تأتي معظم الوظائف وعائدات الضرائب والثروات من الشركات ذات النمو المرتفع التي بدأت بفكرة رائعة ثم توسعت، وعندما يتعلق الأمر بالتوسع فإن الفرنشايز هو الخيار الأكثر شيوعًا في الوقت الراهن؛ ففي عام 2022 وجدت جمعية “الفرنشايز الدولية” أن الامتيازات الأمريكية باعت ما يزيد على 825 مليار دولار من السلع والخدمات، وهو رقم من المتوقع أن ينمو مستقبلًا.
وسبق أن اكتسبتُ قدرًا من الخبرة في العمل مع العلامات التجارية الاستهلاكية والفرنشايز ودرّستها في معهد “طارق فريد” للفرنشايز في كلية “بابسون”، بالإضافة إلى عملي كمضيف مشارك للبودكاست Stars of Franchising الذي تم إطلاقه مؤخرًا، ورأيتُ بشكل مباشر كيف يقدم الفرنشايز نموذجًا ممتازًا للشركات التي تتطلع إلى التوسع أكثر فأكثر، وكذلك الأفراد الذين يبحثون عن فرص ريادة الأعمال لإضافة قيمة اقتصادية واجتماعية.
ومع ذلك فإنني كثيرًا ما أواجه أساطير حول الفرنشايز بين الطلاب والمديرين التنفيذيين المتمرسين وغيرهم، بدءًا من تصور البعض بأن الفرنشايز يدير نفسه، ووصولًا إلى قناعة البعض الآخر بأنه لا يوفر مساحة للإبداع والابتكار، والخرافات الثلاث التالية هي أكثر الخرافات التي تدور حول الفرنشايز شيوعًا التي واجهتها، بالإضافة إلى بعض النصائح حول: لماذا قد يكون الفرنشايز مناسبًا لك؟
الخرافة الأولى:الفرنشايز قد ينجح باستخدام الطيار الآلي
يتطلب الفرنشايز الناجح العديد من الشركاء: مانحي الامتياز التجاري الذين ينشئون العلامة التجارية، وأصحاب الامتياز التجاري الذين يعملون على توسيع تلك العلامة، والمصرفيين، والمستثمرين الذين يقدمون التمويل.
وعلى الرغم من أن الامتياز التجاري من شأنه أن يمهد الطريق لنمو علامة تجارية راسخة أو نموذج تشغيلي فإن فتح متجر جديد يعد أسهل إذا كان بإمكانك تعلم قواعد اللعبة الخاصة بافتتاحه لتحقيق النجاح، وبالطبع هذا لا يعني أنه يمكنك الجلوس وسيتم الاعتناء بكل شيء.
ولكن يجب على صاحب الامتياز التجاري الذي يفتتح متجرًا جديدًا أن يمتلك العزيمة والمرونة وعقلية ريادة الأعمال؛ ليتمكن من تحقيق النجاح والتعامل مع جميع الأمور بدءًا من اختيار الموقع، إلى التخطيط للإطلاق، وحتى القيادة والعمالة، وإدارة سلسلة التوريد بمجرد تشغيله.
وهو ما ذكرته “سوزي لازنبي”؛ صاحبة “سترتش لاب” التي تدير أربع امتيازات تجارية في منطقة “مترو” بخليج “تامبا”؛ حيث أكدت قائلة: “الامتيازات التجارية لا تدير نفسها بنفسها، لا يوجد شيء اسمه مالك شبه غائب”؛ لذا يعد الامتياز التجاري فرصة ممتازة عليك اقتناصها، ولكن إذا كنت فقط على استعداد لذلك.
الخرافة الثانية: الفرنشايز ليس عملًا تجاريًا
عادةً ما يعتقد الكثير أن ريادة الأعمال تبدأ من لا شيء وتمنح فكرة جديدة إلى الحياة، في حين يتطلب الأمر قدرًا كبيرًا من الإبداع لتوسيع نطاق شيءٍ موجود على أرض الواقع بالفعل، على سبيل المثال: نشأ “نيل”؛ صاحب فرنشايز “دانكن دونتس”، في مزرعة بولاية كانساس الأمريكية، والتي سبق ووصفها بأنها بيئة خصبة للغاية لريادة الأعمال.
وكان “نيل” قدم طلبًا للشركة المانحة للفرنشايز للحصول على العلامة التجارية “دانكن دونتس”، وعقب الحصول عليه تولى مجموعة كبيرة من المهام واسعة النطاق كان عليه إنجازها، وبدا افتتاح الموقع الجديد لـ “دانكن دونتس” بمثابة فتح مشروع تجاري من الصفر؛ إذ كان عليه أن يتقن البناء، ويجري المفاوضات المصرفية، ويدير موظفيه.. وما إلى ذلك.
إن العديد من الامتيازات التجارية عبارة عن مختبرات للتجارب التي يمكن أن تصدر منتجاتها بعد ذلك إلى بقية العلامة التجارية، على سبيل المثال: منتجات McDonald’s Egg McMuffin وMunchkin من Dunkin Donuts وPlanet Fitness Black Card بدأت على مستوى أصحاب العلامة التجارية الفردية.
لا شك أن الفرنشايز يمكن أن يقدم أفضل ما في الفرصتين، فرصة أن تكون رائد أعمال بنفسك، أو أن تستفيد من ريادة أعمال الآخرين، وهذا الأخير هو ما أشار له ” ستيفن سبينيلي جونيور”؛ رئيس كلية “بابسون” والمؤسس المشارك لشركة Jiffy Lube International المتخصصة في تغيير زيت السيارات، عندما أوضح كيف اكتشف أحد مانحي Jiffy Lube هذا الامتياز التجاري الذي يعد ابتكارًا إبداعيًا.
كذلك لخصت “أماندا بياليك”، الخبيرة في تسويق الفرنشايز، الأمر قائلة: يوفر الامتياز التجاري الفرصة للاستفادة من روح ريادة الأعمال بتوجيه من الكتاب الرائع “قواعد اللعبة”.
الخرافة الثالثة: الفرنشايز ليس محليًا أو مخصصًا للأفراد
ينظر الكثير إلى الفرنشايز باعتباره امتدادًا لشركة كبيرة، رغم أنه في كثير من الأحيان تتم إدارة العلامات التجارية من قِبل أفراد طبيعيين في المجتمع، ممن يبحثون لهم عن طريق للامتلاك وريادة الأعمال، ثم يتيح لاحقًا أصحاب الامتياز التجاري المُدارون محليًا فرص عمل ذات بُعد وتأثير اجتماعي، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى توليد فوائد مجتمعية.
وكذلك يوجد تصور بأن الفرنشايز موجه فقط للأشخاص الذين جمعوا قدرًا كبيرًا من رأس المال ويبحثون عن فرصة عمل مستقرة، في حين أنه يكون موجه أكثر للملهمين الأصغر سنًا الذين يستطيعون توليد أفكار جديدة للبقاء على اتصال مع مثل هذه الاتجاهات الجديدة.
على سبيل المثال: اتجهت شركة “إيدبل أرينجمنتس”، وهي شركة فرنشايز أمريكية تخصصت في ترتيبات الفاكهة الطازجة، لمنح الامتياز التجاري إلى الشباب من الذين يستخدمون الأدوات المعتمدة على الإنترنت للتواصل مع العملاء؛ لذا يمكننا القول إنه من الممكن أيضًا أن يكون أصحاب الفرنشايز الذين يطلقون علامة تجارية جديدة أصغر سنًا.
وقدمت “باربرا كوركوران”، سيدة الأعمال الأمريكية والصحفية المشهورة في برنامج “شارك تانك”، استثمارات في الأسهم بنسبة 15% لأبناء العم “جيم تسليكيس” و”سابين لوماك” معًا وهما في أواخر العقد الثاني وأوائل الثالث من عمرهما؛ لتأسيس شركة Cousins Maine Lobster.
لذا يجب على الشباب ألا يتجاهلوا الامتياز التجاري، وفي حين أن العلامات التجارية التقليدية للمطاعم مثل “بانيرا” أو “ماكدونالدز” نماذج ممتازة في صناعة الأغذية فإن على المهتمين بالبحث عن أعمال تجارية خارج الصندوق الأخذ في الاعتبار العلامات الأخرى التي وجدت نجاحًا في العديد من المجالات، من الصالات الرياضية ومراكز الرعاية العاجلة إلى وكلاء السيارات.
وأخيرًا علينا القضاء على مثل هذه الخرافة؛ لأن الفرنشايز هو حق محلي وواسع النطاق أكثر بكثير مما قد تتوقعه؛ من حيث هوية رواد الأعمال وأنواع الأعمال التجارية التي يديرونها.
قد يكون الفرنشايز مناسبًا لك
يوفر الفرنشايز فرصة للاستفادة من إحدى العلامات التجارية، سواءً كان ذلك بهدف أن يتم عرض منتج أو تقديم خدمة، فهو يوفر الفرصة لريادة الأعمال ومجالًا للنمو، ورغم أن أصحاب الفرنشايز متعدد الوحدات يمثلون الآن معظم وحدات الامتياز في الولايات المتحدة فإن العديد من الأشخاص والشركات يمكنهم تبني حق الفرنشايز على عكس ما يتوقعه البعض.
ولكن يعتمد النجاح على ما إذا كان هذا الامتياز التجاري مناسبًا لك ولأهدافك وغاياتك وجودة صاحب الفرنشايز، كما أن النجاح فيه أيضًا يتطلب الإصرار والقيادة وعقلية ريادة الأعمال الحاضرة، وبوجود كل هذه العناصر مجتمعة يمكن أن يوفر لك الامتياز التجاري طريقًا مرنًا لتحقيق النجاح الاقتصادي.
بقلم: آب إيجرام وفنسنت أونيماه
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال
لماذا لا يتناسب امتلاك الفرنشايز مع الجميع
العلامات التجارية الشجاعة.. كيف ترسم طريقك
3 أخطاء مالية تهدد مستقبلك في عالم الفرنشايز.. تجنبها
المقال الأصلي هنا