يمكن الدفع بأن الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة ذو نفع متعدٍ؛ أي أن النفع يطال كلًا من المستثمر والبيئة والمستهلك على حد سواء. وتلك واحدة من أبرز خصائص هذا النوع من الاستثمارات.
فالأصل في الأشياء أن الشركات لا تعمل فقط من أجل الربح، ولكن أيضًا للمساهمة في تحقيق مكاسب للناس والكوكب. فهذا التحول مدفوع أيضًا بإدراك قادة الأعمال والمؤسسات أن الاستهلاك غير المحدود لموارد الأرض المحدودة يمكن أن يضر العمليات التجارية أكثر مما ينفع.
اقرأ أيضًا: حوكمة المعلومات.. تعريفها وأهميتها
مميزات الاستثمار في المشاريع الصديقة للبيئة
ويرصد «رواد الأعمال» طائفة من مميزات الاستثمار في المشاريع الصديقة للبيئة، وذلك على النحو التالي..
-
تقليل التكاليف
يمكن أن يؤدي الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة وإعادة التدوير إلى خفض التكاليف؛ فعلى سبيل المثال: يمكن أن تؤدي بعض التغييرات البسيطة في كيفية تعاملك مع الورق إلى إشراك موظفيك في عمليات صديقة للبيئة مع توفير المال.
ويجب أن يوفر لك عملك الصديق للبيئة المال الذي تنفقه على الكهرباء والورق والموارد الأخرى، وبالتالي سيكون لديك فائض من الأموال التي يمكنك إعادة استثمارها في عملك هذا، أو تؤسس به مشاريع أخرى.
اقرأ أيضًا: مميزات إعادة التدوير.. سبل الحفاظ على البيئة
-
تقليل استهلاك الطاقة
ومن ضمن مميزات الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة كونه يعمل على التقليل في استهلاك الطاقة، وهو ما يؤدي بالتالي إلى خفض التكاليف؛ حيث يمكن أن يكون استهلاك الكهرباء جزءًا كبيرًا من النفقات التشغيلية للشركة.
أما تبعات الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة، مثل تركيب المصابيح الموفرة للطاقة والتحول إلى الطاقة المتجددة، يمكن أن تسهم في خفض التكاليف واستهلاك الطاقة معًا.
وإن كان صحيحًا أن عمليات الحصول على المعدات والأدوات الموفرة للطاقة أكثر تكلفة لكنها تؤدي إلى توفير في الطاقة والنفقات على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: إدارة التطوع.. ماهيتها وأهميتها
-
إمكانية جذب عملاء جدد
ويمكن أن يسهم الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة في تميز عملك عن منافسيك، وجذب عملاء جدد يرغبون في شراء منتجات وخدمات من شركة صديقة للبيئة.
وهو الأمر الذي يعني أن الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة يمنحك ميزة كبرى _إمكانية الحصول على عملاء جدد بشكل دائم_ دون أن تبذل كبير جهد، يكفي فقط أن يكون مشروعك مسؤولًا من الناحية البيئية.
-
تعزيز الاستدامة
يعمل الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة على تقليل التأثير السلبي في البيئة، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز استدامة مشروعك.
فإذا كنت، على سبيل المثال، أقل اعتمادًا على الموارد الطبيعية من منافسيك، ولديك طرق للتعامل مع التكاليف المتزايدة بسبب تغير المناخ، فسوف تتوفر لعملك فرصة أكبر للنجاح على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: أضرار عدم التزام الشركات بالأنظمة البيئية.. أساليب تُعطل نشاطك
-
رفع الروح المعنوية للموظفين
إذا كنت تريد النجاح بمجال الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة فلزامًا عليك القيام بعقد مناقشات منتظمة مع الموظفين؛ حتى يتمكنوا من اقتراح أفكار؛ لمساعدة عملك في إفادة البيئة والعناية بها.
وهو الأمر الذي سيعزز الروح المعنوية ويولد النوايا الحسنة؛ إذ يمكن لكل شخص في المشروع أن يساهم في أهدافك البيئية، وبالتالي سوف يشعر الموظفون بأنهم يقومون بعمل أسمى من مجرد كونه وظيفة بأجر.
-
تعظيم التأثير الاجتماعي
وينبغي عليك أيضًا، بما أنك قررت خوض مجال الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة، أن تجعل سياستك البيئية واضحة للموظفين الجدد أثناء تهيئتهم وتدريبهم؛ حتى يعرفوا ما يمكنهم فعله للمساعدة.
شجع الموردين كذلك على مساعدتك، على سبيل المثال: قد يتضمن تسجيل الخروج من بريدك الإلكتروني طلبًا بعدم طباعة رسائل البريد الإلكتروني ما لم يكن ذلك ضروريًا.
اقرأ أيضًا: المسؤولية البيئية في 2022.. تأملات استشرافية
-
تعزيز الابتكار
قد يعني الانتقال إلى وسائل أكثر استدامة في ممارسة الأعمال أن المنتجات أو العمليات أو الأنظمة ستحتاج إلى إعادة تصميم من أجل دمج أساليب جديدة.
ومن خلال القيام بذلك يمكن للشركات تشجيع الابتكار والإبداع بين موظفيها ومورديها، وهو ما قد يدفعنا إلى القول بوجود نوع من التماهي بين الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة والابتكار.
-
جذب الموظفين
يفضل الجيل الشاب من العمال الذين يدخلون مجال الأعمال أن يكونوا جزءًا من شركة لديها إحساس بالهدف والاستدامة.
ففي بحث أجرته The Case Foundation وAchieve 2014 يفضل جيل الألفية الانضمام إلى الشركات التي تشارك في القضايا ورؤية مساهمتها في المجتمع. ووفقًا للمسح الذي أجرته شركة Deloitte فإن Generation Zs، الذي يدخل الآن سوق العمل، لم يعد يهتم بآراء شركة تعتمد فقط على جودة منتجاتها/ خدماتها ولكن الآن أيضًا على أخلاقياتها وممارساتها وتأثيرها الاجتماعي، الذي يشمل التنوع والشمول والاستدامة.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية للمنظمات غير الهادفة للربح
-
زيادة إنتاجية الموظفين
لا تشمل مزايا الاستثمار في المشاريع صديقة البيئة العملاء والمستثمرين فقط، وإنما يمكن أن يكون تطبيق الممارسات المستدامة في مكان العمل مفيدًا أيضًا للموظفين.
فقد يُترجم توفير خيارات صحية للموظفين إلى انخفاض في أيام المرض، وزيادة في إنتاجيتهم، كما يمكن أن يساهم التصميم المستدام لمكان العمل، مثل توفير مساحة خضراء، واستخدام الضوء الطبيعي، وخيارات الطعام الصحي في الكافيتريا بشكل إيجابي، في الصحة العاطفية والعقلية للموظف.
اقرأ أيضًا:
مميزات المشاريع البيئية.. إيجابيات تتعدى الربح
برنامج “ديوان الابتكار” وتأمين الحلول للتحديات الاجتماعية
المبادرات البيئية في السعودية 2021.. نموذج مختلف
جهود المملكة في المسؤولية الاجتماعية 2021
تفعيل دور المسؤولية الاجتماعية.. خطوات عملية