يُعد الابتكار إحدى الأدوات المهمة التي يُمكن الاعتماد عليها للقدرة على التنافسية في ظل الانفتاح السوقي وما يشهده من منافسة عالمية شديدة، وهو ما أدى إلى توجيه أنظار رواد الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات التجارية، نحو اتباع الاستراتيجيات الحديثة والتخلي عن الطرق التقليدية لمواجهة خطر الزوال، وهو ما يُسهم في جذب العملاء من خلال الجودة والسعر.
من نافلة القول، إنه لا يُمكن لأي شركة أو مؤسسة تجارية، مهما امتلكت من إمكانيات وقدرات، المحافظة على موقعها التنافسي في السوق العالمي إذا اعتمدت على الأساليب والاستراتيجيات التقليدية، في ظل التقدم التكنولوجي الهائل وما أحدثته من ثورة اقتصادية عظيمة؛ لذلك ينبغي على رواد الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات التجارية أن يعتمدوا الاستراتيجيات الابتكارية التي تُعتبر من أهم الأدوات التي تُسهم في تعزيز القدرة التنافسية.
إذن، فاعتماد الشركات أو المؤسسات التجارية، على أحدث النظم والاستراتيجيات الابتكارية في تقديم المنتجات أو الخدمات ذات جودة وكفاءة عالية بالقدر الكاف الذي يحتاجه السوق وبتكاليف منخفضة، وتسليمها في الآجال المحددة، وإدخال التنويعات اللا نهائية في مواصفات المنتجات، بلا أدنى شك ستكون قادرة على مواكبة التغيرات التي يشهدها السوق العالمي يومًا تلو الآخر.
وكما نلاحظ، فالدور الذي قد يلعبه الابتكار في تحديد مستقبل الشركات، ثمة سؤال يطرح نفسه: ما دور الابتكار في دعم وتنمية الميزة التنافسية للشركات؟ في السطور التالية سنجيب عن هذا السؤال، مع توضيح أهمية التنافسية للشركات في تعزيز تواجدها بالسوق العالمي.
الميزة التنافسية للشركات
قبل الحديث عن أي شيء يُمكننا تعريف الميزة التنافسية، فهي باستفاضة التفوق الذي تحققه الشركة على منافسيها معتمدة على طرق حديثة أكثر فعالية من الطرق التقليدية التي يعتمد عليها المنافسون؛ حيث تتمثل التنافسية هنا في التميز الذي تملكه الشركة عن منافسيها، وهو الأمر الذي سيُمكنها حتمًا من تحقيق النمو والحصول على حصة سوقية أعلى وضمان البقاء والاستمرارية.
في حقيقة الأمر، إن الميزة التي تمتلكها الشركة عن منافسيها يُمكن أن تحتوي على ثلاثة أنواع، فهناك الميزة النسبية والميزة المطلقة والميزة التنافسية.
- الميزة النسبية: يُمكن أن تتحقق هذه الميزة من خلال قدرة الشركة على إنتاج مجموعة من الخدمات بكفاءة أعلى نسبيًا وبتكلفة أفل نسبيًا من تلك الخدمات التي تقدمها أي شركة أخرى.
- الميزة المطلقة: وتتلخص هذه الميزة في قدرة الشركة على إنتاج منتج معين باستخدام موارد وبتكلفة أقل بكثير من الشركات الأخرى.
- الميزة التنافسية: تحتوي على القدرة الابتكارية التي تمتلكها الشركات أو المؤسسات التجارية والتطور للوصول إلى أعلى المستويات.
البقاء والريادة للشركات
بلا أدنى شك، أن ميزة الشركات التنافسية لا تتحقق إلا من خلال قدراتها الخارقة في العمليات الابتكارية؛ حيث تضمن هذه القدرات البقاء والريادة في محيط متغير شديد المنافسة، ويُمكن أن تُستخدم هذه القدرات في الكفـاءات التنظيمية، التسييرية التكنولوجية الضرورية، التي تمكنها من تحقيق أهدافها، ومنها تلبية احتياجات المستهلكين وإرضاؤهم.
ويُمكن أن ترتكز عملية التميز على الإبداع في المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركات، والإبداع في التسويق، والتنظيم والتسيير، وأساليب الإنتاج، فضلاً عن التنوع في المنتجات وجودتها وكفاءتها العالية، والتقنيات المتقدمة.
الابتكار وتعزيز الميزة التنافسية
بقدر الدور الفعال الذي يلعبه الابتكار في الميزة التنافسية، فإنه يُعتبر عملية ليست بالأمر السهل، فهي تحتاج إلى موارد مهمة وكفاءات عالية داخل الشركات أو المؤسسات التجارية، فالابتكار يُعد من إحدى الركائز الأساسية التي تحقق التميز، خاصة في فترات التحولات السريعة للبيئة التكنولوجية والاقتصادية، ولنأخذ مثالاً هنا على مواكبة الشركات للتطورات التكنولوجية؛ إذ ينبغي ألا يقتصر هذا التتبع على التطورات التي تشهدها التكنولوجيا الأساسية فقط، بل لا بد أن يشمل التطورات التي تشهدها التكنولوجيا الناشئة أيضًا.
ثمة كثير من الشركات تحاول تبني استراتيجية الابتكار للتأثير في التميز من خلال ما تبتكره من خدمات، لتحسين الجودة أو تقليل التكاليف، وهو ما يصل في نهاية المطاف إلى التأثير في القوى التنافسية بالأسواق العالمية.
مصادر الميزة التنافسية
ثمة مصادر أساسية يُمكن للشركات أو المؤسسات التجارية، الاعتماد عليها في تحقيق الميزة التنافسية؛ حيث يُمكن تحديد هذه المصادر كالتالي:
- القدرة الابتكارية: تتمحور عملية الابتكار داخل الشركات من خلال حرصها الدائم على تقديم منتجات أو خدمات جديدة وحديثة بشكل متواصل.
- تكلفة مخفضة: حيث يُمكن للشركات أو المؤسسات التجارية تقديم منتجاتها أو خدماتها بأسعار أقل من أسعار الشركات المنافسة الأخرى.
- التنوع في الخدمات: وهنا تقوم الشركة بالتنوع في خدماتها أو منتجاتها بمواصفات ذات جودة عالية، وأداء جيد.
- إتاحة المنتج: ويُمكن أن تتلخص في إشباع السوق بالخدمات التي يحتاجها وتقديمها للعميل عند الطلب.
اقرأ أيضًا: أساليب تطويرية.. التمكين الإداري وتعزيز الإبداع