إذا كنت أحد رواد الأعمال أو مالك لإحدى الشركات الصغيرة، فمن المتوقع أنك تشعر أحيانًا أنك عالق داخل عملية توازن دقيقة، وهي التوفيق بين متطلبات إدارة مشروع تجاري مربح من جانب، وضمان رفاهية ورضا موظفيك على الجانب الآخر.
إذن ما هو الحل المناسب؟ الإجابة ببساطة هي منح فريق عملك إجازة ممتدة لمدة أربعة أسابيع.
ورغم أن هذه قد يبدو غير بديهي، إلا أنه يمكنك التفكير في الأمر فإذا كنت ترغب في تنظيم عملك لتحقيق النجاح على المدى الطويل. فيجب عليك تقليل التكرار والعناصر الأساسية، وكذلك الكشف عن أي استخدام غير ضروري للموارد.
ولعل أفضل الطرق للقيام بذلك هي إنشاء منظومة لتدريب الموظفين بشكل متبادل، بحيث إذا خرج موظف ما بشكل غير متوقع، فإن شركتك تظل تعمل دون أي عوائق؛ ما يزيل الاضطرابات الداخلية بها، ويقلل من فرص خسارة الأرباح.
الإجازة الطويلة وتحسين عمل الشركات
وفي السطور القليلة القادمة، سنلقي الضوء على بعض النقاط التي سوف تفيد عملك أنت وفريقك؛ من خلال الحصول على إجازة لمدة أربعة أسابيع، وذلك على النحو التالي:
الاحتفاظ بالموظفين
- عندما يشعر موظفو شركتك باهتمامك بتعزيز صحتهم، ورغبتك في الحفاظ على التوازن بين عمل الشركة وحياتهم الخاصة، من المؤكد أنك ستحظى ببعض الولاء الكبير، وعندما يحدث ذلك سيبدأ فريق عملك في التصرف باعتبارهم أحد ملاك الشركة.
زيادة الإبداع والابتكار
- من المؤكد أن الانغماس في تجارب جديدة خلال فترة الإجازة الممتدة سيساعد على الإبداع والتفكير المبتكر لدى موظفي شركتك، لذا سيكون لديك الفرصة عند عودتهم لإبداء وجهات نظر مختلفة وأفكار وحلول جديدة، وهو ما تم ملاحظته داخل مجتمع الأعمال الصغيرة من أن تبني وجهات النظر الجديدة يعزز ثقافة الابتكار، الأمر الذي سيدفع شركتك إلى الأمام وسط أجواء السوق التنافسية.
-
تنمية المهارات وتبادل المعرفة
- توفر الإجازات الممتدة لموظفي شركتك متسعًا من الوقت للاستثمار في تطويرهم الشخصي وتنمية مهاراتهم، ومن خلال رعايتك لمبدأ التعلم المستمر، ستقوم بلا شك بتمكين أعضاء فريقك من توسيع خبراتهم وتقديم رؤى قيمة إلى العمل.
التدريب المشترك
- عندما يقوم أعضاء فريق عملك بتغطية زملائهم خلال فترة الإجازة الطويلة، فإنهم يطورون مهاراتهم بمهارات جديدة، ويكتسبون فهمًا أعمق للجوانب المختلفة للعمل؛ حيث يعزز هذا التدريب المتقاطع التعاون والعمل الجماعي والتنوع داخل القوى العاملة لديك، فضلًا عن أنه يضمن أن غياب أحد أعضاء الفريق لا يعطل سير العمل العام؛ ما يوفر استقراره واستمراريته حتى أثناء العطلات.
سد الفراغ الوظيفي
- تستطيع الشركات الصغيرة من خلال التدريب المتبادل وتوزيع المسؤوليات أثناء الإجازات الممتدة أن تضمن أن غياب الموظف لا يعطل سير العمل بشكل عام، أو يخلق فراغ وظيفي.
- فعندما يمتلك العديد من أعضاء فريق العمل نفس المهارات والمعرفة اللازمة للتعامل مع المهام المختلفة، تتمكن الشركة في الحفاظ على سير عملياتها بسلاسة؛ ما يضمن استمرارية العمل، وهو ما يقلل مخاطر التأخير والأخطاء والانتكاسات التي يمكن أن تحدث عندما يكون موظف واحد هو المسؤول الوحيد عن أداء المهام الوظيفية المهمة.
الاسترخاء وشحن الطاقة
لا شك أن موظفي شركتك سيكونون متحمسين لسماع خبر حصلوهم على إجازة متصلة وطويلة لمدة شهر بأكمله، وسيحبون أيضًا أن يتمكنوا من الابتعاد عن العمل دون أية ضغوط حال اطمئنانهم بأن الإدارة التنفيذية التي تدير الشركة ستضمن عدم إهمال مهامهم الوظيفية خلال فترة غيابهم.
4 أيام إجازة
كما أنك باعتبارك أحد رواد الأعمال ستتمكن من الحصول على إجازة قصيرة والابتعاد مطمئنًا عندما تعلم أن عملك يسير بنظام آلي، وستكون شركتك جاهزة لعودتك بأفكار جديدة.
وحول هذا فقد سبق وطلبت من فريقي وصف شعورهم تجاه إجازة مدتها أربعة أسابيع، وهذا ما عبروا عنه:
- أحب السفر والتعرف على الثقافات المختلفة، وقد سمحت لي إجازة الأربعة أسابيع برؤية أماكن جديدة والاستمتاع بإقامة أطول، كما أتاحت لي أيضًا تلك الفترة الحصول على شهادة في قيادة التأمل، وهو ما كان حلمًا لي منذ أمد طويل.
- أسعى كل عام باعتباري عاملًا إعطاء الأولوية لنفسي ولعائلتي وأفشل فشلاً ذريعًا فالوقت، والتوازن، والاسترخاء، والتركيز.
- هذه الأمور كانت بمثابة كلمات تعبر عن مثل غير واقعية، إلا أن تخصيص وقت لقضاء إجازة مدتها أربعة أسابيع كان بمثابة نقطة انطلاق رائعة في سعيي نحو استعادة بعض النشاط والهروب من الضغوط المتلاحقة التي تجعلني أتطلع إلى مواءمة أهدافي الشخصية مع تطلعاتي المهنية في العام المقبل.
- نعلم جميعًا أن قضاء أسبوع واحد بعيدًا عن العمل ليس وقتًا كافيًا للتفكير. في حين أن الحصول على إجازة لبضعة أسابيع للتنفس، وعدم الشعور بالضغوط الحياتية هو أمر إيجابي للغاية.
- أصبح قضاء جزء كبير من الوقت مع عائلتي ذا قيمة لي من أي وقت مضى باعتباري أحد الناجين من مرض السرطان. وقد أتاحت لي إجازة الأربعة أسابيع التي حصلت عليها من شركتي في تحقيق أمنيتي واستغلال الوقت للتخطيط والذهاب في رحلة معهم لأوروبا.
الحياة الشخصية
- لقد منحني هذا النوع من الوقت الفرصة للاسترخاء، والاستمتاع بدفء أحضان عائلتي. بالإضافة إلى إحساسي بالمغامرة، إنها وبحق هدية لا تقدر بثمن.
- بعد وقت قصير من بدء عملي في هذه البيئة المرنة أرى أنني في أفضل صحة على الإطلاق جسديًّا وعقليًّا وعاطفيًّا لأنني لا أحاول أن أفعل كل شيء في وقت واحد.
- فهذه الشركة تسمح لكل واحد منا بإنشاء توازن حقيقي. ورغم أن الكثير من الشركات تتحدث عن مثل هذا النوع من التوازن إلا أنه ليس في متناول جميع الموظفين دائمًا.
- والنتيجة هي أنني أستطيع استخدام عقلي في العمل لإضافة لمستي إلى مهامي الوظيفية المتمثلة في تمكين رواد الأعمال من الحصول على أعمال مربحة ومستدامة.
- كانت تجربتي مع ساعات العمل المرنة مختلفة عن معظم التجارب. حيث سبق وأصيبت قدمي وأجريت جراحة عاجلة، ورغم ذلك، فقد سمح لي الجدول الزمني المرن بالعمل عندما كنت أستطيع.
- والراحة عندما كنت أشعر أني مرهقة، وتخصيص الوقت الذي أحتاجه للتركيز على الشفاء، كما تمكنت من تحديد مواعيد لزيارة الطبيب المعالج والعمل أثناء استلقائي على أريكتي المريحة.
- ولا يزال جدول أعمالي يسمح لي بتخصيص وقت للعلاج الطبيعي في منتصف اليوم رغم مرور ثلاثة أشهر على وقوع الحادث. لا شك أن الإجازة المرضية لم تكن لتسمح لي بالشفاء بشكل مناسب كما تفعل هذه البيئة المرنة.
من المؤكد أن تبني سياسة منح إجازة لمدة أربعة أسابيع لموظفيك ستعمل على تهيئة بيئة عمل تعطي الأولوية لرفاهيتهم، وتشجع الابتكار لديهم، وتدعم أعمالك ككل، ومن خلال تطبيق هذه الممارسة ستقوم بتعزيز الولاء الوظيفي لديهم والاحتفاظ بهم وتنمية ثقافة التعلم المستمر بداخلهم.
لذا، اغتنم الفرصة لتحويل شركتك الصغيرة إلى شركة يزدهر فيها الموظفين، مع العلم أن إجازاتهم ليست مفيدة لك فحسب، بل تدعم أيضًا أعمالك.
بقلم مايكل ميكالوفيتش
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: