التحديات التي تواجه رائد الأعمال تبدأ مع بداية المشروع وتظل مستمرة حتى بعد التقدم لمستويات كُبرى من النجاح، فأكبر مستثمري العالم تواجههم تحديات يومية وصعوبات تختلف من فترة لأخرى، لكن النجاح الحقيقي في إدراكها والتغلب عليها في كل مرحلة حتى تصل للمرحلة المُقبلة بمواجهة تحديات جديدة، وهكذا، فكل خطوة تزيدك قوة، وترفع من خبرة تعاملك مع صعاب الأعمال الريادية.
التحديات التي تواجه رائد الأعمال
1- إدارة التدفق النقدي
وفقاً لدراسة أجراها بنك الولايات المتحدة، في فبراير الماضي ونشرها موقع مجموعة “The Hartford”، أظهرت أنَ 82% من الشركات الناشئة تغلق أو تفشل بفعل مشاكل التدفق النقدي.
لذا، فإنَ إدارة التدفق النقدي بشكل سلس يُمثل صراعاً مستمراً، وعادة قد يجد أصحاب الأعمال الصغيرة صعوبة في تخصيص الأموال لتغطية التكاليف المتكررة والحفاظ على استمرار العمل، ومن وتظهر في تأخر الشيكات، الفواتير وتأخر سداد بعض العملاء، دفع فواتير، وإيجار ورسوم و مستحقات الموظفين.
لذلك يجب عليك الانتباه لضرورة الفصل بين حسابات المشروع التجاري وبين أموال الأمور الشخصية وكذلك انتبه للعمل على سياسة طلب الدفعة الأولى أو تحديد نسبة مئوية من الفاتورة موجبة للدفع من قِبل العميل كدفعة مقدمة.
عليك متابعة نفقاتك، فقد يكون تتبع ايصالاتك والنفقات المتكررة أمراً صعباً للغاية، إلا أنَ احتفاظك بسجلات النفقات أمرٌ ذو أهمية بالغة، خاصةً للشركات الصغيرة، وذلك حتى تتمكن من دخول السوق بمؤشرات إيجابية.

2- عدم وضع المصاريف غير المتوقعة في الحسبان والتأهب للكوارث
فمن الطبيعي أن يحدث أمراً ما مخالف للتوقعات من حين لآخر، وقد تصل أحياناً لكوارث طبيعية مدمرة للأرواح والشركات، ومنها قد تأتي المصاريف غير المتوقعة لتؤثر على الشركة تأثيرات كُبرى بل تهدد وجودها أحياناً. لذا ينبغي عليك سداد الضرائب الحكومية والمستحقات التي لم تستطع سدادها من قِبل في ذلك الوقت العصيب.
ولمواجهة هذه المواقف عليك تحسين ائتمانك الحالي، راقب ربحيتك على المدى الطويل للتأكد من أن تغييرات التكاليف لن تُهدد سيولتك الإجمالية، وخصص أموالاً لحالات الطوارئ.
3- الأمور الضريبية
هناك منحنىً تعليمياً ضخماً يتعلق بفهم اللوائح الضريبية، قبل البداية فا بالنسبة لأي رائد أعمال جديد أنشأ مشروعه الخاص، هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الضرائب، منها التغييرات السياسية والاقتصادية، مع تقلبات الأسواق العالمية، وظهور التقنيات الحديثة.
لذلك عليك تعيين مستشار يتعامل مع المتطلبات الضريبية المعقدة، وإلا ستتكبد الكثير من الخسائر والغرامات أو العقوبات في حال عدم إدراكك لأساسياتها أو عدم الامتثال.
4- إدارة الفواتير والرواتب
قد تكون قادرًا في البداية على أداء دور متخصص الموارد البشرية، ولكن مع زيادة أفراد فريق العمل، قد لا يكون بإمكانك الاستمرار في هذا الدور لفترة طويلة. فيما بعد، من المهم أيضًا أن تبدأ في حساب الحوافز، العمولات والمكافآت كـ “بونص” وغيرها، لتفادي الهدر المالي في باديء الأمر. بالإضافة إلى ذلك، ستحتاج إلى تعيين متخصص في الموارد البشرية يمكنه التعامل مع البرنامج الإلكتروني للموارد البشرية، إذا كان متاحًا، وتتبع حضور وغياب الموظفين، وعدد ساعات عملهم، وحساب أجورهم. فقد تكون أخطاء في كشوفات المرتبات مربكة ومكلفة لعملك، ويمكن للمتخصص مساعدتك في تجنب ذلك.
5- الأخطاء في الحسابات
من السهل أن يقع بعض رواد الأعمال الجدد في أخطاء من شأنها أن تؤدي إلى تقدير حسابات غير دقيقة وتقديم بيانات مضللة، وعمليات ضريبية غير صحيحة.
و لهذا السبب، يجب على رواد الأعمال أن يحرصوا على التحقق من جميع المعاملات التجارية بانتظام، سواء بشكل شهري، أسبوعي أو يومي، بالإضافة إلى تشغيل الدفاتر المحاسبية بانتظام ومراجعتها في نهاية كل يوم.
علاوة على ذلك، فإن فكرة اعتماد برنامج محاسبي إلكتروني تعتبر أمراً ممتازاً؛ حيث يساعد في تبسيط عمليات العمل، وتحديد محركات النمو، وتقليل الوقت المستغرق لتسجيل وتسوية المعاملات، وكذلك يقلل من الأخطاء، بالإضافة إلى مزايا أخرى تساعد على تتبع المبيعات، وإدارة المخزون والبيانات المالية، وتخطيط الميزانية وأخدم أخرى تُسهل تنفيذ رواد الأعمال رؤيتهم على أرض الواقع.

ما هي التحديات التي يواجهها رواد الأعمال وحلولها؟
- اختيار الفكرة الغير مناسبة لمشروعك : كثيراً من الأفراد يقعون في أزمة اختيار فكرة مشروع غير واضحة بشكلاً كافي، أو غير مناسبة في محلها.
الحل: لتضمن استمرارية عملك قبل إنشاء أي مشروع أو عمل يعتمد بشكل كبير على احتياجات السوق وتلبية الثغرات في حياتنا اليومية، عليك أولاً تحديد الحاجة الملموسة وضمان استمرارية عملك.
كما يجب عليك الاستمرار في تطوير مهاراتك لتعزيز عملك والبحث في المصادر المتاحة من حولك لفهم نقاط القوة في عملك وفي السوق. يجب أيضًا أن لا تنسى دور الشغف والمهارات الشخصية في تحديد نجاح مشروعك في المستقبل. يمكنك الاطلاع على هذا المقال لتحديد فكرة مشروعك المناسب من تحليل المنافسين في المجال إلى بناء استراتيجية مشروعك.
- الأمان المادي : عندما يحين الوقت للانتقال من العمل بدوام كامل إلى الاعتماد الكامل على النفس، يمكن أن يشكل هذا تحدٍ كبيرًا. فجميع جوانب الحياة تعتمد على دخلك الشهري، بدءًا من تكلفة المعيشة وصولاً إلى الإيجار والمصاريف الأخرى. من الصعب تحمل هذا التغيير المفاجئ بعد أن اعتدت على الحصول على دخل ثابت لفترة طويلة.
الحل: للتخفيف من هذه التحديات، يُنصح بضرورة توفر مدخرات كافية قبل الانتقال. يجب أن يكون المبلغ واقعيًا وكافيًا لتغطية احتياجاتك للستة أشهر القادمة. بتحقيق هذا الهدف، ستكون مستعدًا ماديًا بشكل أكبر لبدء التغيير في مسار حياتك المهني.
- الثقة بنفسك: يعتبر أمراً شائعاً أن يشك الذخص في قدراته وهو أمراً طبيعياً طالماً لم تحاول بنفسك أكثر من مرة حتى تكتسب هذه الثقة.
فيتسم تشكيك الفرد في قدراته الذاتية بأنه أمر شائع، ولكن يجب أن يحافظ الفرد على تذكير نفسه دائماً بإمكانياته وقدراته باستمرار.
إن كل هذه الجهود تُسهم بنجاح مشروع الفرد. ربما سمعت عن متلازمة الشك الذاتي، وإن لم تكن ملمًا بها من قبل يمكنك الاطلاع عليها هنا (سيتم إضافة رابط المقالة بعد نشره). و تتمثل متلازمة الشك الذاتي في مشاعر الشك تجاه الذات والثقة في القدرات، وهو أمر شائع بين الكثير من الأفراد.
الحل: تذكر دائمًا أن لا تسمح للأفكار السلبية بالسيطرة عليك، وكذلك لا تستهن بالدعم المقدم لأصحاب الأعمال الناشئة من خلال برامج دعم متخصصة مثل مدرسة مسك لريادة الأعمال، التي تعمل على تطوير مهارات المبتدئين في هذا المجال حتى يتمكنوا من بدء مشاريعهم. إن بدء عمل تجاري ليس أمرًا يحدث بين عشية وضحاها، لذا عليك البدء بمشروعك بعدة خطوات.
وستتمكن بمرور الوقت على بناء ثقتك بنفسك وبقدراتك، وبالتالي بناء مشروعك وتطويره بشكل أكبر.

ما هي التحديات التي تواجه ريادة الأعمال في المملكة؟
- من التحديات التي تواجه رائد الأعمال هو اختيار فريق عمل متكافئ، نظراً لعدم قدرته على تولي مهام الشركة أو المشروع كاملة، لذلك قد يلجأ بعض رواد الأعمال إلى الاعتماد على بعض المساعدات والمصادر الخارجية لإدارة العمل بتفويضهم للقيام بالمهام.
- ويُعد التمويل من أكبر التحديات التي تواجه رواد الأعمال لمد ودعم مشروعاتهم برأس المال الكافي، خاصة رواد الأعمال الناشئين الذين يبدأون مشروعهم لأول مرة لأنها تتطلب العديد من السنوات لتحقيق الأرباح، أو ابتكار أفكار تسويقية جيدة ترفع سريعاً من شأن المشروع.
- تحديد ما يجب بيعه: تعتبر واحدة من أصعب التحديات أن يعرف ريادي الأعمال ما سيتم بيعه أو تقديمه من خدمات وتعريفه بطريقة مفهومة للجماهير، نظراً إلى أن الفهم الخاطئ للخدمة التي ستقوم بتقديمها أو بيعها قد يؤدي في النهاية إلى فشل المشروع
- وهنا يُنصح بأن يكون رائد الأعمال على دراية تامة بالعملاء أو الجمهور المستهدف لخدمته الذين سيقومون بشراء الخدمة وكيف يبدو سوق المنافسة، وكيف يمكنهم منح أنفسهم ميزة تنافسية.
- أن يقوم بعض رواد الأعمال بجميع المهام بأنفسهم وهو ما يؤثر على طاقة الشخص.والحل هو إنشاء نظام أو قسم عملياتي يركز على تفويض المهام حيث يقوم كل شخص بمهمة محددة ودور صاحب العمل يكون إشرافي فقط.
- غياب أفضل طرق التسويق للمشروع كي تناسب استخدام الهاتف الذكي أو الانترنت أو النشرات الإعلانية أو مشهوري التواصل الإجتماعي وغيرها. وتستطيع النجاح فيها من خلال تفويض التسويق لمتخصص ووضع خطة مُحكمة.
- تنظيم الوقت هو المشكلة الأهم التي تواجه رواد الأعمال خاصة عندما يتحمل رائد الأعمال أعباء أكبر من طاقته بمحاولته أداء جميع المهام وبوقت محدد. وهو ما يأكل وقته كاملاً وعليه تحديد كل أمر بوقت محدد. واستثناء أي مهام لا تؤدي غرض تحقيق الأهداف الأساسية.
حلول التغلب على صعوبات العمل
- تعزيز مستوى المعرفة وتطوير الخبرات الإدارية والفنية للرواد في مجال ريادة الأعمال، واكتساب أحدث الاستراتيجيات في تطوير المنتجات والخدمات الريادية، خاصة تلك التي تنشأ من خلال التجربة والأبحاث المختصة.
- تشجيع الحكومات والجهات المسؤولة على تقديم الحوافز والتسهيلات لرواد الأعمال والمستثمرين العرب، ودعم الشباب والخريجين بما يساعدهم على تخطي الصعوبات.
- تنظيم بيئات ريادة الأعمال وتمكين الرواد من الوصول إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية، وتوسيع آفاقهم لتبادل التجارب والاستشارات، بالإضافة إلى دعم نقل التكنولوجيا والبحث العلمي الضروري لذلك.
- تحقيق التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص لدعم رواد الأعمال في فهم متطلبات الأسواق عن كثب وتقديم حلول إبداعية، مما يمكّنهم لاحقاً من تأسيس شركات ريادية ناشئة مقبولة لدى المستثمرين وقادرة على التوسع والنمو.