هناك العديد من الخطوات لتكون علامتك التجارية ناجحة وقادرة على المنافسة في السوق، وذلك عندما تلبي احتياجات السوق في نطاق تخصصها وتبقى راسخة في أذهان جمهورها فترة طويلة من الزمن، وتقدم بتفرد ارتباطًا وثيقًا بين منتجاتها وخدماتها.
والعلامات التجارية الرصينة لديها عقيدة أساسية واضحة، وتموضع مميز في السوق، وليس مهمًا أن تتفوق على كل العلامات التجارية المنافسة بقدر أهمية أن تجعل شخصية علامتك التجارية فريدة من نوعها؛ حيث إن التركيز على المنافسة سيضعف علامتك التجارية بلا شك.
ركائز نجاح العلامة التجارية
من الضروري تقديم خدمات ومنتجات عالية الجودة تضع علامتك التجارية في مكان تنافسي بالسوق وصورة ذهنية ثابتة، خاصة إذا كان السوق مليئًا بالمنافسين.
دعنا نتعرف سويًا على ركائز نجاح علامتك التجارية؟
1) المعرفة
أفضل العلامات التجارية هي تلك التي تمتلك فهمًا دقيقًا وموضوعيًا لحاجة السوق في نطاق عملها، وتعمل على امتلاك الأدوات اللازمة لذلك؛ من خلال فهم عملائها ومتابعيها بصورة جيدة.
يُعد فهم السوق الموضوعي أمرًا أساسيًا لأنه يوفر توجيهًا لنبرة حملات العلامة التجارية ويؤثر بصورة مباشرة في ومدى وصولها، جنبًا إلى جنب شخصية العلامة التجارية، مع المساعدة في إنشاء ارتباط إنساني بين العلامة التجارية والناس؛ عملائها المباشرين وغير المباشرين.
من الجوانب المهمة للعمل: توعية الأفراد بمنتجاتك وخدماتك. سيساعد هذا العنصر الأساسي علامتك التجارية في النمو بالسوق، وسيعمل على صنع الولاء لعلامتك التجارية في ذهنية عملائها بشكل طبيعي.
يتم تعريف العملاء بالخدمات والمنتجات بعد تصميم مجموعات العملاء المصنفة حسب الاهتمام، وهي مجموعات تم تصميمها بحيث تجمع فئات ذات اهتمامات متشابهة يمكن توجيه التواصل نحوها عبر آليات وطرق متشابهة. يتم تصميم هذه المجموعات بناء على العمر والجنس ومستوى الدخل ومنطقة المعيشة.
2) التفرد
يتطلب بناء شخصية العلامة التجارية شيئًا مميزًا يجعل تمييزها سهلًا من بين العلامات الأخرى؛ لوناً مختلفًا، خدمة جديدة، الإبداع والابتكار، أسلوبًا فريدًا في التواصل، نبرة صوت مختلفة، وغيرها الكثير من أدوات التميز والتفرّد.
يجب أن تكون علامتك التجارية مبدعة ومبتكرة في الأفكار، وفي نفس الوقت محافظة على توجه السوق ومتطلباته. إذا أظهرت علامتك التجارية تفردًا في السوق فستجد مع الوقت مكانة مميزة تضمن تحقيق أهدافك، وتضمن لك النمو المستمر.
على سبيل المثال: تقدم Apple دائمًا هواتف أنيقة ومميزة؛ إذ يركزون على ذوق الجمهور وتفضيلاته؛ لذلك تصنع العلامة التجارية من التفرد.
3) الشغف
في حين أنه من الممكن صناعة علامة تجارية في الوقت الحاضر بدون مجهود يذكر، لكن من الصعب عمليًا دعمها لوقت طويل لتحافظ على تموضعها في السوق.
عند تحليل رجال الأعمال الكبار مثل (إيلون ماسك) نجد أن لديهم جميعًا طاقة تحفزهم على العمل والإبداع، وكثيرا ما يصبح العملاء متحمسين للمنتج أو الخدمة، بسبب أفكار صاحبه؛ ما يدفعهم إلى انتهاج أسلوب الدعاية اللفظية.
بدأ (إيلون ماسك) علامة التجارية الصغيرة، ولكن كان لديه شغف لتنمية هذه العلامة التجارية لتصبح واحدة من أكثر الشركات الناجحة في العالم. كان لديه شغف لبناء سيارة صديقة للبيئة في عالم مليء بالمحركات والدخان، وحققها.
4) الاستمرارية
يجب أن تكون للعلامة التجارية سلطة ومكانة قوية في السوق. سيضمن هذا العنصر لعلامتك التجارية استمرارها لفترة طويلة. الاستمرارية هي أحد الجوانب المهمة للعلامة التجارية للبقاء في السوق مع المنافسين الآخرين.
على سبيل المثال: تحافظ أمازون دائمًا على الاستمرار في السوق لأنها مطلوبة دائمًا.
ويسعى الأفراد دائمًا للحصول على المنتجات والخدمات من أعمال التجارة الإلكترونية المتجددة في أمازون؛ لذا تُعد واحدة من أكبر الشركات التجارية عبر الإنترنت في العالم.
5) القدرة
اليوم لكي تصبح العلامة التجارية معروفة جيدًا يجب أن يكون لديها منافسون جيدون، يحفزون بعضهم البعض للتطور والنمو، دون إهمال صورة العلامة التجارية وحاجة عملائها الحقيقية.
يمكن أن تكون المنافسة داخلية أو خارجية، ولكن يجب أن تمتلك علامتك التجارية القدرة على التغلب على العقبات، وهي من أهم الجوانب المهمة قبل دخول المنافسة.
على سبيل المثال: تُعد شركة Pepsi واحدة من العلامات التجارية الشهيرة في السوق التي تواجه منافسة من علامة المشروبات الغازية الرائدة كوكاكولا، تواجه بيبسي منافسة شديدة من العلامات التجارية الأخرى، لكنها نجحت في دراسة سياسات السوق لتعطي القوة للمنافسة ولتزيد قوتها كعلامة تجارية بإيجاد الحلول المختلفة دائمًا.
6) الانفتاح
قدرة علامتك التجارية على الوصول إلى عملائك من خلال العديد من القنوات هي مرتكز رئيسي من ركائز النجاح.
في الماضي كانت العلامات التجارية الأكبر تمتلك فرصًا أعظم للانفتاح على مختلف العملاء وإظهار منتجاتهم وقوة علامتهم التجارية من خلال ميزانيات التسويق الضخمة؛ عن طريق تنفيذ حملات على التلفزيون، أغلفة المجلات وحتى إنتاج مدونات تتصدر محركات البحث.
اليوم الإنترنت والشبكات الاجتماعية قلصت الفارق بين العلامات التجارية الكبيرة والصغيرة، وهي توفر كل يوم المزيد من الأدوات لأي علامة تجارية لتمكنها من إظهار صورتها والعمل على تسويقها؛ من خلال بناء مجتمعات خاصة بها على منصات مثل تويتر وإنستجرام وتيك توك على سبيل المثال. وأصبح من الممكن لأي علامة الوصول إلى أي عميل تقريبًا.
7) القيادة
عادة ما يكون هناك شخص قوي وراء كل علامة تجارية مؤثرة. ولتسهيل مساعي فريق العمل وتوجيه الرؤية رئيسية للعلامة تجارية؛ تحتاج شخصًا ما يحل المشكلات، ويتواصل مع المكاتب المختلفة ليحافظ على التناغم بين فرق العمل المختلفة.
نفس هذا الأمر على نطاق السوق، يجب أن تتمتع علامتك التجارية بسلطة قوية في السوق لحكم مجالها الخاص، وتأتي هذه السلطة من معرفة قوية بمنتجاتها وخدماتها المتاحة.
على سبيل المثال: تعد Google واحدة من العلامات التجارية القائدة في البحث عبر الإنترنت ولا توجد علامة تجارية أخرى تستطيع منافستها؛ حيث تقود Google سوق البحث عبر الإنترنت عالميًا.
8) الخبرة
إن تقديم علامتك التجارية ومنتجاتها بصورة قوية سيضع الأعين عليها في السوق.
لذا؛ يجب أن تتمتع علامتك التجارية بالخبرة اللازمة لتنمو في السوق وتحافظ على تموضعها واستقرارها.
الالتزام بالتطوير بصورة مستمرة، التعلم والأبحاث على متغيرات السوق المختلفة، تدعيم فريق العمل بالخبراء، كل ذلك يصنع الخبرة لعلامتك التجارية.
يجب أن تتمتع علامتك التجارية دائمًا بالخبرة اللازمة لإدارة الأعمال وتحقيق الأرباح بصورة مستمرة، العلامة التجارية الجيدة تصنع قيمتها من خلال العمل المستمر والمتحفز للإبداع، وهو ما يصنع الفارق.
اقرأ أيضًا:
فاضل النصار: السعودية سبقت المنطقة بإصدار تشريع الامتياز التجاري
محاسب الفرنشايز.. ما هي أبرز مهامه؟
تنمية الفرنشايز في 2021.. طرق التعامل مع الجائحة