لمحركات البحث؛ فهذا الموقع يُمثل واجهة الشركة على الإنترنت، وله تأثير كبير في جذب العملاء وتحويلهم إلى عملاء مخلصين.
-
برامج الإنتاجية
لا يخفى على رواد الأعمال أن دور التكنولوجيا لا يقتصر على التسويق فحسب بل تمتد فوائدها لتشمل مختلف جوانب الأعمال، بدءًا من تحسين الإنتاجية وخفض التكاليف وصولًا إلى تعزيز خدمة العملاء؛ فبرامج الإنتاجية، مثل: حزم برامج المكاتب والحسابات والاتصالات والبريد الإلكتروني، تُساعد الشركات في إنجاز المهام بكفاءة أكبر؛ ما يُؤدي إلى خفض التكاليف وتعظيم الإيرادات.
ويزداد تأثير هذه البرامج مع تطور تقنيات السحابة والجوال؛ ما يُتيح للشركات الصغيرة والمتوسطة الاستفادة من حلول مُيسورة التكلفة تسمح لها بتحسين كفاءة العمليات دون الحاجة إلى عبء الإدارة الداخلية.
ولكن لا يجب أن ننسى أن خدمة العملاء هي عنصر أساسي في نمو الأعمال؛ لذلك تُقدم التكنولوجيا حلولًا متقدمة مثل: برامج إدارة علاقات العملاء (CRM) وأتمتة الخدمات المهنية (PSA)؛ لدمج جميع بيانات العملاء في مكان واحد.
-
التقنيات الجوالة
لا شك أن التقنيات الجوالة تُحدث ثورة في عالم الأعمال، من خلال إتاحة العمل عن بعد والوصول إلى البيانات في أي وقت ومن أي مكان؛ فمن خلال الاستثمار في هذه التقنيات تُؤمّن الشركات بيئة عمل مرنة تُساهم في سعادة الموظفين وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
وعلى صعيد آخر تُعزّز التقنيات الجوالة التواصل والتعاون بين أعضاء الفريق؛ ما يُؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين الإنتاجية وزيادة الإبداع.
طرق الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة:
في عالم الأعمال المتسارع تبرز أهمية القادة الذين ينسجون خيوط التكنولوجيا بمهارة لإسعاد عملائهم؛ فكيف يُمكن لهؤلاء القادة تحويل التكنولوجيا إلى سيمفونية من الابتكار والإرضاء؟
-
فهم رغبات العملاء
يستطيع قادة الأعمال تحليل البيانات لفهم سلوكيات عملائهم واحتياجاتهم، كمنجم من الذهب يُقدم لهم رؤى ثاقبة لتحسين المنتجات والخدمات، وتطوير عروض جديدة تُلبي احتياجات العملاء بدقة، وزيادة كفاءة العمليات.
-
اختيار التكنولوجيا المناسبة
لا فائدة من تقنية لا تُلبي احتياجات العمل والعملاء؛ فالقائد الناجح يحدد التكنولوجيا التي تنسجم مع رغبات العملاء، وتقدم تجارب سلسة في أي مكان يتواجدون فيه، سواء من خلال دمج خدمات مُخصصة أو الاستفادة من البيانات لتخصيص العروض.
-
تحليلات البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي
يُمكن لقادة الأعمال استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات حول سلوك العملاء، واتجاهات السوق، والعمليات الداخلية، واكتشاف فرص تحسين هائلة، وكذلك استخدام هذه البيانات لتحديد فرص نمو جديدة، وأتمتة العمليات، وتخصيص تجربة العملاء.
-
التركيز على الحلول قبل التكنولوجيا
يُخطئ العديد من قادة الأعمال في البدء بالتكنولوجيا الحديثة دون التركيز على احتياجات العملاء؛ فالقائد المُحنك هو من يُحدد المشكلة أو احتياجات العملاء أولًا، ثم يبحث عن الحل، وبعدها يُحدد التكنولوجيا المُناسبة.
-
تخصيص التجارب
يستطيع قادة الأعمال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتعددة لتقديم تجارب مُخصصة ومُثيرة للعملاء؛ فبرامج الدردشة الآلية والمساعدون الافتراضيون وأدوات أخرى تُمكنهم من التفاعل مع العملاء بطريقة طبيعية وبديهية، وبناء علاقات أعمق معهم من خلال تقديم منتجات وخدمات جديدة ومثيرة.
من خلال فهم رغبات العملاء، واختيار التكنولوجيا المناسبة، والاستفادة من تحليلات البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي، والتركيز على الحلول قبل التكنولوجيا، وتخصيص التجارب؛ واستخدام أدوات تحليل الأعمال، ومواكبة التقنيات الجديدة يستطيع رواد الأعمال تحويل التكنولوجيا إلى سيمفونية من الابتكار والإرضاء، وقيادة شركاتهم نحو النجاح والازدهار.
اقرأ أيضًا المزيد على موقع عالم التكنولوجيا:
شبكات الأقمار الصناعية.. أنواعها واستخداماتها
مفاجأة صادمة.. جوالات آيفون بدون كاميرا
مواصفات وأسعار طُرز سيارة “فيرسا 2020” من نيسان
كيفية إزالة حساب من Google Smart Lock
Realme C55.. جوال صيني جديد يشبه تصميم ايفون 14
5 اختلافات بين المدن الذكية والتقليدية