بحلول 2025 بلغ جيل إكس الـ 60 من العمر وهو سن التقاعد. كذلك ظهرت ملامح القلق المالي تظهر بين هذه الفئة التي على وشك الدخول سن المعاشات.
ووفقًا لدراسة حديثة أصدرتها شركة نورث وسترن ميوتوال (Northwestern Mutual)، أقر 50% من أفراد هذا الجيل بأنهم اتخذوا قرارات مالية خاطئة.
ومن أهمها التركيز على بناء الثروة دون اتخاذ خطوات كافية لحماية الأصول التي جمعوها. بينما عبّر 35% منهم عن الندم على هذا القرار.

جيل إكس يرتكب خطأ في حق نفسه
يكمن الخلل الرئيس بإستراتيجية جيل إكس في استهداف تنمية الثروات دون حمايتها. حيث لا تقل الحماية من المخاطر أهمية عن تطوير الثروة.
كذلك قال دوندي غوين؛ المستشار المالي والمدير التنفيذي لمكتب “نورث وسترن ميوتوال” في هايد بارك: “يشعر الكثير من أبناء جيل إكس بأنهم تأخروا في ادخار أموال التقاعد. لذا يركزون على مواكبة السباق؛ ما يجعلهم أكثر عرضة للمخاطر المالية”.
وأضاف: على هذا الجيل أن يكون مستعدًا ماليًا لمواجهة الأحداث غير المتوقعة، مثل: الإعاقة أو فقدان الشريك أو تكاليف طارئة أخرى قد تضر بالمدخرات.
كذلك قال غوين: “من الضروري وضع خطة مالية شاملة لا تقتصر على تنمية الثروة، بل تشمل أيضًا حماية ما تم تحقيقه”. مؤكدًا أن الاستعانة بمستشار مالي موثوق يسهم في إعداد سيناريوهات “ماذا لو” وتحديد الإستراتيجيات الأنسب للتعامل معها.
القيمة الادخارية لجيل إكس
أثبتت الدراسة أن أغلب أفراد هذا الجيل لم ينجحوا في امتلاك قيمة ادخارية عالية بالقدر الكافي. رغم تركيزهم على بناء الثروة.
كما يمتلكون مدخرات تساوي ثلاثة أضعاف دخلهم السنوي أو أقل، بينما يمتلك 14% منهم مدخرات تقل عن دخل عام واحد فقط.
في حين قال غوين: “هذا غير كافٍ لتأمين حياة تقاعدية مريحة”. مشددًا على أن الاحتياجات المالية تختلف من شخص لآخر؛ لذا لا بد من اللجوء للعمل مع مستشار مالي محترف لتحديد أهداف الادخار المناسبة ووضع خطة لحماية الثروات.
مخاوف من التقاعد
أظهرت الدراسة أن 56% من أبناء جيل إكس يعتقدون بالعيش مدة أطول من مدخراتهم، مقارنة بـ40% فقط من الجيل السابق، كما أن 57% منهم قلقون من عدم قدرتهم على تحمل تكاليف التقاعد.
بينما أكد غوين أن هذا القلق مبرر قائلًا: “أبناء هذا الجيل قضوا وقتًا أطول كوسيط بين رعاية آبائهم المسنين الذين يعيشون لفترات أطول، ومساعدة أبنائهم البالغين الذين يواجهون ارتفاع تكاليف السكن والرعاية الصحية والتعليم”.
كما تتزامن هذه الأعباء المزدوجة مع قلة الأدوات المالية الوقائية المتاحة لهم مقارنة بالأجيال السابقة.
وتابع: “استفاد عدد أقل من أبناء جيل إكس من معاشات التقاعد (Pensions) التي ساعدت العديد من جيل الطفرة السكانية على تغطية نفقات الشيخوخة. وأيضًا قد يكون جيل إكس أول من يشعر بآثار تراجع صناديق الضمان الاجتماعي”.
كيفية تحقيق الأمان المالي
وعلى الرغم من ذلك أكد الخبراء أن التحرك المبكر ووضع خطة مالية متكاملة هما الطريق الوحيد لضمان تقاعد آمن.
ويختتم غوين بالقول: “من الضروري أن يتصرف أبناء جيل إكس بوعي وتخطيط مدروس. حيث إن بناء خطة مالية مخصصة وشاملة هو المفتاح لتأمين المستقبل والانتقال من القلق المالي إلى الطمأنينة المالية”.
تقييم الادخار عند التقاعد
يؤدي مستوى الدخل دورًا مهمًا في تحديد الطبقة الاجتماعية للفرد عند بلوغ سن التقاعد، ومع ذلك لا يظهر الحقيقة كاملة.
وبحسب خبراء الاقتصاد تعد الثروة الصافية مؤشرًا واضحًا على مدى الأمان المالي طويل الأمد، خصوصًا في منتصف العمر.
وإذا سجل الحد الأدنى لصافي ثروة الطبقة المتوسطة في الأربعينيات من 150 ألف دولار، فإن نحو نصف هذا المبلغ يسجل حوالي 75 ألف دولار. ويجب أن يأتي من الادخار للتقاعد والأصول السائلة، مثل: حسابات 401(k)، وحسابات IRA، وصناديق الطوارئ التي توفر الاستقرار والنمو المالي على المدى الطويل.
ومن جانبه أكد آرون رازون؛ خبير التمويل الشخصي في Couponsnake، أن الأشخاص الذين يسيرون على المسار المالي الصحيح يتمتعون بمدخرات تعادل ثلاثة أضعاف دخلهم السنوي، وإدارة جيدة للديون ذات الفوائد المرتفعة. بالإضافة إلى صندوق طوارئ يغطي من 3 إلى 6 أشهر من النفقات.
وأضاف “يجب أن تكون لديهم استثمارات متنوعة لتوزيع المخاطر وتحقيق عوائد متوازنة. ويبدأوا التفكير في تعظيم مساهماتهم بصناديق التقاعد”.
المقال الأصلي: من هنـا