على مدى السنوات الخمس الأخيرة يكاد يكون من المستحيل تصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون رؤية شكل من أشكال التسويق المؤثر، ففي كل موقع يعرض المؤثرون الوجبات الخفيفة، والملابس، والإكسسوارات، وماركات المكياج _سواء من خلال المنشورات التقليدية أو قصص إنستجرام أو مقاطع الفيديو الطويلة_ وبعد سنوات من المنافسة ثمة سؤال يطرح نفسه بقوة: هل يمكن التخلي عن تسويق المؤثرين؟
مع التطور السريع الذي تشهده مواقع التواصل الاجتماعي يومًا بعد آخر يُمكن لأي مدون أو خبير في مواقع التواصل الاجتماعي أن يطلق على نفسه مؤثرًا، وعلى الجانب الآخر تُشير بعض التقارير العالمية إلى أن 86% من العلامات التجارية جربت التسويق عبر المؤثرين في عام 2020، وتستمر الأرقام في النمو خلال عام 2021، ولكن هل هذا لصالح عملك؟ ربما سترشدك السطور التالية نحو الطريق الصحيح.
لذلك يجيب موقع «رواد الأعمال» في السطور التالية عن سؤال: هل يمكن التخلي عن تسويق المؤثرين؟
اقرأ أيضًا: كيف تعزز كفاءتك في العمل؟.. طرق مهمة لزيادة الإنتاج
هل يمكن التخلي عن تسويق المؤثرين؟
بطبيعة التطور والانتشار السريع الذي تشهده شبكة الإنترنت تُقدم المنصات الاجتماعية، مثل: فيسبوك وإنستجرام وتويتر وسناب شات وغيرها، المزيد من الوعود للمستخدمين من جميع الأعمار حول العالم، وبعد أن كان الهدف الأسمى هو الترحيب والتعبير عن الذات والمشاركة الهادفة والشعور بالمجتمع أصبحت منصات التواصل أرضًا للمشاركات والإعلانات التي ترعاها، ويُسارع مستخدمو هذه المنصات في استدعاء المؤثرين والعلامات التجارية عندما يرون نقصًا في المصداقية.
وتُعد مشكلة المؤثرين الوهميين من أهم الأسباب الجذرية التي تزيد من تفكير رواد الأعمال وأصحاب الأعمال التجارية في الابتعاد عن التسويق عبر المؤثرين.
وقد أكدت بعض الدراسات أن الكثير من المؤثرين العاملين من قِبل العديد من العلامات التجارية الكُبرى لديهم قواعد متابعين يُقدر أنها مزيفة بنسبة تصل إلى 75%، إنه أيضًا سبب كبير آخر وراء خيبة الأمل في المؤثرين بشكل عام.
الاعتماد المفرط على كبار المؤثرين
يؤدي الاعتماد المفرط على المؤثرين الكبار إلى التفكير في التخلي عن التسويق عبر المؤثرين، بالطبع لا يستطيع كبار اللاعبين في هذه الصناعة فعل كل شيء، وإذا فعلوا ذلك من أجل الثروة فقد لا يكون هناك تأثير قوي بالنسبة للعلامات التجارية؛ نظرًا لأن هذه الطريقة تزيد من الشعور بالملل لدى الملايين من المستخدمين وهو ما يدفعهم بعيدًا.
وفي هذا الصدد يُشير البعض من الخبراء إلى أن إحدى الطرق للتغلب على هذا هو اتباع نهج معاكس؛ أي: بدلًا من العثور على أكبر جمهور يجب على العلامات التجارية البحث عن طرق لبناء المجتمعات.
اقرأ أيضًا: ما توفره ريادة الأعمال من مميزات.. المجال الأقوى لنمو الاقتصادات
التشكيك في محتوى المؤثرين
أدى انتشار ثقافة المؤثرين بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، إلى ظهور مجموعة من التقنيات التكنولوجية الحديثة لمساعدة المشاهير في إدارة الحسابات الخاصة بهم، بالإضافة إلى ذلك انتشرت برامج تزويد المتابعين الوهميين، وهو ما يزيد من حدة التشكيك في مصداقية المؤثرين والمحتوى الذين يُشاركوه، ووفقًا للعديد من التقارير ظهرت مجموعة من الشركات المتخصصة لبيع المتابعين الوهميين للأشخاص الطموحين في أن يكونوا مؤثرين.
وقد قيّد تفشي جائحة «كوفيد -19» العديد من أنشطة المحتوى المؤثر التي تتمحور حول السفر والرياضة والمطاعم على سبيل المثال لا الحصر؛ حيث كان يُنظر إلى المؤثرين الذين استمروا في مشاركة المحتوى المرتبط بهذه الأنشطة باستنكار.
في الوقت نفسه خفضت الشركات التكاليف خلال الوباء، بما فيها استبعاد التسويق المؤثر من الاستراتيجيات التسويقية، إذًا يُمكن القول إنه من المحتمل أن يستمر ذلك النوع من التسويق في التراجع.
في نهاية المطاف يُمكن القول إن التسويق عبر المؤثرين هي عملية معقدة بدرجة كافية، وإذا فشلوا بأي شكل من الأشكال فقد لا ترى النتائج التي ترغب في الوصول إليها بالنسبة لعملك، بشكل عام يُمكنك التخلي عن التسويق عبر المؤثرين، والاعتماد على الطرق الأخرى مثل: الإعلانات المستهدفة عبر الحسابات الرسمية الخاصة بالشركة، سواء على فيسبوك أو تويتر أو حتى إنستجرام.
اقرأ أيضًا:
أفضل بدائل واتساب.. هجرة عالمية
مستقبل جاك دورسي بعد ترك تويتر.. كيف يكون؟
مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي في 2022.. اتجاهات رقمية جديدة
كيف توظف أموالك بشكل سليم؟.. خطوتك الأولى نحو الثراء
أهم الوظائف في 2022.. اقتنص الفرصة