ربما لا نستطيع الجزم بأن هناك شركات أو علامات تجارية تسلم من الموقعات، ولكن ما نستطيع تأكيده أنه لا يخلو أي عمل أو شركة من مواجهة تحديات ومشاكل، ولعل مفهوم «البيانات الصغيرة» من أهم الوسائل التي يُمكن استخدامها والاعتماد عليها في عملية توليد الأفكار وابتكار حلول جديدة لمواجهة كل المشكلات التي تواجه الأفراد والشركات.
وفي ظل ما نعيشه من واقع يتسم بكم كبير من المعلومات في مختلف المجالات، سواء كنا نتتج هذه المعلومات أو نستقبلها، أصبحت البيانات الصغيرة تحل محل البيانات الضخمة التي كانت تعتمد عليها الشركات في العمليات التحليلية والتي كانت لا تجلب نتائج ذات قيمة، وفي هذا الصدد نطرح سؤالًا: كيف يمكن لرواد الأعمال والشركات استخدام البيانات الصغيرة لتوليد الأفكار وابتكار حلول جديدة لمواجهة المشكلات في عالم يتصل فيه 51.2% من السكان بالإنترنت ويتزايد فيه إنتاج البيانات يومًا بعد يوم؟
وفي إجابة عن السؤال، أثبتت بعض الدراسات، التي أجريت مؤخرًا في إحدى جامعات الولايات المتحدة، أن البيانات الصغيرة هي البديل الأنسب للشركات؛ لتعزيز المنظومة الابتكارية بداخلها والقدرة على التنافسية، كما تُعد نقطة انطلاق للحصول على رؤى واضحة ومعلومات قيّمة.
البيانات الصغيرة وتطوير الشركات
تُعد البيانات الصغيرة من أهم الوسائل التي يُمكن توظيفها في المنظومة الابتكارية داخل الشركات أو المؤسسات التجارية، فهذا المصطلع يعني استكشاف المعلومات بطريقة أكثر دقة وجودة عالية؛ حيث يتم ذلك من خلال الرجوع إلى معلومات محددة حول النشاط الذي تمارسه الشركة والاطلاع على ما ورد حديثًا في هذا الشأن.
إذن يُمكننا القول إن وظيفة البيانات الصغيرة تُكمن في اكتشاف رؤى واضحة وثاقبة باستخدام تفاصيل تجربة العملاء وعاداتهم مع الشركات أو العلامات التجارية، وكانت هذه البيانات أحد الحلول التي لجأت إليها بعض الشركات لمواجهة المشكلات التي كانت تواجههم، ولعل شركة «ليجو» إحدى الشركات التي اعتمدت على البيانات الصغيرة؛ حيث تمكنت من التغلب على أزمة الإفلاس التي كانت تواجهها في عام 2004م، واستعادة مكانتها الرائدة في سوق الألعاب.
البيانات الصغيرة وتعزيز الابتكار
من المؤكد أنه توجد بيانات وتفاصيل صغيرة عند العملاء ولا يهتم بها المنافسون العمالقة، وهي تُعد فرصة قوية يُمكن لرواد الأعمال والشركات الصغيرة استغلالها جيدًا والاهتمام بها والعمل على ابتكار أشياء جديدة تناسب كل هذه التفاصيل الصغيرة، فمن خلال التركيز عليها حتمًا ستتمكن من الوصول إلى المزيد من العادات والاحتياجات الخاصة لدى العملاء، وتحسين علاقتك معهم على المستوى العاطفي؛ حيث تتيح تلك البيانات العثور على أدلة وقرائن حول التصورات المثالية لدى العملاء في الكثير من الجوانب المختلفة.
وهناك طريقة أخرى من الممكن أن تنتهجها الشركات لابتكار أشياء جديدة تتوافق مع احتياجات العملاء؛ حيث يمكنها تحليل حسابات مجموعة كبيرة من المستهلكين المتواجدين على مواقع التواصل الاجتماعي وتكوين رؤى واضحة واستكشاف أوجه التشابه بين ملفاتهم الشخصية، فهي بمثابة دراسة استقصائية تجريها الشركة لمعرفة ما يتصوره العملاء كنقطة انطلاق لابتكار منتج جديد يتناسب مع العملاء.
كيف يُمكن للشركات استخدام البيانات الصغيرة؟
قد يظن البعض أن المقصود مما سبق هو التخلي عن المعلومات الضخمة لملايين الأشخاص حول العالم، التي تُنتج بواسطة شبكة الإنترنت والاتصالات، واستخدام البيانات الصغيرة كبديل أساسي لتعزيز الابتكار داخل الشركات، وفي حقيقة الأمر ليس ما نقصده التخلي تمامًا عن البيانات الضخمة التي تنمو يومًا تلو الآخر، ولكن البيانات الصغيرة واحدة من الوسائل التي ظهرت حديثًا وتضيف حلولًا لكل المشكلات التي تواجه الشركات، بل تُساعد أيضًا في تطوير بيئة العمل.
ويُمكن لرواد الأعمال وأصحاب الشركات استخدام البيانات الصغيرة من خلال استراتيجيات وتكتيكات دقيقة للوصول إلى الآراء والأفكار والتصورات من تجارب العملاء مع علاماتهم التجارية؛ حيث يُمكن ذلك من خلال إجراء بحث ميداني شامل، وتحليل بيانات حسابات المستهلكين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذن فكل ما تحتاجه العلامة التجارية هو الانتباه، الانفتاح، والرغبة في معرفة المزيد عمّا يُفضّله العملاء.
اقرأ أيضًا:
الأتمتة الذكية وتحسين بيئة الشركات