تُفصح برامج العودة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية، وكذلك بقية الإجراءات التي اتبعتها خلال جائحة فيروس كورونا المستجد عن وضعها الإنسان _بشكل عام_ مواطنًا كان أم مقيمًا، في القلب من اهتماماتها.
لم يكن هدف المملكة من طرح برامج العودة، كما هو الحال مع بقية الإجراءات الأخرى، سوى الحفاظ على أمن وسلامة الإنسان، والعمل، بشتى الطرق، على مواجهة الفيروس والحد من غلوائه.
واتخذت الحكومة عددًا من الإجراءات الاحترازية للمساهمة في حماية المواطنين والمقيمين في المملكة، وتوفير المتطلبات المالية اللازمة لتنفيذ الإجراءات الوقائية والمباشرة للتعامل مع تبعات الوباء والعمل على الحد من انتشاره، وضمان استمرارية أعمال الأجهزة الحكومية.
فصحة وسلامة المواطنين والمقيمين تأتي في المرتبة الأولى لأولويات العمل الحكومي، كما وفرت الحكومة كل الاعتمادات الإضافية المطلوبة لقطاع الصحة، والخدمات الصحية اللازمة للوقاية والعلاج ومنع الانتشار.
اقرأ أيضًا: هيفاء الدعلان: ثقافة ريادة الأعمال لها تأثير كبير في النشاط الاقتصادي
مبادرات حكومية
لم تقتصر مواجهة تبعات فيروس كورونا على طرح العديد من برامج العودة التي تسهم في جلب المواطنين من خارج المملكة إلى الديار، ولا مساعدة المقيمين في العودة إلى أوطانهم، وإنما كان لدى السعودية اشتغال اقتصادي/ اجتماعي من نوع آخر.
فحكومة المملكة أطلقت مبادرات عاجلة لمساندة القطاع الخاص خاصةً المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثرًا من تبعات هذا الوباء؛ حيث يصل حجم هذه المبادرات إلى ما يزيد على 70 مليار ريال.
ويتمثل بعض هذه المبادرات في إعفاءات وتأجيل بعض المستحقات الحكومية لتوفير سيولة على القطاع الخاص؛ ليتمكن من استخدامها في إدارة أنشطته الاقتصادية، إضافةً إلى برنامج الدعم الذي أعلنت عن تقديمه مؤسسة النقد العربي السعودي للمصارف والمؤسسات المالية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 50 مليار ريال في المرحلة الحالية.
بالإضافة إلى الإعفاء من المقابل المالي على الوافدين المنتهية إقاماتهم؛ وذلك من خلال تمديد فترة الإقامات الخاصة بهم لمدة ثلاثة أشهر دون مقابل، وتمكين أصحاب العمل من تمديد تأشيرات الخروج والعودة التي لم تُستغل خلال مدة حظر الدخول والخروج من المملكة لمدة ثلاثة أشهر دون مقابل.
وتشمل المبادرات كذلك: تمكين أصحاب الأعمال ولمدة ثلاثة أشهر من تأجيل توريد ضريبة القيمة المضافة وضريبة السلع الانتقائية وضريبة الدخل، وتأجيل تقديم الإقرارات الزكوية وتأجيل سداد الالتزامات المترتبة بموجبها، ومنح الشهادات الزكوية بلا قيود عن مدة إقرار العام المالي 2019م، والتوسع في قبول طلبات التقسيط بدون اشتراط دفعة مقدمة من قِبل الهيئة العامة للزكاة والدخل، إضافةً إلى تأجيل تنفيذ إجراءات إيقاف الخدمات والحجز على الأموال من قِبل الهيئة العامة للزكاة والدخل، ووضع المعايير اللازمة لتمديد فترة التأجيل للأنشطة الأكثر تأثرًا حسب الحاجة.
وضمت أيضًا: تأجيل دفع بعض رسوم الخدمات الحكومية والرسوم البلدية المستحقة على منشآت القطاع الخاص، وذلك لمدة ثلاثة أشهر، ووضع المعايير اللازمة لتمديد فترة التأجيل للأنشطة الأكثر تأثرًا حسب الحاجة، وتفويض وزير المالية للموافقة على الإقراض وغيره من صور التمويل والإعفاء من سداد رسوم وعوائد القروض الممنوحة حتى نهاية عام 2020م، لمبادرة برنامج استدامة الشركات.
اقرأ أيضًا: علي العثيم: ريادة الأعمال رافد رئيسي لتنويع الدخل وبناء اقتصاد قوي
تقديم العلاج بالمجان
قررت المملكة، بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ وفي لفتة إنسانية من قيادتها الرشيدة، تحمل كل نفقات المصابين بفيروس كورونا سواءً من المواطنين والمقيمين، وهو واحد من الأمور التي تبين مدى تميز المملكة في التعامل مع هذه الجائحة.
وأمر خادم الحرمين الشريفين بتوفير علاج كورونا مجانًا لجميع المواطنين والمقيمين حتى لمخالفي الإقامة دون أي تبعات عليهم، فيما يتابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، سير العمل، ويؤكد أن الإنسان له الأولوية القصوى.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية كذلك عن أن لقاح كورونا سيكون مجانيًا لجميع الأشخاص الذين يعيشون في المملكة، وتأمل الوزارة في الحصول على لقاحات كافية لتغطية 70% من سكان البلاد بنهاية عام 2021.
وبهذا تكون المملكة من أوائل الدول في مجموعة العشرين وعلى مستوى العالم في الحصول على لقاحات آمنة وفعالة لصد فيروس كورونا وبكميات جيدة.
اقرأ أيضًا: علا رجب: لدينا نموذج متكامل في تعزيز البيئة الريادية والاستثمارية بالمملكة
برامج العودة
تم إطلاق خدمة إلكترونية لعودة المواطنين الراغبين في العودة، وسيتم التعامل مع الطلبات المسجلة إلكترونيًا وتحديد مواعيد السفر بحسب الخطة المعتمدة.
جاء ذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وحرصًا من القيادة على سلامة وصحة المواطنين في الخارج في ظل تفشي جائحة كورونا المستجد، ومتابعة شؤونهم وعائلاتهم ومرافقيهم منذ بداية تفشي الفيروس في بلدان العالم، والتأكد من توفير كل ما من شأنه أن يضمن سلامتهم حتى عودتهم لأرض الوطن سالمين.
وستكون الأولوية للمواطنين السعوديين بالخارج الموجودين في البلدان الأكثر تأثرًا من انتشار فيروس كورونا، وكبار السن، والحوامل. وسيخضع المواطنون حين عودتهم إلى أرض المملكة للعزل الصحي لمدة (14) يومًا.
وتُعد هذه المنصة الإلكترونية هي المسار المعتمد الوحيد لتسجيل الراغبين في العودة، ويمكن الاستفسار عند الضرورة من خلال التواصل على الرقم الموحد (920033334).
اقرأ أيضًا: حمد البوعلي: رؤية 2030 أكبر داعم لريادة الأعمال بدورها في تنويع الاقتصاد
مبادرة عودة
أطلقت وزارة الداخلية مبادرة “عودة” التي تعمل وبشكل استثنائي عن تمكين من يرغب من المقيمين حاملي تأشيرتي (الخروج والعودة والنهائي) من السفر جوًا لبلدانهم؛ وذلك من خلال تقديم طلبات العودة إلى بلدانهم إلكترونيًا عبر منصة “أبشر”.
ويمكن الاستفادة منها من خلال الدخول على منصة “أبشر” للخدمات الإلكترونية، ثم اختيار أيقونة (عودة) وتعبئة الحقول التالية (رقم الإقامة- تاريخ الميلاد- رقم الجوال- مدينة المغادرة- مطار الوصول).
ولا يلزم للحصول على الخدمة وجود حساب للمستفيد في (أبشر) وذلك تسهيلًا للمقيمين للاستفادة من المبادرة. وتُتاح الخدمة عبر موقع الويب لمنصة (أبشر) وغير متاحة عبر التطبيق، كما لا يشترط وجود حساب في المنصة للاستفادة من المبادرة.
وتم إطلاق مبادرة عودة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة؛ حيث يتم استقبال الطلبات والموافقة عليها بالتنسيق مع الجهات المعنية؛ لإنهاء إجراءات سفر الراغبين من المقيمين لدي المملكة السفر عبر الرحلات الجوية الدولية؛ إذ سيتم إرسال رسالة نصية للمستفيد موضحًا بها موعد الرحلة، ورقم التذكرة، وبيانات الحجز، وبموجبها يقوم المستفيد بتأمين تذكرة سفره واستكمال إجراءات السفر.
اقرأ أيضًا: نص البيان الختامي لقادة مجموعة العشرين
تمديد “هوية مقيم”
ولعل إحدى دلائل دعم المملكة للمقيمين طرح المملكة تمديد هوية مقيم؛ حيث بدأت المديرية العامة للجوازات في تمديد “هوية مقيم” آليًا للوافدين الموجودين داخل أو خارج المملكة العاملين في القطاع الخاص للمهن التجارية والصناعية المنتهية إقاماتهم من تاريخ 23 / 7 / 1441هـ ، الموافق 18 / 3 / 2020م، حتى 9 / 11 / 1441هـ، الموافق 30 / 6 / 2020م، لمدة ثلاثة أشهر إضافية دون مقابل مالي، لتتطابق مع ما نُفذ مسبقًا من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
ويأتي ذلك انطلاقًا من جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين المتواصلة في التعامل مع آثار وتبعات الجائحة العالمية (كوفيد – 19)؛ لاتخاذ الإجراءات التي تضمن سلامة المواطنين والمقيمين، ومواجهة الآثار المالية والاقتصادية، وإنفاذًا للتوجيهات الكريمة.
ويتم تجديد “هوية مقيم” آليًا دون مراجعة مقرات الجوازات، وبلا رسوم؛ حيث ترسل رسائل نصية عبر الجوال لجميع المستفيدين، بالتعاون مع مركز المعلومات الوطني ووزارة المالية.
اقرأ أيضًا:
ولي العهد: رئاسة المملكة لمجموعة العشرين كرست جهودها لبناء عالم أقوى
كلمة خادم الحرمين في ختام قمة مجموعة العشرين برئاسة المملكة
قادة مجموعة العشرين يؤكدون على ضرورة العمل المشترك لحماية كوكب الأرض