أكد أسامة السلوم؛ المستشار المتخصص في شؤون المنشآت الصغيرة والمتوسطة، أهمية استقطاب المستثمرين بهدف دعم رائد الأعمال من خلال الشراكة في مشروعه، كخيار مهم لاستمرار المشاريع الريادية الناشئة، عارضًا جملة من الاشتراطات التي تحقق هذا الغرض، وتضمن نتائجه، متطرقًا إلى أهمية التواصل مع الأهل والأصدقاء، والمستثمرين الملائكيين، ومؤسسات رأس المال الجريء.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته غرفة الشرقية، ممثلة بمركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، اليوم الأربعاء بعنوان: (كيف تستقطب المستثمرين)؛ إذ ذكر “السلّوم” أن الريادي هو “من يُوجِد حلًا لمشكلة قائمة، بطريقة مبتكرة، ويحقق منها فائدة مادية”، وبذلك يكون المشروع الريادي هو الذي يملك الحل لمشكلة معينة من خلال عملية تنفيذ مبتكرة للمشروع ذي القابلية للتوسع.
وأضاف أن ذلك يجعل هذا الريادي قادرًا على إقناع إطراف أخرى بأن تستثمر معه، أو تشاركه في عمليته الاستثمارية، أو تدعم مشروعه الريادي، ولكن ذلك يتم وفق شروط عدة؛ أبرزها أن يكون مقنعًا لهم، ولا يتم ذلك إلا إذا كان واعيًا بذاته (الخبرات، الشهادات، مصادر القوة)، فضلًا عن وضع شركته وعمرها وحجم السوق الذي تعمل فيه، على أن يتم تقديم كل ذلك بالأرقام، التي هي دلالة على الوعي بالذات، تلك إذن الخطوات الأولى في تطوير المشروع الريادي الرامي لإقناع المستثمرين.
وتابع: أما الخطوة الثانية فهي معرفة المستثمر الآخر الذي “يؤمن بك أو بمشروعك، ثم يقرر المخاطرة معك بدعمك ماديًا، مقابل حصة من ملكية المشروع”؛ حيث ليس من السهولة أن يقتنع أي مستثمر بالعمل معك، دون أن يعرف أو يقف على أرض صلبة يعرف نصيبه من العملية، وأغلب المستثمرين من هذا النوع يقدمون على هذه الخطوة مقابل حصة معينة في المشروع.
ونوه “السلوم” إلى وجود فارق كبير بين داعم للمشروع وممول له ويطلب بعد فترة معينة من الزمن أن تعود أموال الدعم، وبين من يدخل في المشروع ويخاطر معه، فالأول يطلق عليه “ممول”، بينما الثاني هو شريك مقابل حصة، بالتالي على الريادي الراغب في استقطاب المستثمرين أن يقدم لهم عرضًا يضمن إقناعهم بجدوى الدخول معه في هذا المشروع؛ لذلك لا بد أن يكون هذا العرض متضمنًا للمشكلة التي يتبنّاها المشروع ويسعى لحلها في السوق، مع التطرق للوضع الحالي، وصورته هي الهدف الأساسي من إنشاء وعمل الشركة: هل جُعِلت لتحقيق الربح السريع، أم لتأجيل الزيادة في الأرباح من أجل التوسع؟
وأضاف: لا بد أن يكون في هذا العرض نظرة إلى حجم السوق الذي يعمل فيه وقيمته، والمهمة التي يحققها المشروع، وكل ذلك ينبغي أن يكون بالأرقام، مؤكدًا أهمية الواقعية والصدق في هذا الشأن، وأن تكون الأرقام موثقة من مصادر معتمدة.
ثم انتقل “السلوم” للحديث عن شرائح المستثمرين، فتطرق إلى ما اصطلح عليه بـ “المستثمر الملائكي”، وهو الشخص الذي مهمته أن يستثمر في الشركات الناشئة، ويملك قدرات مالية داعمة، وخبرة في مجال العمل الذي يتطلع لدعمه، وعلاقات واسعة تساعد أي شركة يدعمها في التوسع.
وقال: لعل ميزة هذا الشخص أن قراره بيده، وهو في الغالب غير واضح وغير معروف، ولكن الراغبين في الدعم والدخول في الاستثمار في الأنشطة الذين يستطيعون دعمها، ويملكون خبرة في مجالهـا، ينتظرون عائدًا جراء هذا الدعم، أما النوع الثاني من المستثمرين فهم “الأهل والأصدقاء”، والذين ينبغي التعامل معهم بصورة دقيقة بعيدة عن أي مسميات مختلفة وبعيدة عن الاستثمار؛ لذا على الريادي أن يحدد هدفه، ويكتب عقدًا، ويشرح المخاطر بصدق وشفافية.
رأس المال الجريء
أما النوع الثالث التي يؤكد المحاضر ضرورة التواصل معها هو “رأس المال الجريء”، ويقصد به شركات معينة تمارس دورها في الاستثمار في الشركات الريادية الناشئة، فقد تكون في بداية المشاريع، أو في المراحل النهائية لها؛ لذا على الريادي أن يعرف القطاع الذي يمكن أن يحصل من خلاله على الدعم، وهذا يتم من خلال مراجعة الشركات التي استقطبت رأس المال الجريء، وأسلوب تعاملها معها، ولا يمنع من استشارة ذوي الخبرة في هذا الشأن.
وفي هذا الصدد قدّم “السلوم” عددًا من النقاط التي يراها مهمة في هذا الشأن؛ منها:
- عدم التنازل عن اكثر من 20% من المشروع لأي جولة استثمارية.
- دمج أكثر من جهة في العملية الاستثمارية.
- الدخول الشخصي بوضع جزء من المبلغ.
- ربط الاستثمار بعقد عمل أو مشروع مشترك، وتقليل قيمة المشروع.
وشدد في ختام المحاضرة على عدم الاستسلام في حالة رفص المستثمر، وضبط الأداء وعدم الخشية من حكم الآخرين.
اقرأ أيضًا:
أمجد عرب: نظام الامتياز التجاري يعزز الثقة لدى الجهات السعودية والأجنبية
“الكبريش”: نظام الامتياز التجاري يقلل المخاطر أمام رواد الأعمال
حمد البوعلي: نظام الامتياز التجاري سينعش السوق ويضاعف قطاع الفرنشايز