استضافت رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين G20 اجتماعًا جانبيًا رفيع المستوى حول التأهب لمواجهة الأوبئة والاستجابة لها، أكد خلاله القادة جنبًا إلى جنب مع المنظمات العالمية، على الحاجة إلى التنسيق المستمر بشآن آثار وباء فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، وتحسين التأهب العالمي للوباء.
من جهته، قال جوزيبي كونتي؛ دولة رئيس وزراء إيطاليا، إن المجتمع الدولي على مدى الأشهر القليلة الماضية واجه وباءً لم يسبق له مثيل خلال قرن من الزمن بسبب الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مؤكدًا أنه على الرغم من هذا الواقع المرير، إلا أن الخبر السار هو قدرتنا على تعزيز وتحقيق حشد دولي لمواجهة الوباء .
وأضاف : “هناك فجوات مالية كبيرة بحاجة إلى معالجة هذا الأمر، وسيتطلب أدوات ومسارات تمويل مبتكرة ومشاركة فاعلة للقطاع الخاص، ونحن بحاجة إلى استثمارات تهدف إلى تعزيز أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم مع دعم المرونة البيئية والاجتماعية وتجنب المزيد من الاختلال الإقتصادي، وبحاجة إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات متعددة الأطراف لجعلها أكثر فعالية بما في ذلك دعم منظمة الصحة العالمية”.
من جانبه، أوضح ألبرتو فرنانديز؛ رئيس جمهورية الأرجنتين، أن جائحة كورونا كشفت نقاط ضعف الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم، ومثلت فرصة فريدة لإعادة تعريف قيمة التضامن في المجتمعات.
وأضاف قائلًا: “لقد عملنا في الأرجنتين على نهج شامل يضع حياة الناس في المقام الأول من خلال تنفيذ تدابير صحية واجتماعية واقتصادية مبكرة في الوقت المناسب مما جعل من الممكن زيادة قدرة النظام الصحي في جميع المحافظات؛ حيث تم بناء 12 مستشفى نموذجيًا في وقت قياسي وأنشأنا صندوق الأسهم الوطني لضمان تغطية شاملة لجميع السكان”.
وأوضح أن بلاده تحافظ على التزام قوي بأي مبادرة إقليمية وعالمية تهدف إلى تسهيل الوصول الشامل للأدوية والعلاجات واللقاحات وضمان الوصول إلى هذه المنافع العامة العالمية، مؤكدًا أنه تم تسديد دفعة مقدمة لشراء 9 ملايين جرعة لقاح لتغطية 10% من السكان بالتوازي، كاشفًا أنه يجري بالتزامن مع ذلك تطوير المرحلة الثالثة من التجربة السريرية لـ3 لقاحات مرشحة في الأرجنتين وإنتاج اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد الذي سيتم توزيعه بشكل عاجل من 150 إلى 250 مليون جرعة إلى دول أمريكا اللاتينية.
بدوره، أكد إيمانويل ماكرون؛ الرئيس الفرنسي، أن فيروس كوفيد 19 لا يزال يمثل تحديًا للعالم أجمع ولمجموعة العشرين بشكل خاص، موضحًا أن المجموعة منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008م وهي تواجه تحديات جمة وتسعى لصياغة أنجع الحلول المناسبة لها بتكتل دولي إزاء الأزمات.
وأضاف ماكرون أن مجموعة العشرين يتحتم عليها اليوم المضي قدمًا لضمان استجابة دولية إزاء هذه الأزمة من خلال مناقشة المبادرات الهادفة إلى تحقيق السلامة الصحية لشعوب العالم، موضحًا: “لقد ناقشنا مبادرة ACT-A التي حصدت ما يقارب من 10 مليارات دولار منذ الانطلاق وهذا يعد نجاحًا وخطوة إلى الإمام؛ من أجل تسريع وتيرة البحث والانتاج التقني الصحي بالعالم”.
وأبان أن مجموعة العشرين التي تضم 90% من الاقتصاد العالمي لديها المناخ القادر على إنتاج تقنية صحية ضد “كوفيد 19” على نطاق شامل وهو ما يحكم النتائج داعيًا لتعزيز الشراكة الصناعية مع الدول النامية؛ خاصةً في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم.
واقترح الرئيس الفرنسي بناء منظومة تدفع بتوجيه جرعات اللقاح نحو البلدان الأقل نموًا لتحقيق مخرجات منظمة الصحة العالمية الداعية لعدالة توزيع اللقاح.
وقدم الرئيس الفرنسي شكره للمملكة العربية السعودية على استضافتها قمة مجموعة العشرين، مؤكدًا دعمه لإيطاليا برئاستها العام المقبل للمجموعة.
من جانبها، قالت أنجيلا ميركل، مستشارة جمهورية ألمانيا الاتحادية، إن نقاش قضية التأهب للوباء والاستجابة لها أخذت في هذه القمة مسارًا جديدًا عن المناقشات الماضية من حيث الاستجابة الضرورية على مستوى العالم مثل أي تحدٍ دولي، مشيرة إلى أن وباء كورونا لا يمكن التغلب عليه إلا بجهود عالمية وتتحمل مجموعة العشرين مسؤولية تجاه ذلك.
وأوضحت ميركل أن القمة أطلقت مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة الفيروس، ومنشأة “كوفاكس” التي تعمل كمنصة عالمية فريدة، وتسهم في تطوير وإنتاج وتوزيع الأدوية ووسائل التشخيص واللقاحات، كما تهدف إلى توزيع ملياري جرعة من اللقاح بحلول نهاية العام المقبل، لافتة إلى أنه جرى جمع ما يقارب 5 مليارات دولار لهذه المبادرة، أسهمت فيها ألمانيا بأكثر من نصف مليار يورو.
بدوره، أكد مون جاي أن؛ رئيس جمهورية كوريا الجنوبية على أهمية هذه الفعالية للمشاركة وتبادل التجارب الدولية في الاستجابة لفيروس كورونا.
ولفت الرئيس الكوري إلى إسهام تطبيقات الهواتف المختلفة في دعم الجهود لاحتواء الفيروس؛ خاصة للأشخاص المتضررين في بعض المناطق، إلى جانب إسهامها في تقديم الخدمات العديدة للطاقم الطبية والعاملين في الخطوط الأمامية، موضحًا أن بلاده تعاملت مع جائحة كورونا من خلال منطلقات ترتكز حكومته عليها؛ وهي: “الانفتاح، الشفافية، والديمقراطية”.
وشدد الرئيس الكوري الجنوبي على أن التعافي الاقتصادي العالمي السريع هو تحدٍ آخر لعودة الانتعاش الاقتصادي.
من جهته، أوضح سيريل رامافوزا؛ رئيس جمهورية جنوب أفريقيا أن جائحة كورونا لا يزال تأثيرها غير مسبوق على صحة الإنسان والمجتمعات والاقتصادات في العديد من بلدان العالم.
وأكد التزام الأعضاء في القمة الاستثنائية لقادة مجموعة العشرين في مارس هذا العام بتعزيز القدرات الوطنية والإقليمية والعالمية للاستجابة بفعالية مع الأوبئة المستقبلية، مبينًا أنه تم إنشاء صندوق استجابة “كوفيد 19” في القارة الأفريقية لتعبئة الموارد للاستجابة القارية ودعم الانتعاش.
وأبدى الرئيس سيريل رامافوزا سعادته بإجماع دول مجموعة العشرين على قرار مهم، يتمثل في إتاحة اللقاح الخاص بفيروس كورونا بطريقة عادلة ومنصفة على المستوى العالمي، مبينًا التزام قادة مجموعة العشرين بالاستثمار في عمل مسرعات فجوة التمويل الفوري البالغة 4.5 مليارات دولار والتي ستنقذ الأرواح على الفور، كما أنها تضع الأساس اللازم لتوفير اللقاح في جميع أنحاء العالم، إضافة لتوفير طريقة للخروج من هذه الأزمة العالمية والاقتصادية والبشرية.
وأعرب عن تطلعه إلى قيام دول مجموعة العشرين والشركاء الدوليين والمؤسسات المالية الدولية للعمل مع الدول الإفريقية لمساعدتها في إعادة بناء اقتصادها، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأفريقي اقترح العديد من الإجراءات كتخفيف الديون والفوائد والمدفوعات المؤجلة.
من جانبها، أكدت الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا؛ رئيسة مجلس إدارة التحالف العالمي للتحصين واللقاحات “جافي”, أن قمة مجموعة العشرين منحت الفرصة هذا العام لقادة العالم في مجموعة العشرين للعمل المشترك في مواجهة فيروس كورونا كان أبرزها التمويل المالي ودعم البلدان الأكثر ضررًا.
وأضافت قائلة: “الآن نحن بحاجة إلى قادة مجموعة العشرين وشركائها لضمان الحصول على 5 مليارات دولار إضافية لتمكين المتضررين في دول العالم الفقيرة من الحصول على هذه اللقاحات”.
اقرأ أيضًا:
“التأهل لمواجهة الأوبئة”.. مناقشة على هامش قمة مجموعة العشرين
الكلمة الافتتاحية لخادم الحرمين الشريفين بقمة قادة مجموعة العشرين
العمر: استضافة المملكة لقمة مجموعة العشرين يعتبر حدثًا تاريخيًا