لا تعتمد مسألة القادة الانطوائيين على الهيمنة أو الاستعراض لإظهار قدراتهم. بل يفضلون العمل في الخلفية؛ حيث يكمن تأثيرهم في استيعاب التفاصيل الدقيقة، وتقدير احتياجات فرقهم بعمق. والعمل على بناء بيئة تعاونية ومحفزة، ويمتلكون ميزة التفكير قبل التحدث واتخاذ قرارات متأنية ومستدامة.
وفي ظل عالم مليء بالضوضاء والمنافسة يبرز القادة الانطوائيون كرمز للقيادة الهادئة التي تظهر نتائج ملموسة. مستندة إلى التركيز، والصبر، والإبداع.
فينا تعكس قصص نجاح العديد من هؤلاء القادة، أمثال: بيل جيتس وإلين جونسون سيرليف؛ قوة الشخصيات الانطوائية في تحويل التحديات إلى فرص. وفقًا لما ذكره موقع “diversily”.
ومن خلال فهم طبيعتك الانطوائية والاستفادة منها لا يمكنك تحقيق النجاح فحسب، بل أيضًا إعادة تعريف ما يعنيه أن تكون قائدًا فعالًا.
إذا كنت قائدًا انطوائيًا أو تطمح إلى أن تكون قائدًا فإليك 10 أفكار أساسية لمساعدتك على الاستفادة من نقاط قوتك الفريدة والتنقل في رحلتك القيادية بفعالية.
10 طرق لتمكين القادة الانطوائيين
1. احتضن نقاط قوتك
باعتبارك شخصًا انطوائيًا فأنت تمتلك مجموعة فريدة من نقاط القوة. من المحتمل أن تتفوق في التفكير العميق والاستماع وبناء اتصالات ذات معنى.
في حين يمكن لهذه الصفات أن تعزز أسلوب قيادة مدروس وشامل يعطي الأولوية للتفاهم والتعاطف. اتجه إلى أن تكون أنت أكثر، ولا تهدر طاقتك في محاولة أن تصبح شيئًا ليس أنت.
2. القيادة الفعالة تأتي بأشكال عديدة
القيادة ليست دورًا واحدًا يناسب الجميع. إذ أظهر القادة الانطوائيون المشهورون، مثل بيل جيتس وماريسا مايرز؛ أن الاستبطان والتفكير المتأني سمتان لا تقدران بثمن في القيادة. احتضن أسلوبك وأدرك أن القيادة الفعالة يمكن أن تتخذ أشكالًا عديدة.
بيننا يمكن أن تختلف تعريفات وتصورات الانطواء والانبساط عبر الثقافات. على سبيل المثال: غالبًا ما تقدر الثقافات الغربية السمات الانبساطية مثل الحزم والتواصل الاجتماعي بدرجة أكبر، في حين قد تضع بعض الثقافات الشرقية قيمة أكبر للطبيعة التأملية والأكثر تحفظًا للانطواء.
3. لا يتم تحديدك من خلال انطوائك
تذكر أن الانطواء ليس تسمية تحدد هويتك، بل هو وصف للمكان الذي تكتسب فيه طاقتك. وغالبًا ما يستعيد القادة الانطوائيون طاقتهم من خلال العزلة والتأمل، لكن هذا لا يعني أنهم غير اجتماعيين أو غير قادرين على التفاعل بشكل ديناميكي مع الآخرين.
وسمات مثل كونك اجتماعيًا أو منفتحًا أو حازمًا لا تقتصر على المنفتحين يمكن العثور عليها في أي شخص، بغض النظر عن المكان الذي يستمد منه طاقته. قد تكون هناك سمات غالبًا ما ترتبط بالانطوائيين والتي لا تنطبق عليك ببساطة، وتلك المرتبطة بالانبساطية التي تنطبق عليك. فعليك احتضان الفردية الخاصة بك.
4. قيمة مهارات الاستماع لديك
قد يكون الانطوائيون مستمعين ممتازين، وهي مهارة غالبًا ما يتم التقليل من قيمتها ولا يتم استغلالها بشكل كافٍ، ولكنها مهمة في القيادة.
إن الاستماع إلى فريقك يعزز الثقة، ويشجع التواصل المفتوح، ويساعدك على فهم الفروق الدقيقة في المواقف قبل اتخاذ القرارات.
5. خصص وقتًا هادئًا للتأمل
ادمج وقتًا هادئًا في روتينك اليومي لإعادة الشحن والتأمل. يمكن أن يساعدك ذلك في معالجة المعلومات وتطوير الاستراتيجيات واتخاذ قرارات مدروسة.
وحدد فترات راحة منتظمة لضمان الحفاظ على طاقتك وتركيزك.
6. تفويض وتمكين الآخرين
إن دور القائد هو المساعدة على تمهيد الطريق، ثم الابتعاد عن الطريق حتى يتمكن الفريق من الأداء. وغالبًا ما يقع القادة المنفتحون الذين يحبون أن يكونوا بمركز الصدارة في فخ سلب الفرص من أعضاء فريقهم.
وعادةً يتفوق القادة الانطوائيون في تمكين أعضاء فريقهم. وتفويض المهام والمسؤوليات، والسماح للآخرين بأخذ الأضواء. وهذا لا يعزز نقاط القوة لدى فريقك فحسب، بل يبني كذلك بيئة عمل تعاونية ومحفزة.
يمكن أن يساعد فهم الانطوائيين القادة أيضًا على إنشاء بيئات تستوعب احتياجات أعضاء الفريق الانطوائيين. ويشمل ذلك: توفير الفرص للعمل الفردي، وتعزيز التواصل الكتابي بدلًا من اللفظي، وإتاحة الوقت للتفكير وحل المشكلات بشكل مستقل.
7. تطوير مهاراتك في التحدث أمام الجمهور
على الرغم من أن التحدث أمام الجمهور قد لا يكون طريقتك المفضلة لقضاء الوقت إلا أنه مهارة قيّمة لأي قائد. إنها أيضًا طريقة رائعة لمشاركة جميع أفكارك الرائعة. يمكن أن تساعدك الممارسة والتحضير على أن تصبح أكثر راحة وثقة.
وبدلًا من التركيز على نفسك فكر في جمهورك. والطريقة التي يجب أن تظهر بها لجذب انتباههم، وكيف تريد أن تجعلهم يشعرون وما تريد أن تلهمهم لفعله. إن التخلص من الضغط الناتج عن التفكير في نفسك يمكن أن يساعدك حقًا على توصيل رسالتك بشكل أكثر فعالية.
8. ضع الحدود
يحتاج الانطوائيون إلى وقت لإعادة شحن طاقتهم. ضع حدودًا لحماية طاقتك، مثل: جدولة وقت التوقف عن العمل بعد الاجتماعات أو وضع حدود لمدى توفرك. وهذا يضمن أنه يمكنك الحفاظ على صحتك والاستمرار في القيادة بفعالية.
وربما يكون الانطوائيون أكثر حذرًا بشأن مشاركة المعلومات الشخصية أو المشاعر، في حين أن بعض المنفتحين يكونون سعداء برواية قصة حياتهم لأي شخص يستمع إليهم.
ومع ذلك فإن بناء علاقات أعمق مع فريقك يتطلب الأصالة والرغبة في مشاركة القليل من هويتك وما يهمك. ومن خلال الانفتاح على قيمك وخبراتك وشغفك ومشاركتها تستطيع تعزيز الثقة وإنشاء فريق أكثر تماسكًا وتحفيزًا.
فكر في وضع حدود لما ترغب في مشاركته. وكلما بدأت في الانفتاح مع فريقك أصبح الأمر أسهل.
9. بناء علاقات عميقة
غالبًا ما يفضل الانطوائيون العلاقات العميقة والهادفة على شبكة كبيرة من الاتصالات السطحية.
فيما يوفر التركيز على بناء علاقات قوية مع أصحاب المصلحة الرئيسيين وأعضاء الفريق والموجهين الدعم والمشورة وفرص التعاون.
10. دافع عن نفسك
من المهم الدفاع عن أسلوبك في القيادة واحتياجاتك. وعليك توصيل تفضيلاتك والطرق التي تعمل بها بشكل أفضل لفريقك ورؤسائك. يساعد ذلك على توفير بيئة عمل أكثر ملاءمة وإنتاجية.