يقول جيف بيزوس؛ مؤسس شركة «أمازون»، إنك لا تحتاج إلى تأسيس شركة في سن العشرين كي تصبح رائد أعمال ناجحًا. وهو ينصح بالعمل لعدة سنوات في شركة ناجحة وراسخة قبل الانطلاق بمشروعك الخاص.
وبدلًا من تأخير نجاحك فإن اكتساب هذه الخبرة العملية القيّمة «يزيد من فرصك» في إطلاق مشروع تجاري ناجح عندما تكون مستعدًا. بحسب ما قاله بيزوس مؤخًرًا خلال أسبوع التكنولوجيا الإيطالي في مدينة تورينو يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025.
نصائح جيف بيزوس للشباب
كذلك قال بيزوس:
«أنصح الشباب دائمًا بالعمل في شركة تطبّق أفضل الممارسات في مكان يمكنك أن تتعلم فيه الكثير من الأساسيات. مثل كيفية التوظيف بشكل جيد. وكيفية إجراء المقابلات، وغيرها».
كما أضاف: «هناك الكثير من الأمور التي تتعلمها في شركة عظيمة وتساعدك لاحقًا. ولا يزال لديك الكثير من الوقت لتأسيس شركتك بعد أن تكتسب تلك الخبرة».
ورغم أن العديد من رواد الأعمال أسسوا شركات ناشئة بمليارات الدولارات بعد تركهم الدراسة الجامعية ودون اكتساب خبرة عمل كبيرة. فإن بيزوس يرى أن تلك قصص نجاح «استثنائية»، وهو موقف مفهوم؛ نظرًا لأن أغلبية الشركات الناشئة المدعومة من رؤوس الأموال المخاطرة تفشل.
في حين أن الشركات التي تنجح غالبًا ما يقودها مؤسسون أكبر سنًا وأكثر خبرة، وفقًا للأبحاث.
متوسط أعمار مؤسسي الشركات الناشئة
كذلك في عام 2021 حلّلت منصة «تيك كرانش» بيانات أكثر من 150 مؤسسًا من برنامج «واي كومبيناتور» المسرّع للشركات. والذين وصلت شركاتهم لاحقًا إلى تقييمات تفوق مليار دولار.
كما وجدت أن متوسط أعمارهم عند تأسيس تلك الشركات كان يزيد قليلًا على 28 عامًا.
وعلى نطاق أوسع أظهرت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2019 أن متوسط عمر مؤسسي «الشركات الناشئة عالية النمو» -أي أعلى 0.1% من أسرع الشركات الناشئة نموًا في الولايات المتحدة- يبلغ 45 عامًا.
بينما كتب مايكل سايبل؛ الشريك في «واي كومبيناتور» والمؤسس المشارك لـ «تويتش»، في منشور عام 2017:
«بناء شركة كبيرة وذات تأثير يستغرق سنوات. لكن المؤسسين المحتملين لا ينبغي أن يشعروا بضغط البدء في سن صغيرة».
كذلك أضاف:
«نصيحتي الأفضل هي الانتقال إلى مركز تكنولوجي (ويُفضل أن يكون خليج سان فرانسيسكو). والعمل في شركة تكنولوجيا إلى أن تتمكن من ادخار المال. أو تكوين فريق من الزملاء المناسبين، أو اكتشاف المشكلة التي لديك شغف بحلها. لا بأس بتأجيل الانطلاقة إذا كان ذلك يمنحك أفضل فرصة للنجاح».
بدايات جيف بيزوس وتجربة إطلاق «أمازون»
كان بيزوس في الثلاثين من عمره عندما أطلق «أمازون». وبعد تخرجه في جامعة برينستون عام 1986 بدرجة في الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر عمل في شركة اتصالات ناشئة تدعى «فيتيل» على إصلاح الأكواد البرمجية.
بعد ذلك التحق بشركة «بانكرز تراست» كمدير منتجات قبل أن يصبح نائب رئيس في صندوق التحوط «دي. إي. شو». الذي ركز على استخدام النماذج الرياضية المتقدمة لرصد اتجاهات السوق.
كما قال بيزوس إنه «تعلم قدرًا هائلًا» خلال فترة عمله في «شو». وأدت هذه الخبرة دورًا محوريًا في قراره بإطلاق «أمازون». إذ كان مكلفًا في الصندوق بالبحث عن فرص غير مستغلة في بدايات الإنترنت. واكتشف إحصائية تُظهر أن استخدام الإنترنت كان ينمو بمعدل 2,300% سنويًا؛ ما أثار اهتمامه بإطلاق مشروع تجارة إلكترونية.
في حين أن الخبرة والمعرفة التي اكتسبهما عبر ارتقائه المناصب في ثلاث شركات مختلفة منحاه فرصة أفضل بكثير للنجاح مع «أمازون». مقارنة بما لو كان ترك الجامعة وأسس شركة قبل عقد من الزمن، على حد قوله.
وأضاف جيف بيزوس: «أعتقد أن تلك السنوات العشر الإضافية من الخبرة حسّنت فعليًا فرص نجاح أمازون»، مشيرًا إلى أنه لا يندم على إكمال دراسته الجامعية. قائلًا: «استمتعت بالدراسة الجامعية وأعتقد أنها كانت مفيدة لي».
بينما عبّر بيل جيتس؛ المؤسس المشارك لـ «مايكروسوفت» الذي ترك جامعة هارفارد مبكرًا. عن ندمه على ترك الدراسة في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي ميك إت» خلال فبراير الماضي.
وأشار إلى أنه قضى وقتًا رائعًا في تكوين الصداقات وحضور طيف واسع من الدورات من علوم الكمبيوتر إلى التاريخ وعلم النفس.
وقال بيل جيتس إنه ليس من الأشخاص الذين يروّجون لترك الجامعة»، مضيفًا: «أنا من أشد المعجبين بالحصول على قاعدة معرفية واسعة. وأعتقد أن الحالات التي تستدعي ترك الدراسة استثنائية وتتطلب شعورًا عاجلًا يدفعك لفعل شيء آخر».
المصدر: CNBC