تلهم القيادة الأصيلة في مجال الاستدامة البيئية الفِرَق وتشجعها على الالتزام بالمبادرات البيئية. ويتلخص مفهوم القيادة الريادية في تقديم القدوة الحسنة للقائد الذي يعد أسوة ومثالًا. وبالطبع ينطبق ذلك على كل الأعمال وجميع الصناعات.
ومن المهم إدراك أن القادة غالبًا ما يتم تسليط الضوء عليهم ووضعهم تحت المجهر مقارنة بالآخرين؛ لذا قد ينظر الأشخاص في بعض الأحيان إلى أنماط القيادة عند التعامل مع القضايا الاجتماعية، مثل: الاستدامة البيئية، بأنها غير أصيلة.
وعلى الرغم من أن إعطاء الأولوية للاستدامة في مكان العمل يعد وسيلة رائعة لتعزيز بيئة العمل.فإنه يجب ممارستها بشكل أصيل؛ من خلال إشراك فريقك في جهود الاستدامة عبر قيادتك الأصيلة في دفع التغيير المستدام.
وفي حين أنه يمكن لأي شخص ادعاء أنه ملتزم بالتغيير البيئي الإيجابي. ولكن الأمر يتطلب جهدًا مدروسًا ومنسقًا لتحقيق هذه المهمة. لذا أوضح لك بالتفصيل عبر السطور القادمة خمس استراتيجيات تساعدك في إلهام وتحفيز فريقك للانخراط في أهداف الاستدامة داخل مؤسستك، ابقَ معي.
1- شجع فريقك على المشاركة في تحديد الأهداف
يرغب موظفوك في استماعك إليهم، ويريدون مشاركة رؤاهم الفريدة حول شركتك. والأهم من ذلك هم يريدون معرفة أنك تقدر كل هذه الآراء بما يكفي لإحداث تغيير إيجابي. وعند تحديد الأهداف تأكد من منح كل عضو في فريق العمل الفرصة لمشاركة أفكاره وسماعه.
وعندما يشارك الموظفون بنشاط في تحديد الأهداف فمن المرجح أن يستثمروا في المهام المسندة إليهم. ويدافعون عن أهداف شركتك، وتيقن من أنهم لعبوا دورًا نشطًا في إلهامك للتغيير.
2- تواصل مع موظفيك بشأن رؤيتك
بعد أن أتيحت الفرصة للموظفين للمشاركة في تحديد الأهداف. تابع معهم؛ لأنهم يريدون التأكد أنك سمعت ما يريدون قوله وأن رؤاهم تستخدم بشكل جيد. ودون التواصل المناسب فإنك تخاطر بفقدان الزخم. لذا لمواصلة المحادثة بشكل أكبر تواصل مع فريقك بشأن كل مرحلة من مراحل خطة الاستدامة.
ومن المهم الاستفادة من رؤى فريقك لضبط الأهداف، وكيفية توصيلها لباقي شركتك. وإبقاء الجميع على اطلاع، وقدم جداول زمنية ونقاطًا مخصصة للنقاش في رسائل البريد الإلكتروني، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
3- ثقف فريقك حول أهداف الاستدامة البيئية
بعد فهمك لأهداف الاستدامة البيئية في شركتك وكيفية تنفيذها شجع أعضاء فريقك على التعلم أكثر. وأنشئ مادة إعلامية واضحة ومبسطة يستخدمها الموظفون في عملياتهم اليومية. مثل: إنشاء رسم بياني صغير يسرد أهداف الاستدامة الخاصة بك، أو استضافة غداء شهري للتعلم. أو تحديث خلفية سطح المكتب في شركتك لتصوير مهمة الاستدامة الخاصة بك.
بالطبع تحافظ هذه اللمسات الصغيرة على أهدافك واضحة وتعزز ثقافة قوية حول أهمية الاستدامة بشركتك.
4- قدّم المكافآت للمشاركة
تُعد برامج الحوافز والمكافآت إحدى أفضل الطرق لزيادة المشاركة في أي مبادرة؛ لذا فكر في إنشاء برنامج يكافئ الموظفين الذين أنهوا إجراءات مستدامة محددة. ويمكن أن يشمل ذلك: المكافآت التشجيعية أو الحوافز الأخرى لإظهار كيفية تطبيقهم لمبادئ الاستدامة البيئية داخل العمل وخارجه.
هذا لن يساعد في إلهام المشاركين فحسب. بل أيضًا يضمن مساءلة الموظفين عن مساهماتهم في تحقيق الأهداف العامة لفريقك.
5- كن قدوة للآخرين
أكرر مجددًا: إذا كنت ترغب أن يتولى فريقك دورًا نشطًا في التزام شركتك بالاستدامة. فيجب أن تستثمر حقًا في ذلك. فحدد أولويات وقتك بحيث تدعم كلماتك بأفعال إيجابية، وشارك بنشاط في المناقشات. واستضافة مبادرات شركتك، وتبني ممارسات الاستدامة والالتزام بها.
إن كونك قائدًا أصيلًا وشفافًا تجعل أهداف الاستدامة امتدادًا لشخصيتك يقطع شوطًا طويلاً في إلهام فريقك.
دورك كقائد في دفع التغيير المستدام
إن الالتزام بالتغيير المستدام في شركتك يلقي بتداعياته الإيجابية على شخصيتك أمام الجميع. وبالإضافة إلى حماية البيئة فإنك توفر أيضًا فرصًا لإظهار أنك قائد فكري، وتكرس نفسك لجعل العالم مكانًا أفضل. ومن المؤكد أن فعل ذلك يثبت أنك شريك موثوق به، ومستثمر في مصالح الفريق المشتركة.
ويمكن أن يؤدي هذا إلى توليد مشاعر إيجابية حولك وحول عملك. ما يؤدي إلى ترقية علامتك التجارية لتصبح عالية الجودة، وزيادة الإيرادات وتحسين العلاقات مع شركاء العمل والمستهلكين.
النقطة الأساسية
يتمتع قادة الأعمال بموقع فريد لقيادة المهام في شركاتهم، فهم من يحددون النبرة لفرقهم ويمكنهم استخدام منصاتهم ونفوذهم للتحدث عن القضايا الملحة. وعندما يبذلون قصارى جهودهم من أجل الاستدامة البيئة. فإن ذلك يلهم الفرق للتجمع خلف تلك الجهود.
ولا شك أن أعضاء الفريق هم امتداد لمهام عملك ورؤيته وقيمه. لذلك أثبت أنك قائد يهتم بشدة بالتغيير المستدام ليرى أعضاء فريقك أصالتك من خلال أفعالك. ويشعرون بمزيد من الاستثمار في تنفيذ المهام على كل مستوى من مستويات الشركة، وابدأ في تمهيد الطريق نحو التغيير الإيجابي.
بقلم / مايكل فالكويست
المقال الأصلي: هنا