تسعى شركة xAI التابعة لإيلون ماسك إلى تطوير ما يعرف بـ«نماذج العالم»، لتنضم بذلك إلى منافسين كبار مثل «ميتا» و«جوجل» في السباق نحو بناء أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على فهم البيئات المادية وتصميمها والتنقل داخلها.

«نماذج العالم»
كما وظفت الشركة الناشئة، ومقرها سان فرانسيسكو، خلال الصيف الماضي، مختصين من شركة «إنفيديا» للعمل على هذه النماذج من الجيل التالي. والتي تدرب على مقاطع فيديو وبيانات مستمدة من الروبوتات بهدف تمكين الذكاء الاصطناعي من فهم العالم الحقيقي.
كذلك من شأن «نماذج العالم» أن تدفع قدرات الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من النماذج اللغوية الكبيرة. المعتمدة على النصوص. والتي تشكل الأساس لأدوات الذكاء الاصطناعي الشائعة مثل «شات جي بي تي» و«غروك» التابع لـ xAI.
وبحسب شخصين مطلعين على الخطط، فإن الشركة تبني «نماذج عالم» بهدف استخدامها في مجال ألعاب الفيديو. حيث يمكن الاستفادة منها لتوليد بيئات ثلاثية الأبعاد تفاعلية.
كما أضاف أحد المصدرين أن هذه النماذج يمكن أن تستخدم أيضًا في أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالروبوتات.
علاوة على ذلك تولت xAI تعيين الباحثين في الذكاء الاصطناعي زيشان باتيل وإيثان هي. وكلاهما من «إنفيديا»، ولديهما خبرة في هذا المجال.
وتعد «إنفيديا» من الرواد في تطوير هذه التكنولوجيا عبر منصتها «أومنيفِرس». التي تستخدم لإنشاء وتشغيل المحاكاة.
كما تعول بعض شركات التكنولوجيا على «نماذج العالم» لتحقيق قفزات كبيرة في استخدامات الذكاء الاصطناعي. بما يتجاوز البرمجيات وأجهزة الحاسوب إلى منتجات مادية مثل الروبوتات الشبيهة بالبشر.
وقالت «إنفيديا» الشهر الماضي لصحيفة فايننشال تايمز إن السوق المحتملة لـ«نماذج العالم» قد تقترب من حجم الاقتصاد العالمي الحالي.
وأكد ماسك في منشور على منصة «إكس» أن xAI ستُصدر «لعبة عظيمة من إنتاج الذكاء الاصطناعي قبل نهاية العام المقبل». وهو الهدف الذي حدده الملياردير العام الماضي.
نموذج توليد الصور والفيديو
وفي يوم الثلاثاء الماضي، أطلقت xAI أحدث نموذج لها لتوليد الصور والفيديو. مشيرة إلى أنه شهد «تحديثات ضخمة»، وهو متاح للاستخدام مجانًا.
كما تعمل النماذج الحالية لتوليد الفيديو، مثل «سورا» التابع لـ«أوبن إيه آي». من خلال توليد إطارات الفيديو عبر التنبؤ بالأنماط المستخلصة من بيانات التدريب. أما «نماذج العالم» فستمثل نقلة نوعية. إذ إنها تمتلك فهمًا سببيًا لقوانين الفيزياء وكيفية تفاعل الأجسام في البيئات المختلفة بالزمن الحقيقي.
كذلك تعلن الشركة حاليًا وظائف تقنية في مجالي توليد الصور والفيديو للانضمام إلى فريقها المسمى «أومني». الذي «يصنع تجارب ذكاء اصطناعي سحرية تتجاوز النصوص. من خلال تمكين الفهم والتوليد لمحتوى عبر وسائط متعددة، تشمل الصورة والفيديو والصوت».
تتراوح الرواتب لتلك الوظائف بين 180,000 و440,000 دولار سنويًا. كما تتيح الشركة وظيفة شاغرة لمعلم «ألعاب فيديو»، يتولى تدريب «جروك» على إنتاج الألعاب وتمكين المستخدمين من «استكشاف تصميم الألعاب بمساعدة الذكاء الاصطناعي». مقابل أجر يتراوح بين 45 و100 دولار في الساعة.
مختبرات الذكاء الاصطناعي
وينضم ماسك بذلك إلى مختبرات الذكاء الاصطناعي الكبرى الأخرى مثل «جوجل» و«ميتا»، التي تعمل بدورها على تطوير هذه الأنظمة.
لكن «نماذج العالم» ما تزال تمثل تحديًا تقنيًا هائلًا. إذ إن إيجاد كمّ كافٍ من البيانات لمحاكاة العالم الحقيقي وتدريب هذه النماذج يثبت أنه أمر صعب ومكلف.
كذلك قال مايكل داوس، رئيس قسم النشر في شركة «لاريان ستوديوز» المطورة للعبة «بالدورز جيت 3»، في منشور على منصة «إكس» هذا الأسبوع، إن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه حل «المشكلة الكبرى» التي تواجه صناعة الألعاب، وهي «القيادة والرؤية».
وأضاف أن الصناعة لا تحتاج إلى «مزيد من دورات اللعب المُنتجة رياضيًا والمدرّبة نفسيًا»، بل إلى «مزيد من التعبيرات عن العوالم التي ينجذب إليها الناس أو يرغبون في التفاعل معها».
المصدر: فايننشال تايمز