عندما يتعلق الأمر بترك إرث فغالبًا ما نتجاهل فكرة بناء مشروع عائلي. كما أن ما يتبادر إلى الذهن غالبًا هو “كيف سيتذكرني الناس؟”.
ولكن من الناحية القانونية يتعلق الإرث بتوزيع ممتلكات الشخص وأمواله وحتى أعماله على الأسرة والأحباء. لقد أمضيتُ السنوات الخمس والعشرين الماضية في إدارة أعمال لدعم عائلتي ماليًا. ولكن مع نمو أطفالي وتحولهم إلى مرحلة البلوغ تغير هدفي التجاري.
وبصفتي صاحب امتياز متعدد الوحدات مع مدرسة Celebree أنشأتُ شبكة مستدامة من الشركات الصغيرة. كذلك عندما بدأت لأول مرة مع مدرسة Celebree كانت صناعة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة جديدة تمامًا بالنسبة لي.
ولكن على مدار السنوات القليلة الماضية. عزز نمو الأعمال التجارية وفتح مواقع جديدة شغفي بالعمل في مساحة ذات مغزى لا يصدق. ومنذ العثور على نموذج عمل قابل للتطوير يلبي معاييري الأساسية لبناء مشروع عائلي أجد متعة في إدراك أن ما أبنيه اليوم هو أكثر بكثير من تدفق الإيرادات. إنه جزء كبير من كيفية تذكري من قبل أحفادي.
إن إدراك رغبتك في بناء مشروع عائلي لأطفالك هو مجرد الخطوة الأولى. كما أن إنشاء مؤسستك لخلافة عائلية ليس بالمهمة السهلة.
بينما من خلال تجربتي الشخصية في إدارة العديد من الشركات المختلفة تعلمتُ أن إنشاء عمل تجاري يتم توريثه يتطلب اعتبارات مختلفة عن إنشاء عمل تجاري تخطط لبيعه يومًا ما.
كيفية بناء مشروع عائلي
فيما يلي بعض النصائح لأصحاب الأعمال الذين يتطلعون إلى بدء بناء مشروع عائلي..
1. استقصاء كل فرصة
عند تحديد نوع العمل الذي تريد إنشاءه أو الاستثمار فيه تأكد من البحث بعناية وفحص كل فرصة.
كما ينبغي أن تفكر في كيفية أداء العمل التجاري خلال الأوقات الصعبة. وما إذا كان نموذج العمل يسمح بالتوسع والنمو على المدى الطويل. في حين يجب أن تسأل نفسك ما إذا كان أطفالك يمكنهم تعلم العمل التجاري وممارسته.
وإلى جانب طول العمر وإمكانية النمو تأكد من اختيار مشروع عائلي يتماشى مع القيم الأساسية لعائلتك. على المستوى المهني والشخصي. كذلك من المهم الاستثمار في صناعة تجعلك متحمسًا للعمل الذي تؤديه، واختيار عمل تجاري تؤمن به هو أفضل طريقة لتحقيق ذلك.
قد يبدو اتخاذ خيارات تؤثر في أجيال متعددة بعد عقود من الآن أمرًا شاقًا. ولكن عليك أن تكون متعمدًا للغاية في القرارات التي تتخذها في وقت مبكر؛ حتى تتمكن أعمالك من الصمود أمام اختبار الزمن.
2. تحديد الأهداف المالية
بمجرد أن تستقر على صناعة أو منتج أو خدمة معينة ونموذج تشغيلي فأنت بحاجة إلى رسم بعض الأهداف التي ترغب في أن تصل إليها الشركة.
إلى جانب ذلك حدد أي معالم شخصية تراها لنفسك ولأسرتك. كن محددًا في مرحلة تحديد الأهداف هذه. وتطرق إلى الأهداف المالية وحدد النقطة الزمنية التي تريد فيها تحقيق أشياء معينة.
كما أن الهدف الجيد الذي يجب أن تضعه في الاعتبار هو مقدار المال الذي ترغب في كسبه من أجل إعداد نفسك وأسرتك وعملك للنجاح.
وحتى يتم توريث عملك كإرث يجب أن يصل إلى معلم مالي معين. تحتاج إلى وضع هذا الرقم في الاعتبار عند إنشاء أهداف لعملك؛ لتكون واقعيًا بشأن توقعاتك.
بالنسبة لي فإن امتلاك وتشغيل 10 مدارس من شأنه أن يبقي عائلتي على المسار الصحيح للبقاء ناجحين في المستقبل. لذا كان هدفي للوصول إلى هذا الرقم هو فتح مدرستين سنويًا. منذ بدايتي في عام 2020 لدي رسميًا خمس مدارس تعمل بنجاح؛ ما يوفر زخمًا للمستقبل.
3. إنشاء خطة تعاقب فاعلة
وعقب توفر خطة عمل جاهزة لديك وأصبحت على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف التي حددتها. يحين الوقت لإنشاء خطة للتعاقب في طريقك إلى بناء مشروع عائلي يدوم لأجيال.
تعد عمليات الانتقال الناجحة بين الأجيال أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على إرث الأعمال العائلية. يمكن لخطة التعاقب المدروسة جيدًا أن تخفف من المخاوف بشأن التمويل والمسؤولية عندما تنتقل الملكية إلى الجيل التالي.
كذلك تتمتع الأعمال التقليدية بإمكانية إثارة المشاعر والتسبب في الخلافات. لذا كن شفافًا عند مناقشة خططك حتى يحدث نقل سلس للقيادة والمعرفة والخبرة عندما يحين الوقت.
عند إنشاء خطة التعاقب الخاصة بك يجب أن تكون واقعيًا بشأن كيفية مشاركة أفراد الأسرة في مستقبل عملك.
كما تحتاج إلى وضع مهاراتهم وأولوياتهم وأنماط حياتهم في الاعتبار عند تقسيم الأدوار وتعيينها. يساعدك هذا في تحديد الخلفاء المحتملين. ومنح الجميع الوقت الكافي للاستثمار في التدريب اللازم لانتقال الملكية.
4. إجراء حوار مفتوح
عندما تبدأ في دمج عائلتك في العمل تأكد من الإفراط في التواصل بشأن التفاصيل. كذلك اعلم أن مجرد اعتقادك بأن أحد أفراد عائلتك يجب أن يتولى إدارة عملك لا يعني أنه مهتم بذلك.
كما ينبغي أن تحافظ على حوار مفتوح مع أفراد عائلتك لفهم سبب عدم اهتمامهم. وما قد تحتاج إلى تغييره داخل العمل. عندما يكون لدى كل فرد من أفراد العائلة فهم لكيفية عمل العمل ونموه فإن هذا يساعد في جعل نقل الإرث أقل إرهاقًا.
إن وضع المبادئ التوجيهية والبروتوكولات لحل النزاعات وإدارة الثروات ومشاركة العائلة في العمل يضمن الانسجام والشفافية والاستدامة طويلة الأجل فيما يتعلق بإنشاء واستمرار مشروع عائلي متميز.
في النهاية ومن خلال تعزيز الحوكمة العائلية القوية. يمكن للشركات العائلية التغلب على التحديات وحماية مصالح كل من العمل والعائلة على حد سواء.
بقلم/ Jason Skidmore
المقال الأصلي (هنـــــــــــــا).