ربما يكون تكوين فريق العمل الناجح المتناغم هو الخطوة الأولى بل الحاسمة في نجاح أي عمل تجاري؛ فمن العسير تصور شركة ناجحة بدون فريق عمل كفؤ ذي مهارات متنوعة، وأعضائه متناغمون مع بعضهم البعض؛ من حيث المهارات وغيرها.
يبدأ تكوين فريق العمل الناجح بتوظيف الأشخاص المناسبين، أولئك الذين يقدّرون العمل نحو هدف مشترك، وموجهون نحو الهدف، ويحترمون الهيكل الهرمي الذي تتطلبه معظم الأعمال.
بمجرد تعيين الأشخاص المناسبين يكون الهدف هو جمعهم معًا في وحدة متماسكة، كما يجب أن يحتوي فريق العمل الذي تقوم بتأسيسه على مجموعات مهارات تكميلية؛ بحيث تتمكن المجموعة الكاملة من الأشخاص من إنجاز المهام التي لا يمكنك القيام بها بنفسك كقائد للفريق.
ضع في اعتبارك منافسيك؛ فمنافسك لن يكون شخصًا واحدًا بل ستكون شركة بالكامل لها هيكل مؤسسي خاص بها، وثقافة الشركة الخاصة بها، ومجموعتها الفريدة من الأفراد الذين يجلبون بأنفسهم سنوات من الخبرة.
وثمة أمر جلي فيما يتعلق بتكوين فريق العمل الناجح مفاده أن ما يمكن للمجموع القيام به أكثر بكثير مما يمكن لفرد واحد القيام به، فحتى رواد الأعمال الأكثر إبداعًا لا يمكنهم الارتقاء بفكرة إلى تحقيق النجاح دون مساعدة الفريق.
وبقدر ما تكون فكرة العمل جيدة لا يمكن أن تكون عملًا مناسبًا بدون فريق ديناميكي يعمل بشكل متماسك لتنفيذ خطة عمل مشتركة.
اقرأ أيضًا: كيف تفصل الموظف دون الشعور بتأنيب الضمير؟
تكوين فريق العمل الناجح
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الخطوات التي تساعد في تكوين فريق العمل الناجح، وذلك على النحو التالي..
-
وضع وتحديد التوقعات
أول خطوة -بعد توظيف الأشخاص المناسبين- في تكوين فريق العمل الناجح هي وضع وتحديد التوقعات؛ أي ما تريده من الفريق بالفعل.
ويجب أن تكون التوقعات معروفة منذ البداية، ليس فقط من حيث أهداف المبيعات أو خطة مدتها خمس سنوات، ولكن من حيث نوع بيئة الفريق التي تتطلع إلى إنشائها.
هل تريد إنشاء ثقافة المسؤولية فيها المشتركة وحل المشكلات واتخاذ القرار يكون بشكل مشترك؟ إذا كانت الإجابة بنعم فقل ذلك.
فالقائد الفعال سوف ينقل مثل هذه القيم من البداية إلى أعضاء فريقه؛ ومن شأن هذا أن يتيح لأعضاء الفريق الجدد فهم ما يشتركون فيه، وما يتوجب عليهم فعله.
-
تعزيز التواصل الداخلي
ولا مجال للحديث عن تكوين فريق العمل الناجح من دون التشديد على تعزيز التواصل الداخلي بين أعضاء هذا الفريق أو ذاك.
ففي حين أنه من الأهمية بمكان أن تقدر وتكرم كل فرد من أعضاء الفريق من المهم أيضًا أن يبدي أعضاء الفريق أنفسهم نفس الاحترام والاهتمام تجاه بعضهم البعض.
عليك إذًا، طالما أنك تسعى إلى تكوين فريق العمل الناجح، أن تشجع الأفراد على عدم اعتبار بعضهم البعض منافسين أو أي شيء آخر، وإنما كشركاء في العمل يعملون نحو هدف مشترك يتمثل في تطوير الأعمال والنجاح الفردي وتحقيق أهداف الفريق ككل.
اقرأ أيضًا: إلزام الفريق بالعمل الجيد.. سياسات واستراتيجيات
-
التدريب على الذكاء العاطفي
ولا شك أن الذكاء العاطفي من الخطوات الأساسية في تكوين فريق العمل الناجح؛ إذ يفهم القادة العظماء، على سبيل المثال، أنه ليس كل شخص يحفزه نفس الشيء.
ففي حين يزدهر بعض لاعبي الفريق في متابعة الأهداف المشتركة يسعى البعض الآخر إلى المنافسة الصحية، إما مع منافس خارجي أو ضد فريق مبيعات آخر في المكتب نفسه.
فمن خلال تبني هذه الحقائق حول أنماط العمل، وأشكال التحفيز المختلفة، سيعامل القائد الفعال الفروق الفردية للأفراد على أنها ميزة وليست عقبة.
-
اعتماد التحفيز الإيجابي
من أكثر الطرق فاعلية عند تكوين فريق العمل الناجح تشكيل السلوك باستخدام التعزيز الإيجابي بدلًا من التعزيز السلبي.
وعليك طالما أنك تسعى إلى تكوين فريق العمل الناجح أن تقاوم الحافز لانتقاد أخطاء أعضاء الفريق. وبدلًا من ذلك أنشئ بيئة جماعية إيجابية؛ من خلال الاستشهاد بالأحداث والسلوكيات التي أحببتها بشكل خاص وشجع فريقك على جلب المزيد من حيث أتى.
فالتعزيز الإيجابي هو طريقة أكثر إنتاجية لتحفيز أداء الفريق أكثر من انتقاد وتأنيب أولئك الذين أخطأوا.
اقرأ أيضًا: الصراحة مع الموظفين.. أهميتها وطرق تعزيزها
-
تقديم المكافآت
المكافآت عامل مهم آخر من عوامل تكوين فريق العمل الناجح؛ إذ يجب أن يدرك الناس أن عملهم الشاق وجهودهم المضنية تتم ملاحظتها بل تقديم المكافآت عليها.
إذا كنت محظوظًا بما يكفي لتتمكن من تقديم مكافآت مالية فهذه طريقة جديدة لإظهار التقدير، أما إذا كنت شركة ناشئة ولديها القليل من المال ففكر في طرق أخرى لإظهار الامتنان والثقة.
ابحث عن طريقة صغيرة لإظهار أنك تولي اهتمامًا وثيقًا لموظفيك وأن جهودهم موضع تقدير. وسوف ينعكس ذلك جيدًا عليك كرئيس ويساعد في تذكير الناس بأنهم أعضاء مهمون في الفريق.
-
تعزيز التنوع
عندما يتعلق الأمر بتكوين فريق العمل الناجح يجب أن يكون فريقك متنوعًا قدر الإمكان؛ أي من خلفيات وتجارب وأعمار وآراء مختلفة.
وعليك أن توظف الأشخاص لتغطية بعض نقاط الضعف في الفريق، فكلما كان الفريق متنوعًا كانت احتمالات نجاح عملك أكبر.
اقرأ أيضًا:
تقييم الموظفين للمدير.. الإمكانية والآليات
المساعدة الخفية للمرؤوسين.. حيل الإدارة الذكية
أخطاء الموظف الناجح.. ماهيتها وكيفية تخطيها؟
الاطمئنان في بيئة العمل.. أهميته وطرق تعزيزه
إدارة فريق عمل صغير.. خطط وخطوات