أشار خبراء في “جيه بي مورغان” إلى أن سوق العمل الأمريكية سوف تشهد تعافيًا بلا وظائف. نظرًا لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد؛ ما يؤثر في العاملين بالمكاتب وأصحاب الوظائف المعرفية غير الروتينية.
وأوضح مراد تاشجي؛ خبير إقتصادي في بنك “جيه بي مورغان”، أن الذكاء الاصطناعي يستعد لاستبدال مجموعة واسعة من العاملين في الوظائف المعرفية البيضاء. أي العاملين في المكاتب الذين تعتمد وظائفهم على التفكير والتحليل بدلًا من المهارات اليدوية.
وفي السياق ذاته أكد البنك، في مذكرة حديثة للعملاء، أن التغير نحو الذكاء الاصطناعي يتسبب في ارتفاع هيكلي لمعدلات البطالة في هذا القطاع حتى مع استمرار النمو الاقتصادي.
كذلك نوه تاشجي بأن هذا التحول يمثل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد الأمريكي ككل. لأن العاملين في الوظائف المعرفية يشكلون 45% من إجمالي العمالة في الأسر الأمريكية.
وأضاف “إن زيادة معدلات البطالة وخفض نسب التعافي لهؤلاء العاملين قد يزيد من حدة موجة الركود القادمة. وربما يضطر صناع السياسات إلى تخفيف السياسة النقدية بشكل كبير. أو ضخ تحفيز اقتصادي واسع لمساعدة سوق العمل على التكيف مع التغيرات الجديدة”.
الذكاء الاصطناعي يسبب أزمة بطالة
وعلى الرغم من أن تأثير الذكاء الاصطناعي في الوظائف المكتبية ليس جديدًا. يؤكد تاشجي ظهور علامات الخوف من الذكاء الاصطناعي. خاصة في فئة الخريجين الجدد.
أيضًا سجل البنك ارتفاعًا في معدل البطالة بين حديثي التخرج. مدعومًا بالإستخدام المفرط لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها في فرص التوظيف.
كما أكدت تحليلات البنك أن نسبة البطالة بين العاملين في الوظائف المعرفية غير الروتينية تجاوزت خلال السنوات الأخيرة نسبة البطالة بين العاملين في الوظائف الروتينية. سواء كانت معرفية أو يدوية.
نتائج وإحصائيات
بينما نوه التقرير إلى أن العاملين في الوظائف الروتينية. مثل: المبيعات أو الأعمال المكتبية المتكررة. سبق أن مروا بتجربة “تعاف بلا وظائف” خلال التحولات التكنولوجية السابقة. حيث تراجعت نسبة هذه الوظائف في الولايات المتحدة من 55% إلى 40% في السنوات الأربعة الماضية.
وفي حين أن تأثير الذكاء الاصطناعي لم يظهر في أرقام التوظيف الإجمالية، تراجعت معدلات البطالة في الولايات المتحدة عند 4.2% خلال يوليو الماضي.
كذلك حذر تاشجي من أن الضغوط على العاملين في المهن المكتبية ارتفعت تدريجيًا مع مرور الوقت.
وتابع: “أظهرت الوظائف الروتينية السابقة سلوكًا دوريًا واضحًا. حيث استغرقت هذه الوظائف وقتًا أطول للتعافي. إذ نشهد النموذج ذاته مع الوظائف المعرفية البيضاء في ظل الثورة الصناعية الجديدة”.
تراجع سوق العمل
علاوة على ذلك أكدت البيانات أن سوق العمل الأمريكية أظهرت علامات تراجع. فأضاف التوجه الجديد في الاقتصاد عددًا أقل من الوظائف مما كان متوقعًا في يوليو 2025. في حين تم تعديل بيانات مايو ويونيو نزولًا بنحو 258 ألف وظيفة.
وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات حول التراجع تتزايد المخاطر حول احتمالية أن يشهد الاقتصاد الأمريكي تحولًا جوهريًا في طبيعة العمل بفعل الذكاء الاصطناعي. ما يجعل “الوظائف البيضاء” التالية في خط النار.
آراء خبراء الذكاء الاصطناعي
أعرب سام ألتمان؛ الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن رأيه في مستقبل وظائف الـAI وهل حقًا سيقضي الـAI على القوى العاملة البشرية.
وجاء ذلك خلال مقابلة في برنامج “تاكر كارلسون”؛ حيث عرض ألتمان إحصائيات حول الصناعات الأكثر عرضة للمخاطر. والوظائف الراسخة في يد البشر.
وتنبأ بأن الذكاء الاصطناعي سيقضى على وظائف في مجالات محددة. مؤكدًا أن الـAI سيحل محل العديد من وظائف خدمة العملاء التي تتم عبر الهاتف أو الكمبيوتر.
وقال: “أنا واثق من أن الكثير من خدمات العملاء الحالية عبر الهاتف أو الكمبيوتر سيخسرها البشر، ويتولى الذكاء الاصطناعي هذا العمل بشكل أفضل”.
وعلى صعيد قطاع البرمجة أوضح “ألتمان” أن أدوات الـAI جعلت المطورين أكثر إنتاجية وأعلى قيمة؛ ما يؤكد تزايد طلب السوق العالمية على المبرمجين.
وقال: “ما يعنيه أن تكون مبرمجًا اليوم مختلف عما كان عليه قبل عامين. كما يمكنك استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر إنتاجية. ومع ذلك لا يزال الإنسان موجودًا. واتضح أن العالم بحاجة إلى كميات من البرمجيات أكثر بكثير مما كان قادرًا على إنتاجه سابقا”.
بإختصار: لا يلغي الذكاء الاصطناعي العنصر البشري، لكنه يعيد وضع خارطة جديدة لسوق العمل بما يتواءم مع متطلبات العصر. حيث تتميز وظائف مثل: التعاطف، المساءلة، والحضور البشري المباشر بصفات حماية ضد الآتمتة.
كذلك تكمن الوظائف الأكثر استقرارًا في مجالات؛ مثل: الثقة الإنسانية، والقوانين واللوائح، والمهارات اليدوية الدقيقة.
المقال الأصلي: من هنـا