تحل، اليوم السبت، ذكرى البيعة الخامسة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ إذ تولى مقاليد الحكم ليصبح ملكًا للسعودية في عام 2015.
وشهدت الخمس سنوات الماضية، منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم، العديد من الإنجازات على جميع المستويات؛ لعل أبرزها مجال الترفيه في المملكة، فنستطيع في ذكرى البيعة الخامسة أن نلمس بشكل ملحوظ مدى التطور في قطاع صناعة الترفيه، وانعكاس ذلك على اقتصاد الدولة.
وكان التطور في مجال الترفيه هو التحدي الأكبر الذي واجهته المملكة خلال السنوات الماضية؛ حيث كان الجميع يترقب خُطى المملكة نحو ذلك الأمر، وربطوا بين هذه الخطوة وخروج المملكة عن عاداتها وتقاليدها، ولكن كانت المفاجأة عندما استطاعت القيادة الاتجاه نحو الترفيه بقوة مع الحفاظ على الضوابط التي تحكم المجتمع.
وترصد «مجلة رواد الأعمال» في ذكرى البيعة الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ مقاليد الحكم بالمملكة، جهود القيادة لتطوير قطاع الترفيه وأهم المحطات التي مر بها هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة.
هيئة الترفيه
أُنشئت هيئة الترفيه في المملكة بعد عام من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم؛ لتتماشى مع رؤية 2030 التي تستهدف تنوع مصادر الدخل بجانب النفط.
في البداية، أثار إنشاء الهيئة العديد من علامات التعجب، فكيف ستمارس عملها دون أن يتنافى ذلك مع عادات المملكة؟إلا أنه كانت هناك فئة أكبر راهنت على ذكاء القيادة في التنفيذ مع الحفاظ على الأطر التي تُميز المملكة.
وكان أحمد بن عقيل الخطيب؛ أول من تولى رئاسة الهيئة ما بين عامي 2016 و2018، وخلفه المستشار تركي آل الشيخ؛ الذي يتولى المنصب حتى الآن.
بدأت الهيئة تدشين الفعاليات الترفيهية تدريجيًا؛ ما بين الحفلات والمسابقات المختلفة والفعاليات الرياضية، وشهد عام 2018 بالتحديد انطلاقه واسعة لصناعة الترفيه، وعلى الرغم من ذلك حافظت المملكة على تقاليدها بوضع ضوابط محددة وسن العقوبات المناسبة لمن يتخطى تلك الضوابط.
مواسم المملكة
وكانت الانطلاقه الحقيقية لقطاع الترفيه تزامنًا مع انطلاق مبادرة مواسم المملكة، في 3 مارس 2019 بعد جهود عدة جهات حكومية، عملت منذ منتصف عام 2018م على إطلاقها، تحت قيادة لجنة عليا يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رئيس لجنة الفعاليات.
وتضمنت هذه المبادرة إطلاق 11 موسمًا، تم تنفيذ 9 مواسم منها بنجاح حتى الآن على مدار عام تقريبًا.
وشملت المواسم فعاليات ثقافية ورياضية وترفيهية، ولم يقتصر الأمر على الحفلات الغنائية كما يتصور البعض.
الترفيه ودعم السياحة
وشهدت المواسم عملية استقطاب واسعة للمشاهير عالميًا وعربيًا وهو ما يروج لقطاع السياحة بطريقة ذكية، واستقبلت المملكة، مؤخرًا، عددًا كبيرًا من المشاهير في الفن والرياضة؛ على رأسهم: فان دام وجاكي شان وليونيل ميسي ورونالدينيو؛ لتوجيه رسالة إلى العالم بأن المملكة هي من أفضل الوجهات السياحية التي قد تفكر في زيارتها.
ويُحسب لهيئة الترفيه قدرتها على استقطاب هؤلاء المشاهير؛ ليكون تواجدهم بمثابة حملات إعلانية ضخمة تُسوق لقطاع السياحة بالمملكة وتُعطي الثقة لدى الجمهور المستهدف خارجها.
وارتفعت نسبة السياحة الداخلية في المملكة تزامنًا مع انطلاق المواسم المختلفة، خاصة مواسم جدة والرياض والدرعية؛ حيث كسر موسم الرياض حاجز الـ 8 ملايين زائر حتى الآن على مدار شهر ونصف الشهر فقط.
وأصبحت المملكة هي الوجهة الأساسية لأبنائها؛ حيث سحبت مؤخرًا البساط من تحت أقدام الإمارات وباقي الخليج العربي التي كان السائح السعودي أبرز أهدافها خلال مواسم العطلات.
ووضع المستشار تركي آل الشيخ؛ استراتيجية لهيئة الترفيه، وتضمنت أن تصبح المملكة من بين أول أربع وجهات ترفيهية في منطقة آسيا، وبين أول عشرة على مستوى العالم، وهو ما يلعب دورًا مهمًا في ازدهار اقتصاد المملكة وتوفير فرص العمل للشباب.
الترفيه والضوابط
وتأكيدًا من القيادة لعدم المساس بالسلوكيات المتبعة في المملكة تزامنًا مع الانفتاح في مجال الترفيه، تم وضع ضوابط وقوانين؛ لضمان نجاح استراتيجيتها في قطاع الترفيه دون الخروج عن التقاليد.
وأصدرت المملكة «لائحة الذوق العام»، والتي تضمن التزام المتواجدين في المملكة بمجموعة الآداب السلوكية والاجتماعية المندرجة تحت إطار اللباقة التي يفرضها المكان والزمان وعامّيته، والتي تمنع كل ما من شأنه المساس بالذوق العام والتقليل من احترام الثقافة والتقاليد السعودية أو الإساءة إليها.
وتواصل هيئة الترفيه جهودها؛ لتطبيق رؤية 2030 وتطوير صناعة الترفيه، بعد النجاح منقطع النظير الذي حققته مواسم المملكة والفعاليات الترفيهية المختلفة التي أطلقتها السعودية مؤخرًا.
اقرأ أيضًا:
شركات يابانية تبحث الاستثمار في قطاع الترفيه بالمملكة
انطلاق مؤتمر «الأحساء عاصمة للسياحة العربية» الثلاثاء المقبل