التفكير باختلاف عملية ضرورية، ليس لأنه الوجه الآخر للابتكار فحسب، ولكنه لأنه أيضًا تعريف لكيفية أن تكون ذكيًا في حياتك المهنية، ناهيك عن كون العالم ليس بحاجة إلى المزيد من الأشخاص المتطابقين والمتشابهين.
إن تطور العالم والدفع به قُدمًا رهن بوجود أشخاص لديهم القدرة على التفكير باختلاف، والنظر إلى الأمور من زاوية فريدة غير مألوفة.
في هذا العالم سريع التغير نحتاج إلى موازنة كيفية التفكير باختلاف مع كيفية التفكير القائم على الخبرة، الحقيقة هي أنه لنفكر بشكل مختلف نحتاج إلى أن نكون جيدين في التفكير.
لكي تفكر بطريقة مختلفة يجب أن تكون مدركًا للمكان الذي يتم فيه استثمار طاقاتك الفكرية والعاطفية ومتى يجب عليك التغيير.
اقرأ أيضًا: كيف تعزّز المرأة العاملة ثقتها بنفسها؟
كيفية التفكير باختلاف؟
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الطرق التي تساعدك في كيفية التفكير باختلاف وذلك على النحو التالي..
-
معرفة عاداتك الذهنية
قبل خمسين عامًا كنا نميل إلى أن تكون لدينا وجهات نظر عالمية واضحة جدًا. قد يعني ذلك أن تكون اشتراكيًا وأن تؤمن بأن المستقبل يكمن في الملكية الجماعية، أو بالطبع رأسماليًا يؤمن بأن الأسواق الحرة هي أفضل طريقة لتخصيص الموارد والمكافآت.
معظم الناس لديهم وجهة نظر للعالم، قد لا يكونون مدركين لها تمامًا ولكنها موجودة. وقلة قليلة من الناس يشعرون بالارتياح في جعل نظرتهم للعالم معرضة للخطر.
ما نقصده هنا أن التفكير باختلاف يعني ألا تنساق وراء عاداتك الذهنية وطرائقك المعهود في التفكير؛ فمن شأن هذا أن يوصلك إلى النقطة نفسها في كل مرة.
أنت بحاجة إذًا إلى وضع نفسك في مواقف تكشف العناصر الفريدة في تفكيرك؛ حتى تتمكن من تنمية وجهات نظر متعددة، ووقتها ستعرف كيفية التفكير باختلاف.
اقرأ أيضًا: ماذا تحتاج لتُحقّق هدفك؟
-
التشكيك في أفكارك الشخصية
إذا كنت تثق بأفكارك كثيرًا فلن تستطيع التفكير باختلاف؛ فعقلك يكذب عليك في بعض الأحيان؛ لذلك عندما يخبرك أنه لا يمكنك الحصول على شيء تريده، كأن تحصل على ترقية، أو خسارة بعض الوزن، فإن عليك النظر إلى الأمر على أنه تحدٍ. هذا تمرين حاسم على طريق التفكير باختلاف.
أجبر نفسك أيضًا على اتخاذ خطوة أخرى بعد أن تعتقد أنك مرهق جدًا بحيث لا يمكنك الاستمرار، أو تحدى نفسك للاستمرار في التقدم للحصول على ما تريد، بالرغم من إصرار عقلك على أنك لن تحصل على وظيفة جديدة.
ففي كل مرة تثبت فيها بنجاح أن توقعاتك السلبية خاطئة ستقوم بتدريب عقلك على رؤية نفسك في ضوء مختلف (التفكير باختلاف) وبمرور الوقت سيبدأ عقلك في رؤية حدودك، وكذلك قدراتك، بشكل أكثر دقة.
اقرأ أيضًا: أفضل طرق تطوير الذات.. 6 ممارسات فعّالة
-
بناء العضلات العقلية
مثل أي مهارة جديدة فإن تدريب عقلك على التفكير باختلاف يستغرق وقتًا، ولكن كلما مارست التفكير الواقعي زادت العضلات العقلية التي ستبنيها.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يخضع عقلك لتغييرات جسدية سوف تساعدك بشكل دائم في التفكير باختلاف.
يعني هذا أنك لن تصل إلى التمكن من التفكير باختلاف بين عشية أو ضحاها، وإنما يستغرق الأمر بعض الوقت؛ خاصة أنك تتحدى عاداتك الذهنية، وطرائقك المألوفة في التفكير، ولكن الاستمرار والمثابرة يمكناك مما تريد.
-
تحدي الأفكار السلبية
الأفكار السلبية ليست مفيدة؛ لأن مثل هذه التنبؤات تميل للتحول إلى نبوءات تحقق ذاتها، كما أن الأفكار السلبية المبالغ فيها تمنعك من اتخاذ إجراءات إيجابية.
لكن يمكنك الرد على الأفكار غير المفيدة ببيانات أكثر واقعية، عندما تفكر: “لن يقوم أحد بتوظيفي على الإطلاق” ذكر نفسك: “إذا واصلت العمل الجاد للبحث عن وظائف فسوف أزيد من فرصي في الحصول على وظيفة”.
أو عندما تفكر “ستكون هذه كارثة” ابحث عن دليل على أن جهودك قد تكون ناجحة. بعد ذلك أنشئ عبارة أكثر توازنًا، مثل “هناك فرصة لأن هذا لن ينجح، ولكن هناك أيضًا فرصة لأنجح”.
والفكرة هنا أن التفكير باختلاف يعني البعد عن مثل هذه الأحكام القطعية، والتصورات السوداوية عن كل شيء، وتحاول لا أن ترى النصف الممتلئ من الكأس فحسب، وإنما تنظر إلى زاوية نظر أخرى غير التي أسرفت في استخدامها، ذاك هو بالضبط التفكير باختلاف.
اقرأ أيضًا:
تطوير الذات في 3 خطوات.. أساس قوي للتغيير الإيجابي
عيوب العصف الذهني.. ضغط الأقوى وعقلية القطيع
كيفية الحفاظ على تركيزك أثناء الاجتماعات.. نتائج مثمرة
20 مقولة عن تطوير الذات.. كيف تُعاش الحياة؟