حوار- جمال إدريس
دفعها حبها للسياحة والثقافة، إلى دراسة التاريخ؛ إذ تطمح لأن تكون مرشدة سياحية.. إنها بالرغم من عدم تجاوزها الثامنة عشرة من عمرها، إلا أنها تحمل وعيًا وثقافة سياحية تفوق عمرها كثيرًا، إذ تشارك شذى القاضي، ضمن الفرق التنظيمية التي عملت بمهرجان “رجال الطيب” التابع لموسم السودة فماذا تقول لـ” رواد الأعمال” عن تجربتها؟
تسرد القاضي بداية علاقتها بهذا المجال، وتقول:
منذ صغري كنت مهتمة بالثقافة العسيرية؛ إذ أذكر أنني ذهبت ذات مرة مع أبي- رحمه الله – لسوق الثلاثاء، وكان به جدة تحكي لنا قصصًا عن الثقافة العسيرية؛ ومن هنا بدأ اهتمامي بها. أما الإرشاد السياحي، فقد كانت أول تجربة لي في مسرح المفتاحة مع مجموعة من فنلندا، كانوا مهتمين بثقافتنا العسيرية، فوجدت أنها فرصة لإظهار قدراتي، وإثبات قدرتي على العمل في الإرشاد السياحي.
وتضيف: طموحي أن أدرس الإعلام السياحي، وأنال الرخصة السياحية؛ لأفيد منطقتي عسير؛ حيث أدرس التاريخ الآن، والذي يرتبط بمجال العمل في الإرشاد السياحي، ولكنني سأتخصص في دراسة الإعلام السياحي.
مستقبل مشرق للسياحة
وتصف شذى، مستقبل السياحة في المملكة بأنه مشرق، قائلة:” إن فعاليات موسم السودة أعطتنا الفرصة لإظهار إمكانيات المنطقة. والجميل أنهم انتبهوا للجانب الترفيهي والثقافي للمنطقة، التي تشتهر بتاريخ قديم بدأ قبل تسعمائة عام، كما لها تاريخ طويل مع الحروب والثقافة والفنون؛ فهي من أولى مناطق المملكة التي تهتم بالفنون، ولاسيما منطقة أبها.
وتقول شذى – التي عملت ضمن طاقم مهرجان “رجال الطيب” التابع لموسم السودة- إنها عملت من قبل في عدة فعاليات، أغلبها كمرشدة سياحية؛ مثل قصر أبو سرّاح، ومتحف الجحل الأثري، وقرية المفتاحة، وغيرها.
وأوضحت أنها لم تواجه صعوبات من جانب المجتمع تجاه عملها كمرشدة سياحية، قائلةً: ” أشجع الفتيات على العمل بالسياحة حتى يفدن وطنهن على الأقل على مستوى المنطقة، وأتمنى أن أكون قدوة للنساء في دخول هذا المجال، وأن يكُنَّ مستقلات في عملهَّن”.
الثقافة أهم أدواتي
وعن أدواتها في إتقان عملها في مجال الإرشاد السياحي، تقول:” إن الاطلاع والثقافة أهم الأدوات في هذا المجال، فكنت أحرص دائمًا على أن أستمع لكبار السِن؛ لأن كثيرًا منهم يحملون معلومات قيمة، لم تسجل في الكتب، كذلك الاطلاع على كتب قيمة ومفيدة جدًا في التاريخ؛ مثل كتب محمد غريب الألمعي، سبع مجلدات عن تاريخ قرية رجال ألمع، وكتب علي مغاوي، وغيرهما كثير من رواد الثقافة بمنطقة عسير”.
وحول إمكانيات المملكة السياحية، تؤكد شذى، أن بالمملكة كثيرًا من المناطق والمقومات السياحية، وترى أن للإعلام الدور الأكبر لدعم هذا التوجه؛ ليعكس للعالم ما نمتلكه من ثقافة وسياحة وترفيه، فالأمر لا يتوقف على السياحة الداخلية فقط، بل على جذب السياح من الخارج.
وحول الأشياء التراثية التي تميز منطقة عسير، ويمكن الترويج لها والمنافسة بها سياحيًا، تقول: ” القط العسيري- بلا شك- تاريخنا؛ فهو بمثابة البصمة التي تميز عسير عن باقي مناطق المملكة، وهو تراث مشرّف لنا في كل العالم، كذلك من الأشياء التراثية التي تميز عسير، رقصة الخطوة، وبيوت الطين وغيرها.
وحول طموحها، تقول شذى: ” أطمح لأن أكون امرأة فعّالة، وأن يكون عطائي لوطني ولمنطقة عسير، وأن أكون قدوة للنساء في مجال الإرشاد السياحي”.