دهلم تعد المسؤولية الاجتماعية للشركات مجرد صيحة من صيحات المبادرات الاجتماعية؛ بل أصبحت أداة حقيقية لبناء قيمة العلامة التجارية، وولاء العملاء.
أيضًا تعتبر العروض التقديمية الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات “CSR” من أهم الأدوات التي يمكن أن تستخدمها المنظمات غير الحكومية في الهند لجذب الشراكات المؤسسية والحفاظ عليها.
ففي الوقت الذي أصبحت فيه الشركات على وعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية، لم يعد العرض التقديمي اختياريًا؛ بل هو فرصة لإبراز أثر مجتمعي، إظهار الاحترافية، واستعراض مستهدفات الشركات الراعية.
فيما يلي نستعرض، كيفية صياغة عرض ترويجي لإظهار إنجازات الشركات. كما يبرز رسالتها ونتائجها القابلة للقياس بطريقة تلهم المانحين المحتملين.
كيف تجذب رعاة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات؟
1. عرض مقدمة قوية
يصنع الانطباع الأول فارقًا ملحوظًا. لذا، لا بد من تقديم منظمتك بشكل موجز من خلال قصة التأسيس، والرؤية، ومجالات العمل الأساسية.
كذلك، تنصح مونيكا؛ خبيرة في قطاع المسؤولية الاجتماعية للشركات، بإدراج تفاصيل التسجيل الرسمية مثل شهادة CSR-1، ورخصة FCRA، واعتماد 12A/80G لتعزيز الثقة وتحقيق الامتثال القانوني منذ البداية.
2. حدد نوع المشكلة
فعلى سبيل المثال، إذا كان المشروع يسلط الضوء على خفض تسرب الأطفال من المدارس في المناطق القبلية بالهند. فاستخدم بيانات دقيقة مثل معدل التسرب البالغ 48% في المناطق الريفية.
كذلك، يجب توضيح المخاطر الاجتماعية التي تواجهها المنظمة. بجانب استخدام الرسوم البيانية والصور لتوضيح حجم المشكلة وأهميتها.
3. استعراض الانجازات
يتعين على مسؤولي الشركة عرض البرامج الحالية بطريقة منهجية: مثل برامج التعليم التعويضي. وتنمية المهارات الحياتية للفتيات المراهقات. أو التدريب المهني للشباب.
بالإضافة إلى توضيح أهداف كل برنامج، والفئات المستهدفة، والنتائج القابلة للقياس. بما يتواءم مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs).
4. ترك أثرًا ملموسًا
يجب عرض إنجازات المنظمات بالأرقام؛ مثل إعادة 12,000 طفل إلى التعليم النظامي أو تحقيق معدل توظيف بنسبة 82% بين الشباب المتدربين. حيث يبحث شركاء الـمسؤولية الاجتماعية للشركات عن الأرقام والقصص الإنسانية.
كذلك، ادمج الإحصاءات مع قصص واقعية. بما يتماشى مع التغيير الإنساني والاجتماعي لتعزيز المصداقية والتأثير العاطفي.
5. التوازين بين أهداف الشركة الراعية ومسهدفات المنظمة
أيضًا، يجب توضيح مدى التوافق بين برامج الشركة ورؤية المنظمة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات. لكي يكون العرض مقنعًا.
كذلك، يتعين ربط المبادرات بمحاور؛ مثل التعليم، وتمكين المرأة، وتنمية المهارات، وخلق سبل العيش.
6. عرض ميزانية واضحة
علاوة على ذلك، يجب عرض شريحة الميزانية بشكل تفصيلي تعكس كيفية توزيع التمويل على البنية التحتية، والمدربين، والإدارة، والمتابعة والتقييم. أيضا، يعتبر قسم الحوكمة ضروري لإظهار الكفاءة المؤسسية من خلال ذكر خبرات فريق القيادة، والمراجعات المالية من قبل شركات عالمية مثل Big 4.
7. عرض إستراتيجية للخروج
من ناحية أخرى، يضطلع المانحون إلى التأكد من استمرارية النتائج. لذا، من المهم عرض خطة استدامة واضحة تسلط الضوء على تمكين المجتمع المحلي، وتحفيز مجموعات نسائية لقيادة العمل عقب انتهاء المشروع، بجانب دمج المناهج في المدارس المحلية. ما يعزز ثقة المانحين بأن استثماراتهم ستواصل إحداث تغيير على المدى البعيد.
8. توضيح دعوة لاتخاذ إجراءات واضحة
فعلى سبيل المثال، أنهت “مونيكا” العرض بطلب 1.2 كرور روبية على مدار عامين كقيمة تمويل للمسؤولية الاجتماعية. بجانب وضع إستراتيجية التخطيط المشترك، توقيع مذكرة التفاهم (MoU). وتحديد مدة التنفيذ خلال 45 يومًا.
وبالتالي، يعكس هذا النوع من العروض التوضيحية مدى الجاهزية والاحترافية في التعامل مع الشركاء.
في عصر يتزايد فيه الوعي العام، يتوقع الناس تفاصيل محددة. عندما لا يرون إجراءات حقيقية. يتجه العملاء إلى التشكيك في مصداقية العلامة التجارية.
أيضًا نشر المعلومات حول الوعي البيئي أو تنظيم أنشطة رمزية لا يعوض عن الحلول النظامية. حيث إن أحد الأخطاء الأكثر شيوعًا هو التركيز على التواصل بدلاً من العمل. حيث تقوم الشركات بتسمي نفسها “خضراء”. “توعية بيئية”. و”ملتزمة”. لكنها تفشل في إظهار تغييرات ملموسة.
وتفتقر العديد من الشركات إلى الاتساق. يعاملون المسؤولية الاجتماعية باعتبارها إضافة لإستراتيجية التسويق. وليس أساسها. كما ينظمون أحداثًا معزولة: زراعة الأشجار. أو حملات جمع الإلكترونيات. أو ورش عمل بيئية للأطفال.
وعلى الرغم من أن هذه المبادرات لها قيمة، فإن تأثيرها عادة ما ينتهي مع الحدث نفسه.
وأخيرًا فإن المسؤولية الحقيقية هي عملية، وليست حدثًا لمرة واحدة. حيث إن وجود إستراتيجية طويلة الأجل أمر ضروري. بما في ذلك أهداف واضحة، ومؤشرات أداء. وطرق تقييم.
كما يمكن أن يساعد الشراكة مع منظمات ذات خبرة في بناء مشاريع مستدامة وعالية التأثير.
المقال الأصلي: من هنـا