يعيش الرؤساء التنفيذيون أغلب الوقت من الحياة العملية في محاولة الحصول على معلومات من الآخرين. ذلك من خلال فن طرح الأسئلة على نظائرهم في جلسات الاجتماعات.
وعلى عكس اهتمام المحامين والصحفيين والأطباء بفن طرح الأسئلة، يرى المديرون الاستجواب أو طرح الأسئلة أنها مهارة مكتسبة؛ إذ تعكس مدى فعالية الإجابات على الأسئلة المطروحة في جعل المحادثات أكثر إنتاجية.
من ناحية أخرى، يعد إهمال هذه المهارة فرصة ضائعة؛ إذ يعد فن طرح الاسئلة أداة فعالة لتحفيز القيمة داخل المؤسسات. كما تحفز القدرة على التعلم وتبادل الأفكار، وتعزز الابتكار وتطور الأداء.
أيضًا يعزز طرح الأسئلة الثقة والتفاهم بين أعضاء الفريق. كما يمكن أن يحد من المخاطر التجارية عبر الكشف عن العقبات والمشكلات غير المتوقعة.
كما يعد استمرار طرح الأسئلة فرصة لتنمية ذكاءنا العاطفي بشكل طبيعي. خاصة إفي دائرة إيجابية متكاملة.
وعلى الرغم من أن البعض يتمتعون بموهبة فطرية في طرح الأسئلة. نظرا لفضولهم الفطري وذكائهم العاطفي وقدرتهم على فهم عقول الآخرين، إلا أن البعض الآخر لا يتمكن من إلقاء عددًا كافيًا من الأسئلة وصياغتها بطريقة مناسبة.
فيما يلي، يستعرض المقال التالي كيفية صياغة الأسئلة وطريقة الرد عليها. كما يعرض إرشادات حول اختيار نوع السؤال وتسلسله وطريقة صياغته. بجانب كيفية تحديد ما يجب مشاركته من معلومات لتحقيق أكبر فائدة من التفاعل البشري. سواء على مستوى الفرد أو المؤسسي.
فن إلقاء الأسئلة للحصول على الإيجابات
وفي السياق ذاته، قال الكاتب ديل كارنيغي في كتابه الشهير “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”: “كن مستمعًا جيدًا، واطرح سؤال يستمتع الطرف الآخر بالإجابة عنها”.
ومع ذلك، لا يزال يتجاهل معظم الناس العمل هذه النصيحة الذهبية. حيث بدأت الباحثة أليسون تحليل المحادثات في كلية هارفارد للأعمال. حيث توصلت إلى أن الناس ببساطة لا يطرحون قدر كافي من الأسئلة.
كما تعد أكثر العبارات التي نسمعها بعد المقابلات أو الاجتماعات أو المواعيد الأولى هي “ليته سألني المزيد من الأسئلة” أو “لم أصدق أنه لم يسألني أي سؤال”.
كم الأسئلة المطلوب
ويعد تحديد السؤال المطلوب طرحها مجهول للغاية؛ حيث إن البعض أناني بطبعه، يسعى لإبهار الآخرين بأفكاره وقصصه الخاصة دون أن يخطر بباله أن يسألهم. بينما يعتبر البعض الآخر غير مبالي. لا يهتم بما قد يسمعه. أو يتوقع أن الإجابات ستكون مملة.
بينما يعتبر البعض الآخر واثق أكثر من اللازم؛ ما يشير إلى إنه يعرف الإجابة مسبقًا. في حين يخاف البعض الآخر من طرح السؤال الخاطئ، خوفًا من أن يصنف على أنه جاهل.
وبحسب الباحثين، لا يدرك الغالبية العظمى مدى الفوائد الهائلة التي يجلبها طرح الأسئلة الجيدة.
تحديد السؤال المناسب
عادة ما ينظر إلى القائد الناجح على أن لديه جميع الإجابات. لكن الحقيقة أن أفضل القادة ليسوا أولئك الذين يعرفون كل شيء؛ بل من يوجهون الأسئلة الصحيحة. حيث لا تعتبر طرح الأسئلة علامة ضعف؛ بل أداة إستراتيجية تحفز التفكير، تعزز الثقة، وتفتح آفاق جديدة نحو التطور المستمر.
فيما يلي، نستعرض كيف يمكن لطرح الأسئلة أن يتحول إلى قوة سحرية لتعزيز الشركات.
استفسارات حول المعرفة
يعتقد البعض أن القمدير الناجح هو مصدر الإجابات، لكن هذا التفكير يخفض الإبداع ويمنع التعلم.
وعنما يسأل القائد الأسئلة المناسبة؛ فهو لا يبحث فقط عن إجابات؛ بل يوسع آفاق معرفته ويوضح الموقف من زوايا مختلفة. حيث تحفز الأسئلة المناسبة التفكير النقدي وتسهم في اتخاذ قرارات أكثر دقة وعمقًا.
سؤال لتعزيز العلاقات بين الناس
حين يطرح البعض سؤال على الآخر؛ فإننا لا نتعلم فقط من الإجابة؛ بل نكتسب كيف يفكر ونتواصل ونشعر.
ذلك عبر تحديد:
-
مستوى وعيه بموضوع النقاش
-
قدرته على التعبير بوضوح
-
مستوى شغفه بما يفعله.
كذلك، يتحول السؤال إلى أداة لفهم الأشخاص وبناء علاقات عميقة أقوى وشفافة.
أسئلة تحفيز المشاركة
بينما يطرح القائد سؤالًا، يتمكن من تحفيز عقول الآخرين على التفكير. سواء أجابوا على الفور أو لا، حيث ستستمر أذهانهم في معالجة السؤال حتى بعد انتهاء النقاش. نظرا لأننا مبرمجون بالفطرة على الرغبة في الإجابة عن السؤال.
أيضًا، عندما يتشارك الجميع في البحث عن حل، تكون النتيجة دائمًا أكثر ابتكارًا وفاعلية من الاعتماد على عقل واحد فقط.
سؤال لإظهار التقدير
عندما يستفسر المدير عن آراء فريقه؛ فهذا يعكس رغبته في الحصول على التقدير.
كذلك، يمنح السؤال المباشر، في الاجتماعات الجماعية، فرصة لمن لا يجدون صوتًا مسموعًا. ليعبروا عن آرائهم. وبالتالي، تتحول كل إجابة إلى إعلان عن قيمة كل فرد في الفريق.
أسئلة توجيه التفكير
حين يلقي الآخرون السؤال، ففي أغلب الأوقات يرغبون في تحديد اتجاه الحديث. ويقودون طريقة التفكير، لكن عندما تكون أنت من يوجه السؤال؛ فإنك تتحكم في مسار النقاش وتوجه الانتباه إلى ما تريد التركيز عليه.
كذلك، يعتبر سؤال واحد ذكي كاف لتغيير مسار اجتماع كامل.
وجدير بالذكر أن طرح السؤال يسمح للآخرين بالإحساس بالثقة والمسؤولية. كما يحول القائد من مصدر للأوامر إلى محفز للتفكير الجماعي.
المقال الأصلي: من هنـا