سجلت أسعار النفط تراجعًا لليوم الثاني على التوالي اليوم الأربعاء؛ إذ يترقب المستثمرون نتائج محادثات السلام الجارية بين روسيا وأوكرانيا، التي قد تُفضي إلى زيادة في المعروض العالمي.
ووفقًا لما ذكرته “رويترز”، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 13 سنتًا، أو ما يعادل 0.21%، لتسجل 62.32 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 0221 بتوقيت جرينتش. بينما كان الخام القياسي قد انخفض بنسبة 1.1% في الجلسة السابقة؛ ما يعكس استمرار الضغوط البيعية.
كذلك، خسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ما مقداره 12 سنتًا، أي 0.20%، ليصل إلى 58.52 دولارًا للبرميل. في حين شهد الخام الأمريكي تراجعًا بنسبة 1.2% أمس الثلاثاء؛ ما يؤكد على ضعف المعنويات في السوق.
جمود في محادثات روسيا وأوكرانيا
وفي هذا السياق، قالت الحكومة الروسية اليوم الأربعاء إن روسيا والولايات المتحدة لم تتوصلا إلى حل وسط بشأن اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا. علاوة على ذلك، جاء هذا التصريح عقب اجتماع استمر خمس ساعات في الكرملين بين الرئيس فلاديمير بوتين ومبعوثين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتترقب أسواق النفط نتائج هذه المحادثات بشكلٍ دقيق لمعرفة ما إذا كان أي اتفاق محتمل سيؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على الشركات الروسية. بينما تشمل الشركات التي قد تتأثر برفع العقوبات شركتي النفط الروسيتين العملاقتين، روسنفت و لوك أويل.

من ناحية أخرى، أشار توني سيكامور؛ محلل الأسواق لدى آي.جي، في مذكرة صدرت مؤخرًا، إلى أن القلق من تخمة المعروض وضعف الطلب ما زال يضغط على الأسعار. كما أكد سيكامور أن الأسعار يجب أن تبقى فوق مستوى الدعم في منتصف نطاق الخمسين دولارًا لتفادي تراجعات أكبر.
المخاطر الجيوسياسية
واتّسع نطاق الحرب في أوكرانيا منذ الغزو الروسي عام 2022؛ ما زاد من حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة العالمية. كذلك، باتت أوكرانيا تستهدف بانتظام البنية التحتية للنفط في روسيا بهجمات بطائرات مسيّرة؛ ما يضيف عنصر المخاطرة الجيوسياسية.
وسلّطت الهجمات الأخيرة على مواقع التصدير من السواحل الروسية المطلة على البحر الأسود الضوء على المخاطر الجيوسياسية الناجمة عن الصراع. كما أن أي تصعيد مستقبلي يحمل إمكانية تعطيل الإمدادات بشكل غير متوقع.
وأشارت مصادر في السوق نقلًا عن أرقام معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء إلى ارتفاع مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. علاوة على ذلك، ذكرت المصادر أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 2.48 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 نوفمبر.
من ناحية أخرى، صعدت مخزونات البنزين في الفترة ذاتها بمقدار 3.14 مليون برميل. كذلك، زادت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 2.88 مليون برميل؛ ما يشير إلى ضعف في الطلب على المنتجات المكررة محليًا في الولايات المتحدة.


