تشهد بيئة العمل في السنوات الأخيرة فجوة متزايدة بين ما يقدّره جيل «زد» وما يبحث عنه المديرون في المرشحين للوظائف.
كذلك أظهرت دراسة أجرتها شركة «بيكومينج يو لابز» باستخدام أداة قياس القيم «ذا فاليوز بريدج» على أكثر من 77 ألف مشارك. أنّ القيم الثلاث الأهم لدى جيل «زد» هي الرعاية الذاتية، والتعبير الصادق عن الذات، ومساعدة الآخرين.
في المقابل، يركّز مسؤولو التوظيف في قطاعات مثل التكنولوجيا والاستشارات والمصارف. والخدمات المهنية على قيم الإنجاز والتعلّم والعمل الجاد. وعند مقارنة الدراستين، تبيّن أنّ 2%ة فقط من جيل «زد» يشتركون مع رؤسائهم في القيم نفسها.
جيل «زد» وتحديات التوظيف
أحد الرؤساء التنفيذيين علّق على النتائج بالقول: «هذا يفسّر تمامًا سبب صعوبة التوظيف لدينا». فيما قال مدير تنفيذي لمستشفى: «نحتاج الآن إلى تعيين طبيبين أو ثلاثة بدلًا من طبيب واحد متقاعد. لأن الجيل الجديد لا يرى ضرورة في العمل الجاد كما في السابق». أما أحد مديري الموارد البشرية. فاختصر الموقف قائلًا: «إنه أمر جنوني… لكنه مؤكد».
في المقابل، يردّ شباب «زد» بحدة. فكتب أحد الخريجين الجدد على «تيك توك»: «لماذا نعيش وفق قيم جيل الطفرة التي دمّرت العالم؟». كما أضاف آخر: «الكبار يكرهون الشباب لأن حياتنا تُظهر أن حياتهم كانت بلا جدوى. لن أتمنى أن أكون عملت أكثر عندما أكون على فراش الموت».
وسط هذا الجدل، تتفاقم التحديات مع تطوّر الذكاء الاصطناعي الذي يهدّد الوظائف المخصصة للمبتدئين. ما يجعل كثيرين من جيل «زد» يشعرون بأنهم «غير قابلين للتوظيف».
3 نصائح عملية
من جانبها قدمت «سوزي ويلش»، أستاذة في «كلية ستيرن لإدارة الأعمال» بجامعة نيويورك، ثلاث نصائح لمواجهة هذا المأزق:
أولًا: التصالح مع قيمة الثروة في حياتك
تشير ويلش إلى أن كثيرين لا يصارحون أنفسهم بحقيقة رغبتهم في الثراء. لكن لا يمكن اتخاذ قرارات مهنية مستدامة دون تحديد المبلغ الذي يحقّق الإحساس بالاكتفاء. فبحسب أبحاثها، يرى 42% من جيل «زد» الثراء ضمن أول خمس قيم لديهم. بينما يضعه 23 في المئة في آخر خمس قيم.
ثانيًا: الانضمام إلى شركات تتبنى القيم نفسها
كما تنصح ويلش بالبحث عن الشركات التي تُعرف بدعمها لرفاه الموظفين والأصالة والعطاء. لكنها تشير إلى أن هذه الشركات تجذب أعدادًا كبيرة من المتقدمين. ما يتطلّب سيرة ذاتية ورسالة تغطية ممتازتين.
كذلك ترى أن ريادة الأعمال خيار آخر لمن يملك فكرة جيدة وقدرة على الصمود. إذ تتيح تأسيس بيئة عمل تتماشى مع القيم الشخصية.
ثالثًا: إبرام اتفاق مع الذات يمتد لعقد كامل
أخيرًا تقول ويلش إن تغيير القيم أمر صعب، لكنه يمكن كبح بعض القيم مؤقتًا من أجل تحقيق أهداف مادية أو مهنية. شريطة الالتزام التام بالخطة لمدة عشر سنوات على الأقل. لأن النجاح السريع «أسطورة حتى بالنسبة لمن يملكون القيم التقليدية».
وفي نهاية المطاف تختم ويلش بالقول إن مدى التمسّك بالقيم الشخصية هو قرار مصيري يشكّل الدخل. والإحساس بالغاية، ومسار الحياة المهنية. لذلك تنصح جيل «زد» بالتعامل مع هذه القرارات «بعقلانية نابعة من الحكمة والتجارب. لا من الذعر أو الاستسلام».
المصدر: CNBC