تُعتبر شركة “أبل” من بين الشركات التي تمتلك سمعة طيبة فيما يتعلق بحماية خصوصية مستخدميها من الاختراق؛ مقارنة بما نشهده في بعض الشركات الكبرى الأخرى، فهي ما زالت الأكثر حرصًا على هذه الخصوصية.
وعلى الرغم من عدم سعي سلسلة إنتاج هواتف “آيفون” التابعة لشركة “أبل” إلى الحصول على بيانات مستخدميها، إلا أن هناك علامات استفهام كبرى تُثار مؤخرًا حول وجود ثغرات غير متعمدة تخترق الخصوصيات في آيفون.
وقبل اتخاذ خطوة شراء آيفون، عليك معرفة تاريخها فيما يتعلق بالخصوصية وحوادث الاختراق التي قد تتعرض لها بعد الشراء.
ويرصد “رواد الأعمال” أهم ما تريد معرفته عن الخصوصية والثغرات في “آيفون” التي قد تجعلك هدفًا سهلًا للاختراق.
تطبيقات تهددك
في شهر يونيو 2019، فجرت الصحيفة “وول ستريت جورنال” مفاجأة حول وجود ثغرة تجعل أجهزة آيفون مخترقة، وذلك من خلال بعض التطبيقات الموجودة في متجرها على الإنترنت، والتي كان لها دورٌ كبير في انتهاك خصوصية المستخدمين.
وتم إجراء اختبار على 80 تطبيقًا في متجر تطبيقات أبل، والذي أشارت نتائجه إلى أن معظم التطبيقات تتعقب مستخدميها بطرق لا يمكن تجنبها بأي شكل، حتى في حالة تعطيل بعض خصائص الخصوصية في هواتف أبل الذكية.
وتضمنت التطبيقات التي تخترق هواتف أبل الذكية “تطبيقات مُخصصة للأطفال”، مثل تطبيق Curious World، الذي كان يجمع أعمار مستخدميه وأسماءهم، وغيرها من البيانات، ليتم إرسالها في النهاية إلي شركة “فيسبوك” صاحبة السمعة السيئة في سرقة بيانات المستخدمين؛ بهدف الدعاية الإعلانية وما شابه ذلك.
ودافعت الشركة المنشئة لهذا التطبيق حينها عن نفسها؛ مؤكدة أن البيانات كان يتم اختراقها عن طريق الخطأ، وأنه جاري العمل على تحديث التطبيق لعلاج الثغرة.
فضيحة Siri
في أغسطس الماضي، أُثيرت ضجة كبيرة حول المساعد الصوتي لشىركة أبل (سيري siri)؛ حيث عُرفت حينها بقضية حفظ تسجيلات المساعد الصوتي (سيري) على خوادمها.
ولا تمتلك الشركة القدرة على التحكم في البيانات التي تجمعها مثل أمازون وجوجل؛ نظراً لأن أبل لا تبادل بيانات المستخدم مع طرف آخر.
ولا يوجد طريقة مؤكدة لحذف البيانات؛ التي لا ترغب في أن تحتفظ بها أبل على خوادمها؛ فالطريقة الوحيدة المتاحة للمستخدمين لمنع أبل من الاحتفاظ بالتسجيلات الصوتية هي إيقاف تشغيل سيري و”Dictation” وعدم استخدام أي منهما مرة أخرى.
تجسس عبر تطبيق كاميرا مُثبت
ولم تتوقف أزمة الاختراق والتجسس حتى الآن، فكشف تومي ميسك؛ الخبير التقني والمبرمج الشهير، في مطلع شهر مارس الجاري، عن اكتشاف مشكلة برمجية قد تُستخدم في التجسس على بيانات مستخدمي هواتف آيفون.
وقال إن التجسس يتم من خلال تطبيق الكاميرا المثبت في هواتف آيفون؛ حيث إنه حين يريد المستخدم استعماله لأول مرة، يطلب منه إمكانية الوصول إلى بيانات الموقع الجغرافي للهاتف حين التقاط الصور.
وفي الأغلب يوافق المستخدمون على منح الإذن لوصول التطبيق لتلك البيانات، وبعدها يخزن التطبيق أوتوماتيكيًا تلك البيانات.
والأخطر في هذا الأمر، أنه بمجرد إجراء المستخدم لعملية نسخ أي صورة ملتقطة بكاميرا الهاتف ستصبح جميع البيانات المتعلقة بها، بما فيها بيانات الموقع، محفوظة في «حافظة تبادل البيانات» في الجهاز، والتي يمكن للعديد من التطبيقات الأخرى الوصول إلها؛ ما قد يتيح الفرصة لتجسس التطبيقات الأخرى على هذه البيانات.
وهناك أيضًا ثغرة (آي كلاود) iCloud loophole؛ حيث يمكنها تسليم بياناتك المتزامنة إلى الحكومات إذا كان ذلك مطلوبًا من الناحية القانونية.
ثغرات غير مقصودة
وعلى الرغم من السقطات السابق ذكرها لأبل، إلا أن ممارساتها في التعامل مع بيانات المستخدمين أفضل بكثير في حالة المقارنة بجوجل أو أمازون، فالمؤكد أن شركة أبل لا تلاحقك لأغراض الدعاية عبر الويب، ولا تريد معرفة موقعك أو ما اشتريته.
وتعمل الشركة على جمع معلومات أقل عنك مقارنة بباقي الشركات الأخرى، إلا أنه في الوقت ذاته تحتفظ ببعض بياناتك، كما تعرف ما هي منتجات أبل التي تمتلكها.
اقرأ أيضًا:
«Signal» يسحب البساط من «واتساب».. أسباب تجعله الأفضل