قال مارك كوبان؛ الملياردير ورائد الأعمال الأمريكي، إن طلاب المدارس الثانوية والجامعات أمامهم «فرصة فريدة» يمكن أن تساعدهم في الحصول على وظائف في أي مكان تقريبًا. تتمثل في تعلم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المنتشرة في السوق.
كما دعا كوبان. خلال حلقة من بودكاست (تي بي بي إن) التي بُثت في 20 أغسطس. الشباب إلى استثمار «أوقات فراغهم» في تعلم أكبر قدر ممكن عن أدوات الذكاء الاصطناعي. موضحًا أن من يكتسب هذه المهارة سيكون قادرًا ولاحقًا على مساعدة الشركات والزملاء في استخدام تلك الأدوات والوكلاء الرقميين بفاعلية أكبر. وبالتالي زيادة الإنتاجية.
تعلم الذكاء الاصطناعي
كذلك أضاف مارك كوبان:
«لست بحاجة إلى أن تكون مهندس برمجيات. أنا أخبر أبنائي في الثانوية والجامعة أن يتعلموا كل ما يمكن عن الذكاء الاصطناعي. لكن الأهم هو معرفة كيفية تطبيقه في بيئة العمل. لأن أغلب الشركات اليوم لا تدرك تمامًا كيف يمكن استخدام هذه التقنية لتحقيق ميزة تنافسية».
كما أوضح أن تعلم الذكاء الاصطناعي يبدأ بالتجربة المباشرة عبر الأدوات المجانية المتاحة. واكتساب مهارات في كتابة التعليمات (Prompt Engineering). وتخصيص النماذج لحالات عمل محددة.
وأضاف مارك كوبان:
«كل شركة تحتاج إلى ذلك. لا توجد طريقة بديهية لدمج الذكاء الاصطناعي في أعمالها. وهذه هي الفجوة التي لا يدركها كثيرون. وهي أيضًا ما سيخلق وظائف كثيرة».
وأشار كوبان إلى أن الولايات المتحدة تضم أكثر من 34 مليون شركة. ومعظمها من المشروعات الصغيرة التي لا تملك ميزانيات ضخمة لتبني الذكاء الاصطناعي مثل شركات التكنولوجيا الكبرى.
كما رجح الملياردير الأمريكي أن تلجأ تلك الشركات الصغيرة إلى توظيف شباب أقل تكلفة لتطبيق إستراتيجياتها في هذا المجال.
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
وبحسب استطلاع حديث أجرته شركة الخدمات المهنية (إرنست آند يونج)، فإن حتى الشركات الكبرى التي تستثمر بكثافة في أدوات الذكاء الاصطناعي لا تزال تحاول معرفة أفضل السبل لدمج هذه التكنولوجيا في عملياتها اليومية.
كما أظهر تقرير صادر في يوليو عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن 95% من الشركات لم تحقق حتى الآن أي عائد ملموس من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.
أما الشركات التي نجحت في تطبيق الذكاء الاصطناعي. فهي غالبًا شركات ناشئة صغيرة يديرها رواد أعمال شباب قادرون على تخصيص النماذج وفق احتياجاتهم الخاصة، بحسب التقرير ذاته.
كذلك قال مارك كوبان إن طفرة الذكاء الاصطناعي تذكره ببداية عمله في بيع البرمجيات في عشرينيات عمره. حين كانت الشركات بالكاد تعرف استخدام الحواسيب.
وأضاف:
«كنت أذهب وأنا في الرابعة والعشرين إلى شركات لم ترَ حاسوبًا شخصيًا من قبل. وأشرح لهم قيمته، وكان بعضهم يقول: لدي سكرتيرة، ولن أحتاج إلى هذا أبدًا».
وأشار كوبان إلى أنه لو كان مراهقًا اليوم. لبدأ مشروعًا جانبيًا لتعليم الشركات كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بفاعلية.
كما أضاف مارك كوبان في مقابلة سابقة مع (سي إن بي سي ميك إت) في أكتوبر 2024:
«كنت سأذهب إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لم تفهم الذكاء الاصطناعي بعد. حتى لو كان عمري 16 عامًا فقط. كنت سأقوم بتدريبهم عليه».
تيار عالمي
ولا يُعد كوبان الصوت الوحيد في هذا الاتجاه، إذ نصح الباحث وأستاذ كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا إيثان مولّك الشباب باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية بمعدل لا يقل عن 10 ساعات أسبوعيًا. مع التفكير في الاشتراك ببعض النماذج المدفوعة لاكتساب فهم أعمق لإمكاناتها وحدودها.
كما أضاف مولّك:
«ينبغي على أصحاب العمل استثمار أفكار أفضل مستخدمي الذكاء الاصطناعي. وتحويلها إلى منتجات يمكن تطبيقها مباشرة»،
وأوضح أن نصيحته الأولى هي:
«دفع 20 دولارًا شهريًا لاستخدام (كلود) من أنثروبيك أو (شات جي بي تي) من أوبن إيه آي أو (جيميني) من جوجل، واستخدامها في كل ما هو قانوني».
المصدر: CNBC