تراجع الين الياباني، اليوم الثلاثاء، إلى أدنى مستوى له في أسبوع بعد انتخاب المحافظة المتشددة ساناي تاكايشي رئيسة لوزراء اليابان. إذ يراهن المتعاملون على أن حكومتها قد تثير الغموض بشأن مسار أسعار الفائدة، وتبنى سياسة مالية أكثر توسعًا.
كما فازت تاكايشي. أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة وزعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم. بتصويت مجلس النواب لاختيار رئيس الوزراء الجديد. وكانت هذه النتيجة متوقعة على نطاق واسع من قبل المستثمرين بعد حصولها على دعم حزب المعارضة اليميني «إشين».
الين تحت الضغط
وتراجع الين بنسبة 0.76% إلى 151.895 مقابل الدولار، بعد أن لامس في وقت سابق أدنى مستوى له أمام الدولار منذ 14 أكتوبر. مسجلًا أكبر هبوط يومي له في أسبوعين. كما واجه الين ضغوطًا أمام كل من اليورو والجنيه الإسترليني.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت وسائل إعلام محلية بأن تاكايشي وضعت اللمسات النهائية على خطة لتعيين ساتسوكي كاتاياما، وزيرة الإنعاش الإقليمي السابقة، وزيرةً للمالية.
كذلك كانت كاتاياما قد عبّرت في مقابلة مع وكالة رويترز في مارس عن تفضيلها لعملة ين أقوى. وهو ما قد يدفع الأسواق إلى إعادة النظر في فكرة دفع العملة اليابانية إلى مزيد من الانخفاض.
وقال فولكمار باوَر، محلل العملات والسلع في بنك كومرتس، إن «التضخم والقوة الشرائية للأسر الخاصة سيظلان قضيتين أساسيتين للحكومة الجديدة من أجل تحسين التأييد الشعبي».
كما أضاف باوَر: «لذلك من غير المرجح أن تدعم الحكومة الجديدة انخفاض قيمة الين الياباني».
سياسات التحفيز المالي
ومع ذلك، فإن دعم تاكايشي لسياسات التحفيز المالي والنهج النقدي المرن يبقي المستثمرين في حالة ترقب، ويعقّد مسار بنك اليابان نحو رفع أسعار الفائدة.
كذلك قال فريد نيومان، كبير خبراء الاقتصاد في آسيا لدى بنك إتش إس بي سي: «من منظور سياسي، قد تكون هناك اعتبارات لتأجيل تشديد السياسة النقدية إلى أن تحقق سياسة التيسير المالي تأثيرها. وبالتالي، يجد بنك اليابان نفسه في موقف صعب بين خيارين متعارضين».
الدولار يعزز مكاسبه
في الأسواق الأوسع، ظلت العملات ضمن نطاقات ضيقة رغم الأجواء الإيجابية عمومًا، بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري مع الرئيس الصيني شي جين بينج.
كما صرّح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت بأن الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الأمريكية الذي استمر 20 يومًا من المرجح أن ينتهي هذا الأسبوع.
وتراجعت المخاوف المرتبطة بمخاطر الائتمان بين البنوك الأمريكية بشكل طفيف.
كذلك ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام ست عملات رئيسية. مدعومًا بتراجع الين ليصل إلى أعلى مستوى في ستة أيام. وسجل آخر ارتفاع له بنسبة 0.312% إلى 98.921.
بنوك منطقة اليورو ومصادر التمويل
كما قال فيليب لاين، كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، إن البنوك في منطقة اليورو قد تتعرض لضغوط إذا جفّت مصادر التمويل بالدولار الأمريكي. التي تُعد شريان الحياة للأسواق المالية، وسط القلق من سياسات ترامب.
وتظل مخاوف نقص التمويل بالدولار في أذهان صناع السياسة النقدية منذ أن أعلن ترامب سلسلة من الرسوم الجمركية. وبدأ بممارسة الضغط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت سابق من هذا العام.
وتراجع اليورو بنسبة 0.3% أمام الدولار القوي إلى 1.161 دولار، رغم انحسار حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا.
كما انخفض الجنيه الإسترليني أمام الدولار رغم بيانات الثلاثاء التي أظهرت أن الاقتراض في بريطانيا خلال النصف الأول من العام المالي بلغ أعلى مستوى له منذ جائحة كورونا. إذ يرى المستثمرون أن ميزانية الشهر المقبل الصعبة مأخوذة بالفعل في الحسبان.
المصدر: رويترز