بعد أيام قلائل تبدأ فعاليات المعرض السعودي الدولي للامتياز التجاري في نسخته الثانية، بعد نجاح نسخته الأولى العام الماضي، وهو المعرض الذي ينتظره المهتمون بقطاع الفرنشايز من مستثمرين وأصحاب علامات تجارية وباحثين عن فرص؛ حيث يتم عقد نحو 40 ورشة عمل تغطي كافة الموضوعات المتعلقة بالفرنشايز؛ نظرًا لما لاقته ورش العمل من نجاح كبير في العام الماضي.
وللتعرف على المعرض والجديد فيه، أجرينا هذا الحوار مع هيا السنيدي؛ رئيس مجلس إدارة شركة السنيدي للمعارض والمؤتمرات، والتي تقوم بتنظيم المعرض..
ــ ما أهم أهداف المعرض الدولي للامتياز التجاري؟
الأهداف الرئيسة للمعرض، امتداد لخطة العام الماضي 2018م، والتي تتوازى مع أهداف رؤية 2030 المرتكزة على تطوير ونمو القطاع غير النفطي، باستهداف المستثمرين من رواد ورائدات الأعمال، لاسيما وأنَّ “الفرنشايز” من أفضل القطاعات المسؤولة عن تطوير المنشآت المتوسطة والصغيرة؛ العصب المحرك لعجلة التنمية الاقتصادية في أي دولة.
ويهدف المعرض أيضًا إلى تصدير العلامات التجارية السعودية المانحة لحقوق الامتياز التجاري، ونشر ثقافة الامتياز التجاري بين رواد ورائدات الأعمال، وتطوير قطاع “الفرنشايز”.
كذلك، نحرص على أن نكون مظلة، وهمزة وصل؛ لتوفير جميع الخدمات الاستشارية، والخدمات ذات الاختصاص في “الفرنشايز”، بالإضافة إلى توفير الفرص الاستثمارية للشباب.
توسيع الرؤية
ــ ما الجديد في المعرض هذا العام؟
بعد نجاح المعرض في نسخته الأولى العام الماضي، تم توسيع الأفق والرؤية لأهداف 2019؛ بالتركيز على الشركات المشاركة من حيث تنوعها، سواء من الدول، أو القيمة الاستثمارية، إضافة إلى اختلاف القطاعات المشاركة.
ونظرًا لما لاقته ورش العمل من نجاح كبير، سنزيد من ورش العمل لهذا العام؛ لتشمل عددًا كبيرًا من الموضوعات والقضايا، بالإضافة للعيادات الاستشارية التي ستساعد رواد ورائدات الأعمال على تطوير أنفسهم ومنشآتهم.
ـــ ماذا عن البرنامج العلمي للمعرض؟
يتضمن البرنامج العلمي هذا العام، العديد من الفعاليات التي تساهم في دعم قطاع الفرنشايز ونشر ثقافة الامتياز التجاري، ودعم مفهومه؛ من خلال 40 ورشة عمل؛ تتنوع بين الامتياز التجاري وريادة الأعمال، إضافة إلى مناظرات وجلسات حوارية بين خبراء الفرنشايز ورواد الأعمال، وعرض بعض قصص النجاح والفشل؛ ليستفيد منها رواد الأعمال الجدد والمحتملين.
تعزيز صناعة الفرنشايز
ـــ ما دور المعرض في تعزيز صناعة الفرنشايز بالمملكة؟
نسعى إلى تحقيق أهداف رؤية 2030، ودعم الاقتصاد الوطني؛ من خلال توفير منصة أعمال لأصحاب حقوق الامتياز التجاري الراغبين في النمو في المملكة، مع توفير فرص لتواصل لرواد ورائدات الأعمال مع المستثمرين ورجال الأعمال الطموحين، وأصحاب الشركات العارضة المانحة للفرنشايز.
مشاركة 9 دول غربية
ــ ما أهم العلامات أو الدول الأجنبية المشاركة؟
تجديدًا للشراكة الناجحة بين المعرض السعودي الدولي للامتياز التجاري، وبين مؤسسة محمد بن راشد الممثلة في “امتياز”، فإنها مستمرة معنا هذا العام؛ من خلال جناح إماراتي يضم شركات إماراتية محلية مانحة لحقوق الفرنشايز.
وهناك كثير من العلامات التجارية السعودية المشاركة أيضًا، بالإضافة إلى علامات تجارية من دول أخرى كالبحرين والكويت والأردن ومصر، كما تشارك الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وإسبانيا واليابان وكوريا وماليزيا والهند والصين.
ـــ وما أثر مشاركة العلامات الأجنبية على مثيلتها الوطنية؟
لمشاركة العلامات التجارية الأجنبية أثر إيجابي، فالمنافسة تحفز الشركات السعودية على تطوير نفسها، كما تمثل نوعًا من تبادل التجارب والخبرات، فخبرة العلامات التجارية الأجنبية أكبر في مجال الفرنشايز؛ ما يفتح آفاقًا جديدة للعلامات السعودية لتطوير نفسها بشكل احترافي.
ــ ما أثر المعرض في نشر فكر وثقافة الفرنشايز؟
نشر ثقافة وفكر الامتياز التجاري من اهم الأهداف التي نعمل عليها، فيكفي تسليط الضوء على المعرض إعلاميًا قبل وأثناء المعرض، ومناقشة نتائجه بعد ذلك، فضلًا عما يشهده من ورش عمل ومحاضرات علمية وندوات تثقيفية، تصب كلها في رفع الوعي، وتصحيح المفاهيم، ونشر ثقافة الامتياز التجاري.
كذلك، يخدم رواد الأعمال ومؤسسي المشاريع الناشئة؛ فكي يكون لدينا علامة تجارية مانحة للامتياز التجاري، يجب أن يكون لدينا رواد أعمال لديهم علامات ناجحة. وقد قمنا بالدمج ما بين ريادة الأعمال والامتياز التجاري، وتوضيح علاقتهما ببعضهما البعض، خصوصًا من الناحية التثقيفية، فكل عمل ناجح سيصل إلى مرحلة ” الفرنشايز”؛ لذا يتم التركيز حاليًا على العملية التثقفية.
ونحرص جيدًا على الشراكة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص؛ لقيامهما بدور كبير في دعم رواد الأعمال من مؤسسي العلامات الوطنية الناشئة؛ حتى تتشكل البنية التحتية الاستثمارية، وتصبح جاهزة.
نظام قوي
ــ ما مدى قدرة العلامات الوطنية على المنافسة؟
إننا بحاجة لبعض الوقت لمنافسة العلامات الأجنبية، ولكن أعتقد أن علاماتنا التجارية، في طريقها الصحيح، مقارنة بالخليج العربي والشرق الأوسط؛ إذ نمتلك علامات وطنية جيدة، تحاول المنافسة بقوة، فهناك من نجح في تأسيس نظام فرنشايز قوي، وتوسع محليًا وإقليميًا. وقريبًا، سننافس العلامات التجارية الأجنبية، خاصة في ظل دعم القطاع الحكومي – بالتوازي مع أهداف رؤية 2030 – لقطاع الامتياز التجاري؛ لتشجيع العلامات الوطنية على التوسع ومساعدتها في النمو.
خطة تطويرية
ــ ما حجم النجاح المتوقع هذا العام؟
حسب الأهداف والخطة التطويرية التي اعتمدناها للمعرض السعودي الدولي للامتياز التجاري 2019م بالرياض، نتوقع نجاحًا كبيرًا بإذن الله؛ إذ عملنا جاهدين لتحسين وتطوير النسخة الثانية؛ كي يكون للشركات المشاركة، فرصة الانتشار والتوسع والتواصل مع رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف القطاعات.
المنافسة مع العلامات الدولية
ـــ كيف ترين واقع قطاع الفرنشايز بالمملكة؟
السوق السعودي نشط ومستقطب للشركات العالمية؛ ما جعله على أبواب المنافسة مع العلامات الدولية؛ لوجود علامات تجارية سعودية مميزة، تعمل على تطوير ذاتها للعمل بنظام الفرنشايز، ما ينتج عن ذلك رغبة في التطوير المستمر؛ وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني، وتطوير قطاع الفرنشايز بشكل خاص.
وأيضًا حصول المستهلك على خيارات عديدة ومميزة في المقام الأول؛ إذ أصبح قطاع الفرنشايز السعودي واحدًا من أسرع القطاعات غير النفطية نموًا في المملكة بوتيرة متسارعة بنسبة 27% سنويًا؛ لذا نقول بكل فخر إن المملكة نجحت نجاحًا كبيرًا في تصدير العلامات التجارية السعودية المانحة لحقوق الامتياز التجاري.
البرنامج الوطني للمعارض
ـــــــ كيف ترين واقع البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، وما مدى تحقيقه لرؤية 2030؟
أصبحت صناعة المؤتمرات والمعارض حلقة وصل مهمة؛ للدفع بعجلة التبادل التجاري وتطوير الأعمال؛ حيث ينتظرها مستقبل واعد في ظل ما تتمتع بها المملكة من مكانة اقتصادية عالمية؛ كونها من بين دول العشرين الكبرى، ومن أكبر الأسواق الاقتصادية الواعدة في الشرق الأوسط.
وقد أولت “رؤية 2030” صناعة الاجتماعات أهمية كبرى، ووضعت الركائز الأساسية لتطويرها؛ للخروج من المحلية إلى العالمية. وكان تأسيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات برئاسة سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، من صور ذلك الدعم؛ إذ تعمل منذ تأسيسها على إحداث نقلة نوعية كبرى على صعيد الارتقاء بالأداء النوعي المؤسسي، وعمل الإجراءات التنظيمية التي انعكست إيجابًا على الصناعة ككل منذ انطلاقة البرنامج في سبتمبر 2013م.
واليوم، أصبحت صناعة الاجتماعات صناعة مستقلة بذاتها، تعزز بقوة قطاع الأعمال؛ كونها إحدى مصادر دخل الاقتصاد الوطني، وتسهم في تنمية قطاع الضيافة والسفر والسياحة.
وتهدف الرؤية التي وضعها الأمير سلطان بن سلمان؛ رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج لأن تكون المملكة وجهة عالمية للمؤتمرات والمعارض.
ـــــ ماذا عن رؤيتك المستقبلية؟
نهدف لأن يكون المعرض السعودي الدولي للامتياز التجاري، أحد أكبر المعارض في الشرق الأوسط، ونعمل على تكوين شراكات عالمية لتقوية العلاقات بين الشركات السعودية والدولية.