إفلاس البنوك مصطلح يعبر عن تلك الحالة التي يكون فيها البنك غير قادر على الوفاء بالتزاماته المالية، ويكون لزامًا عليه وقتذاك أحد أمرين: إما الإغلاق أو إعادة الهيكلة لمعالجة المشكلة.
والإفلاس في حد ذاته هو عملية قانونية؛ حيث يتم إعلان عدم قدرة المؤسسة عن سداد ديونها، ويمكن أن يحررك إعلان الإفلاس من بعض الديون أو يوفر لك، على الأقل، فترة راحة تسمح لك بالعودة من جديد.
لكن حالات إفلاس البنوك تختلف إلى حد ما عن حالات إفلاس الأعمال العادية؛ لأن انهيار البنك قد يتسبب في مشاكل مالية كبيرة لعملائه، وقد يمتد الأمر ليشمل قطاعات أوسع، كما حدث في الأزمة العالمية عام 2008 إثر الانهيار المدوي لبنك “ليمان برازر”.
اقرأ أيضًا: ما هو تمويل الأسهم؟
لماذا يحدث إفلاس البنوك؟
يحدث هذا عندما لا يمكن للبنك سداد ديونه عند استحقاقها، على الرغم من أن أصوله قد تزيد قيمتها عن التزاماته.
يُعرف هذا بإعسار التدفق النقدي، أو أزمة السيولة، وينتهي الأمر بالمصرف مدينًا بأكثر مما يملك. في المصطلحات المحاسبية هذا يعني أن أصوله أقل قيمة من التزاماته.
أما عن أسباب عدم قدرة البنك على الوفاء بديونه فهذه تختلف من بنك لآخر؛ فعلى سبيل المثال: قد يكون لدى البنك الكثير من الأصول لكنها غير سائلة وبالتالي قد لا يستطيع الحصول على السيولة الكافية وقتما يحتاج إلى ذلك.
كذلك الاستثمار في السندات طويلة الأجل -وهذه حالة ليمان برازر وبنك سيلكون فالي- تعرقل البنك عن الحصول عما يريد من السيولة، وبالتالي قد يحدث إفلاسه نتيجة لذلك.
اقرأ أيضًا: الاستثمار الجريء في المملكة.. نجاحات مستمرة
سحب السيولة
قد يبدأ الناس، لأي سبب من الأسباب، في سحب أموالهم من البنوك، ولأن الأخيرة تحتفظ بكمية صغيرة من النقد المادي، مقارنة بإجمالي ودائعها؛ يمكن أن تنفذ هذه السيولة بسرعة.
وفي محاولة لتفادي حالات إفلاس البنوك تحتفظ هذه المصارف بقدر من الاحتياطيات في البنك المركزي التابعة له، والتي يمكن دفعها إلكترونيًا إلى البنوك الأخرى “لتسوية” التحويل الإلكتروني لأموال العميل.
يتمثل تأثير هذه التحويلات النقدية أو الإلكترونية، بعيدًا عن البنك، في تقليل الأصول السائلة للبنك والتزاماته (في شكل ودائع العملاء). يمكن أن تستمر عمليات السحب هذه حتى نفاد النقد واحتياطيات البنك المركزي من البنك.
في هذه المرحلة قد يكون لدى البنك بعض السندات أو الأسهم أو غيرها من الأصول السائلة، والتي سيكون قادرًا على بيعها بسرعة لجمع نقود إضافية من أجل الاستمرار في إعادة الدفع للعملاء. ومع ذلك بمجرد استنفاد هذه “الأصول السائلة” لن يكون باستطاعة البنك تلبية الطلب على عمليات السحب.
إلى الآن لم تحدث حالة إفلاس البنوك؛ فإذا كان البنك غير قادر على اقتراض نقود أو احتياطيات إضافية من البنوك الأخرى أو البنك المركزي فإن الطريقة الوحيدة المتبقية له لجمع الأموال هي بيع أصوله غير السائلة؛ أي دفتر قروضه.
قد يقدّر البنك دفتر قروضه بمبلغ مليار دولار. ومع ذلك قد يلجأ إلى بيعه بأقل من قيمته (800 مليون دولار مثلًا) للحصول على السيولة بسرعة، وإذا لم يتمكن، أو إذا كانت حقوق مساهميه أكثر مما لديه، ففي هذه الحالة يحدث إفلاسه.
اقرأ أيضًا: القروض التمويلية.. حلول مالية مُهمة
الإقراض وحماية الودائع
إفلاس البنوك خطر كبير على الاقتصاد، لا سيما إذا كان المتعثر ذا حجم كبير، وله تأثير قوي في الاقتصاد.
ومن جانبها تلجأ كثير من البلدان إلى التأمين على الودائع؛ لذلك في حالة إفلاس البنوك سيكون بإمكان المودعين الحصول على ودائعهم، وعادة ما تكون البنوك المركزية هي الضامن لهذه الودائع.
تفعل البنوك المركزية ذلك لمحاولة التخلص من الآثار السلبية لحالات إفلاس البنوك؛ فقد يؤدي فشل أحد البنوك إلى قلق الناس بشأن الوضع المالي للبنوك الأخرى.
علاوة على ذلك يمكن أن يؤدي هذا إلى تأثير الدومينو؛ أي “سلسلة” من حالات التخلف عن السداد والإفلاس؛ ما يؤدي إلى شلل الاقتصاد كله.
اقرأ أيضًا:
المسؤولية المالية.. الأسس والمبادئ
التمويل المباشر.. المزايا والعيوب
تكلفة المشاريع الصغيرة.. تقديرها وأنواعها
اقرأ أيضًا المزيد على موقع الجوهرة: